مُتُونُ طالِبِ العِلِم
مُحَقَّقَةٌ عَلى (٢٣٠) مَخطوُطَة
المُتُونُ الإِضَافِيَّةُ
(٤)
كَشَفُ الشُبُهَاتِ
مُحَقَّقٌ عَلَى نُسَخٍ نَفِيسَةٍ عَتِيقَةٍ
لِإمَامِ الدَّعوَةِ الشَّيخ
مُحَمَّدِ بِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ بِنْ سُلَيمَانَ التَّمِيميّ
﵀ (١١١٥ هـ - ١٢٠٦ هـ)
تحقيق
د. عَبد المُحْسِن بن مُحَمَّدَ القَاسم
إمَامِ وَخَطِيبِ المَسجِدِ النَّبَوي الشَريف
1 / 1
ح
عبد المحسن بن محمد القاسم ١٤٤٢ هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
التميمي، محمد بن عبد الوهاب.
كشف الشبهات./ محمد بن عبد الوهاب التميمي؛
عبد المحسن بن محمد القاسم - ط ٢. - الرياض، ١٤٤٢ هـ.
١٦٠ ص ١٧ × ٢٤ سم
ردمك: ٧ - ٥٣٦٣ - ٠٣ - ٦٠٣ - ٩٧٨
١ - التوحيد
٢ - العقيدة الإسلامية - دفع مطاعن
٣ - التوسل.
أ. القاسم، عبد المحسن بن محمد (محقق) ب. العنوان
ديوي ٢٤٠
٦٥٦/ ١٤٤٢
رقم الإيداع: ٦٥٦/ ١٤٤٢
ردمك: ٧ - ٥٣٦٣ - ٠٣ - ٦٠٣ - ٩٧٨
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الثانية
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
1 / 2
مُتُوطانُ طالِبِ العِلِم
مُحَقَّقَةٌ عَلى (٢٣٠) مَخطوُطَة
المُتُونُ الإِضَافِيَّةُ
(٤)
كَشَفُ الشُبُهَاتِ
مُحَقَّقٌ عَلَى نُسَخٍ نَفِيسَةٍ عَتِيقَةٍ
لِإمَامِ الدَّعوَةِ الشَّيخ
مُحَمَّدِ بِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ بِنْ سُلَيمَانَ التَّمِيميّ
﵀ (١١١٥ هـ - ١٢٠٦ هـ)
تحقيق
د. عَبد المُحْسِن بن مُحَمَّدَ القَاسم
إمَامِ وَخَطِيبِ المَسجِدِ النَّبَوي الشَريف
1 / 3
لأهمية المتون لطالب العلم
أُنشئ قسم في المسجد النبوي لحفظ هذه المتون،
ويضم العديد من الطلاب الصغار والكبار طوال العام
ويمكن الالتحاق به في حلقات التعليم عن بعد على رابط:
www.mottoon.com
https:// a-alqasim.com/ books/
لتَحْمِيلِ مُتونِ طالبِ العلمِ نُسحةً إلكترُونيَّةً،
والاستماعِ إلى شرحِها مباشرةً أو تَحْميلِها على رابط:
www.a-alqasim.com
1 / 4
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
المُقَدِّمَةُ
الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى الدِّينَ، وَأَقَامَ لَهُ الحُجَجَ وَالبَرَاهِينَ، وَجَلَّاهُ لِلْخَلْقِ، ثُمَّ زَاغَ أَقْوَامٌ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَأَلْقَوْا شُبُهَاتٍ عَلَيْهِ، وَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ حُجَجَ أَهْلِ البَاطِلِ دَاحِضَةٌ، وَأَنَّ كُلَّ مَا يُلْقُونَهُ مِنْ شُبَهٍ فَإِنَّ الحَقَّ سَيَدْمَغُهُ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا﴾ قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ ﵀: «﴿ولا يأتونك بمثلٍ﴾ أَيْ: بِحُجَّةٍ وَشُبْهَةٍ ﴿إِلا جِئْنَاكَ بِالحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ أَيْ: وَلَا يَقُولُونَ قَوْلًا يُعَارِضُونَ بِهِ الحَقَّ، إِلَّا أَجَبْنَاهُمْ بِمَا هُوَ الحَقُّ فِي نَفْسِ الأَمْرِ، وَأَبْيَنُ وَأَوْضَحُ وَأَفْصَحُ مِنْ مَقَالَتِهِمْ» (^١).
وَقَدْ تَنَوَّعَتْ شُبَهُ المُبْطِلِينَ؛ مِنْ طَعْنٍ فِي ذَاتِ اللَّهِ، وَفِي دِينِهِ، وَفِي نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَمِمَّا جَادَلُوا فِيهِ تَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ، فَأَثَارُوا الشُّبَهَ عَلَى أَهْلِ الحَقِّ، وَأَلْبَسُوا شِرْكَهُمْ وَتَنْدِيدَهُمْ ثَوْبَ التَّوْحِيدِ زُورًا.
وَانْبَرَى لِرَدِّ هَذِهِ الشُّبَهِ جَهَابِذَةُ العُلَمَاءِ عَلَى مَرِّ العُصُورِ، وَمِنْ أُولَئِكَ
_________
(^١) تفسير القرآن العظيم (٦/ ٣٣٧).
1 / 5
الأَفْذَاذِ إِمَامُ الدَّعْوَةِ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ ﵀، فَقَدْ دَعَا إِلَى تَوْحِيدِ العِبَادَةِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ عَامًا، وَعَارَضَهُ أَهْلُ البَاطِلِ، وَأَثَارُوا شُبَهًا وَاهِيَةً عَلَى تَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ، فَحَصَرَهَا؛ ثُمَّ أَجَابَ عَنْ كُلِّ شُبْهَةٍ بِمَا يُجَلِّي ظَلَامَهَا، فِي مُصَنَّفٍ سَمَّاهُ: «كَشْفُ الشُّبُهَاتِ».
وَلَا تَكَادُ تَجِدُ شُبْهَةً عَلَى مَرِّ الأَزْمَانِ فِي تَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ إِلَّا وَالجَوَابُ عَنْهَا مَسْطُورٌ فِي هَذَا الكِتَابِ، فَكَانَ كِتَابًا فَرِيدًا فِي بَابِهِ، مُجَلِّيًا لِلْحَقِّ، مُدْحِضًا لِكُلِّ شُبْهَةٍ بِالرَّدِّ عَلَيْهَا مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالإِجْمَاعِ وَأَقْوَالِ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَلِأَهَمِّيَّتِهِ حَقَّقْتُهُ ضِمْنَ سِلْسِلَةِ تَحْقِيقِ المُتُونِ الإِضَافِيَّةِ مِنْ «مُتُونُ طَالِبِ العِلْمِ»، مُعْتَمِدًا عَلَى نُسَخٍ خَطِّيَّةٍ نَفِيسَةٍ؛ لِيَكُونَ مُعِينًا عَلَى ثَبَاتِ أَهْلِ الحَقِّ، وَتَمَسُّكِهِمْ بِدِينِهِمْ، وَزِيَادَةِ يَقِينِهِمْ بِصِحَّةِ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ المُعْتَقَدِ الصَّحِيحِ؛ وَلِيَكُونَ دَعْوَةً لِأَهْلِ الضَّلَالَةِ إِلَى سُلُوكِ سَبِيلِ الهِدَايَةِ.
وَجَعَلْتُ بَيْنَ يَدَيِ الكِتَابِ: مَنْهَجِي فِي التَّحْقِيقِ، وَوَصْفَ النُّسَخِ المُعْتَمَدَةِ فِي تَحْقِيقِ المَتْنِ، وَتَرْجَمَةَ المُصَنِّفِ، وَنَمَاذِجَ مِنَ المَخْطُوطَاتِ.
أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَ عَمَلَنَا فِيهِ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ.
وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
د. عبد المحسن بن محمد القاسم
إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف
فَرَغْتُ مِنْهُ يَوْمَ عِيْدِ الأَضْحَى
عَامَ أَلْفٍ وَأَرْبَعِ مِئَةٍ وَوَاحِدٍ وَأَرْبَعِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ
(١٠/ ١٢/ ١٤٤١ هـ)
1 / 6
مَنْهَجِي فِي التَّحْقِيقِ
١ - رَمَزْتُ لِلنُّسَخِ بالحُرُوفِ الأبجدِيَّةِ حسبَ تاريخِهَا؛ الأَقْدَمِ فَالأَقْدَمِ.
٢ - أَثْبَتُّ الفرُوقَ بينَ النُّسَخِ، مُكْتفِيًا بِتَسْمِيَةِ رُمُوزِ النُّسَخِ المُخالِفَةِ فِي الحَاشِيَةِ، دونَ النُّسَخِ المُوافِقَةِ لِلْمَتْنِ.
٣ - لَمْ أُشِرْ إِلَى ما فِي النُّسَخِ مِنْ أخطاءٍ فِي الضَّبْطِ بالشَّكْلِ، واكْتَفَيْتُ بإِثْبَاتِ الضَّبْطِ الصَّحِيحِ.
٤ - أَهْمَلْتُ فِي الغَالبِ ذِكرَ ما سَهَا فيهِ النُّسَّاخُ، ممَّا هُوَ مِنْ قَبِيلِ الأَخْطَاءِ المَحْضَةِ، إلَّا إِذَا كَانَ لِهَذَا الخَطَأِ وَجْهٌ وَلَوْ ضَعِيفًا؛ فإنِّي أُثْبِتُهُ.
٥ - إِذَا كَانَ فِي إِحْدَى النُّسَخِ كَلِمَةٌ غَيْرُ وَاضِحَةٍ وَتَحْتَمِلُ الخَطَأَ أَوِ التَّفَرُّدَ، وَتَحْتَمِلُ الصَّوَابَ وَمُوافَقَةَ بَقِيَّةِ النُّسَخِ؛ فإنِّي أَحْمِلُهَا عَلَى الصَّوَابِ المُوَافِقِ لِبقيَّةِ النُّسَخِ.
٦ - اسْتَفَدْتُ مِنْ شَرْحِ سَمَاحَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ آلِ الشَّيْخِ ﵀ لِلْكِتَابِ فِي ضَبْطِ وَبَيَانِ مَوَاضِعَ مِنَ المَتْنِ.
٧ - أَثْبَتُّ النَّصَّ عَلَى ما اشْتَهَرَ مِن قَوَاعدِ الإمْلَاءِ المُعاصِرِ، ولم أُشِرْ إلى اختلافِ النُّسَخِ فِي ذلكَ؛ كَطَريقةِ كِتَابةِ الهَمْزاتِ، وَرَسْمِ التَّاءِ مَفْتُوحَةً أَوْ مَرْبُوطةً، وَنَحْوِ ذَلِكَ.
٨ - إِذَا كَانَ الاخْتِلَافُ بَيْنَ النُّسَخِ فِي إِثْبَاتِ كَلِمَةٍ أَوْ حَذْفِهَا وَكَانَ المَعْنَى يَسْتَقِيمُ عَلَى الوَجْهَيْنِ؛ فَإِنِّي أَذْكُرُ فِي الحَاشِيَةِ الكَلِمَةَ الَّتِي لَمْ تَرِدْ في
1 / 7
بَعْضِ النُّسَخِ بَيْنَ قَوْسَيْنِ هَكَذَا: «» وَأَقُولُ: لَيْسَتْ فِي كَذا، وأَمَّا إِذَا كَانَ المَعْنَى لَا يَسْتَقِيمُ بِحَذْفِهَا؛ فَأَقُولُ بعدَ ذِكْرِ الكَلِمَةِ بَيْنَ قَوْسَيْنِ: سَقَطَتْ مِنْ كذا.
٩ - إِذَا كَانَ الِاخْتِلَافُ بينَ النُّسَخِ فِي تَقْدِيمِ كَلِمَةٍ على كَلِمَةٍ؛ فإنِّي أَذْكُرُ الخِلَافَ فَقَطْ في الحَاشِيَةِ، وأَقُولُ بَعْدَهُ: بتقديمٍ وتأخيرٍ.
١٠ - عَزَوْتُ الأَحَادِيثَ الَّتِي ذَكَرَهَا المُصنِّفُ لِمَنْ أَخْرَجَهَا.
١١ - بيَّنْتُ مَعَانِيَ بَعْضِ الكَلِمَاتِ الغَرِيبَةِ؛ وَعَرَّفْتُ بِبَعْضِ الأَعْلَامِ المَذْكُورِينَ فِي الكِتَابِ، وَعَلَّقْتُ عَلَى مَا يَحْتَاجُ إِلَى تَعْلِيقٍ، وَهِيَ مَوَاضِعُ قَلِيلَةٌ.
١٢ - أَضَفْتُ إِلَى الكِتَابِ عَنَاوِينَ تُوَضِّحُ مَقَاصِدَهُ، وَتُفَصِّلُ أَجْوِبتَهُ، اقْتَبَسْتُهَا مِنْ العَنَاوِينِ التَّي وَضَعَهَا الوَالِدُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَاسِمٍ عَلَى شَرْحِ سَمَاحَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ آلِ الشَّيْخِ رحمهما الله لِلْمَتْنِ؛ تَسْهِيلًا عَلَى القَارِئ، وَمَيَّزْتُهَا بِوَضْعِهَا بَيْنَ مَعْقُوفَيْنِ - هكذا: []-.
١٣ - جَعَلْتُ لِلْكِتَابِ نُسْخَتَيْنِ:
أ - النُّسْخَةَ الأُولَى: وَهِيَ النُّسْخَةُ المُتَضَمِّنةُ لِحَوَاشِي التَّحْقِيقِ؛ مِنَ الفُرُوقِ بَيْنَ النُّسَخِ، وَالتَّرْجِيحِ بَيْنَهَا، وَالتَّعْلِيقِ عَلَى مَا يَحْتَاجُ إِلَى تَعْلِيقٍ، وَهِيَ هَذِهِ النُّسْخَةُ.
ب - النُّسْخَةَ الثَّانِيَة: وَهِيَ نُسْخَةٌ صَغِيرةُ الحَجْمِ، مُجَرَّدَةٌ مِنْ جَميعِ الحَوَاشِي المُثْبَتَةِ فِي النُّسْخَةِ الأُولَى، وَهِيَ أَنْسَبُ لِلْحِفْظِ.
* * *
1 / 8
وَصْفُ النُّسَخِ المُعْتَمَدَةِ فِي تَحْقِيقِ المَتْنِ
بَعْدَ البَحْثِ وَالتَّقصِّي جَمَعْتُ من أُصُولِ (كَشْفِ الشُّبُهَاتِ) الخَطِّيَّةِ نُسَخًا كَثِيرَةً، اعْتَمَدْتُ مِنْها على ثَلَاثَ عَشْرَةَ نُسْخةً خطِّيَّةً؛ لِنَفَاسَتِها، وتَقَدُّمِ تاريخِ نَسْخِها، وهَذِهِ النُّسَخُ حَسْبَ تَاريخِ نَسْخِهَا كَمَا يَأْتِي:
النُّسْخَةُ الأُولَى، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «أ»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: جامعةُ المَلِكِ سُعودٍ بالرِّياضِ - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (١٠٦٣).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (٧).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: شهرُ مُحرَّمٍ الحَرام، سنة (١٢١٣ هـ).
نَاسِخُهَا: لَمْ يُذْكَر.
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تَامَّةٌ، لَمْ تُضْبَطْ بِالشَّكْلِ.
النُّسْخَةُ الثَّانِيَةُ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «ب»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: دارةُ المَلِكِ عبدِ العزيزِ بالرِّياضِ - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (٦٣٣٨ - مَجْمُوعَةُ مُحِبِّ الدِّينِ الخَطِيبِ ٥٧٨ - ١).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (٧).
1 / 9
تَارِيخُ نَسْخِهَا: (١) جُمَادى الأُولى، سنة (١٢١٦ هـ).
نَاسِخُهَا: أحمدُ بنُ عيسى بنِ أحمدَ بنِ بَكْري.
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تَامَّةٌ، لمْ تُضْبَطْ بِالشَّكْلِ، وميَّز ناسخُها الشُّبُهاتِ والأجْوِبةَ بوَضْعِ خطٍّ فوقَها وكَتَبَها بخطٍّ غامقٍ، وأُثْبِت العنوانُ أوَّلَ النُّسخةِ: «كتابُ كشفِ الشُّبُهاتِ، للشَّيخِ الإمامِ، شيخِ الإسلامِ، محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ ﵀، وأسكنهُ أعلى جنَّاتِهِ، ونفعنا اللَّهُ ببركاتِ علومِهِ، آمينَ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيم، وصلَّى اللَّهُ على سيِّدِنا محمَّدٍ وآلِه وصحبِه وسلَّمَ».
النُّسْخَةُ الثَّالِثَةُ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «ج»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: مكتبةُ المَلِكِ عبدِ العزيزِ بالمدينةِ المنوَّرةِ (مجموعةُ المكتبةِ المَحمُوديَّةِ) - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (١٩٢٠).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (٧).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: جُمَادى الأُولى، سنة (١٢١٦ هـ).
نَاسِخُهَا: مُطْلَقُ بنُ حمُودٍ بنِ قبَالٍ بن حمُود.
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخةٌ تامَّةٌ، لَمْ تُضبَط بالشَّكلِ، ومَيَّزَ ناسخُها بعضَ الآياتِ والشُّبُهاتِ والأجْوِبَةَ بالحُمْرةِ، وعلى حاشية النُّسْخَةِ تصوِيباتٌ وتَصْحِيحاتٌ،
1 / 10
وأُثبتَ العُنْوانُ في بدايةِ النُّسْخَةِ: «بِسم اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، كتابُ كشفِ الشُّبُهاتِ، تأليفُ الشَّيخِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ، غفرَ اللَّهُ لهُ ورحمَهُ بمنِّهِ وكرمِهِ، وهو أرحمُ الرَّاحمينَ».
النُّسْخَةُ الرَّابعةُ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «د»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: دارةُ المَلِكِ عبدِ العزيزِ بالرِّياضِ - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (١٥٠٤ - مَجْمُوعَةُ آلِ عَبْدِ اللَّطِيفِ ٧ - ٢).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (٢١).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: (٢) رمضان، سنة (١٢١٧ هـ).
نَاسِخُهَا: محمد الكردي.
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسخةٌ تامَّةٌ، وضُبِطتْ بالشَّكْلِ في بعضِ المَوَاضعِ، ومَيَّزَ ناسِخُها بعضَ الكَلِماتِ بالحُمْرةِ، وعلى حاشيةِ النُّسْخَةِ تصحِيحاتٌ وإشارةٌ إلى نُسَخٍ أُخْرَى.
النُّسْخَةُ الخَامِسَةُ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «هـ»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: دارةُ المَلِكِ عبدِ العزيزِ بالرِّياضِ - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (١٠٨١ - مَجْمُوعَةُ عَبْدِ العَزِيزِ المَنِيع ٣٠ - ٤).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (١٨).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: (٢٥) مُحرَّم، (١٢١٨ هـ).
نَاسِخُهَا: لَمْ يُذْكَر.
1 / 11
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تامَّةٌ، لَمْ تُضبَطْ بالشَّكلِ، وعلى حاشيتِهَا تَصْحِيحاتٌ، ومَيَّزَ ناسخُهَا بعضَ الكَلِماتِ بالخطِّ الغامقِ.
النُّسْخَةُ السَّادِسَةُ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «و»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: مركز المَلِكِ فَيْصَل بالرِّياض - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (٢٧٢٧).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (١٩).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: (١٢٢٣ هـ).
نَاسِخُهَا: لَمْ يُذْكَر.
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تامَّةٌ، لَمْ تُضبَطْ بالشَّكْلِ، وعلى حاشيتِهَا تَصْحِيحاتٌ.
* النُّسْخَةُ السَّابِعَةُ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «ز»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: مكتبة الحَرَمِ المَكِّيِّ بمكَّة المُكرَّمة - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (١٣٤١).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (١٦).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: (٢١) محرَّم، سنة (١٢٢٨ هـ).
نَاسِخُهَا: لَمْ يُذْكَر.
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخةٌ نَقَصَ منها الوَجْه الأَوَّل من الوَرَقَة الأُولى، حيث تَبْدأُ
1 / 12
مِن قَوْلِ المُصنِّف: «… المشركون الَّذين قاتلَهُم رسولُ اللَّهِ ﷺ يَشهدون أنَّ اللَّه تعالى هو الخالقُ الرَّازق».
ولَمْ تُضبَطْ بالشَّكْل، وعلى حاشيتها تَصْحِيحاتٌ وإِلحاقاتٌ تَدُلُّ على الاعتناء بها.
النُّسْخَةُ الثَّامِنَةُ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «ح»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: دارةُ المَلِكِ عبدِ العزيزِ بالرِّياضِ - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (٥٤٠٧ - مَجْمُوعَةُ المُهَنَّا ١٧).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (٩).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: (١٢٢٨ هـ).
نَاسِخُهَا: فَهْدُ بنُ حمُودٍ.
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تامَّةٌ، لَمْ تُضبَطْ بالشَّكْلِ، وعلى حاشيتِهَا تصحِيحاتٌ، وأُثبتَ العُنْوَانُ أوَّلَ النُّسْخَةِ هكذا: «كتابُ كشفِ الشُّبُهاتِ، تأليفُ الشَّيخِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ».
النُّسْخَةُ التَّاسِعَةُ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «ط»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: دارةُ المَلِكِ عبدِ العزيزِ بالرِّياضِ - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (٢٣٩٦/ ٥٨ - ٥).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (١٤).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: لَمْ يُذْكَر؛ لكنْ وَرَدَ على النُّسْخةِ حاشيةٌ مُؤَرَّخةٌ بسنةِ (١٢٣٧ هـ)، فَتَارِيخُ نَسْخِهَا فِي السَّنَةِ المَذْكُورَةِ أَوْ قَبْلَهَا.
1 / 13
نَاسِخُهَا: لَمْ يُذْكَر.
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تامَّةٌ، لَمْ تُضبَطْ بالشَّكْلِ، وليسَ عليْهَا تَصْحِيحاتٌ، وأُثبتَ أوَّلَ النُّسْخَةِ: «كتابُ كشفِ الشُّبُهاتِ، فِي توحيدِ ربِّ الأرضِ والسَّموَاتِ، تأليفُ الشَّيْخِ الإِمامِ، العَالمِ العلَّامةِ، إِمامُ دَهرِهِ، وَوَحِيدُ عَصْرِهِ، شَيْخُ الإسلامِ، ومُفتِي الأنامِ، محمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّاب».
النُّسْخَةُ العَاشِرَةُ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «ي»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: مكتبة المَلِكِ عبدِ العزيزِ العامَّة بالرِّياض - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (٣٦٨٧/ ٣).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (٢٣).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: لَمْ يُذْكَر، لكنَّها ضِمْنَ مجموعٍ أُرِّخَ بعضُ رسائِلِهِ سنةَ (١٢٨١ هـ).
نَاسِخُهَا: عبدُ الصَّمدِ الأحْمَدُ.
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تامَّةٌ، لَمْ تُضْبَطْ بالشَّكْلِ، وعلى حاشيتِهَا تعليقاتٌ وتفسيرٌ لبعضِ الكَلِماتِ، وكُتِبَتْ بخطٍّ وَاضحٍ جَمِيلٍ.
النُّسْخَةُ الحَادِيَة عَشْرةَ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «ك»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: مركز المَلِك فَيْصَل بالرِّياض - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (١٣٤٦٧).
1 / 14
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (٩).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: (١٢٨٢ هـ).
نَاسِخُهَا: سُلَيْمَانُ بنُ سَحْمَان (^١).
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تامَّةٌ، لَمْ تُضْبَطْ بالشَّكْلِ، وعلى حاشيتِهَا تَصْحِيحاتٌ وإشاراتٌ إلى نُسَخٍ أُخرَى، وعليها فوائدُ وتعلِيقاتٌ بخطِّ الشَّيْخِ سُلَيْمَانَ بنِ سَحْمَان، ولكنَّها انفردَتْ ببعضِ الزِّياداتِ عن باقي النُّسَخِ، وميَّزَ ناسخُهَا بعضَ الكَلِماتِ بالحُمْرَةِ، وأُثبتَ أوَّلَ النُّسْخَةِ على صفحة العنوان: «كتابُ كشفِ الشُّبُهاتِ، تأليفُ شَيْخِ الإسلامِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ، أجزلَ اللَّهُ لهُ الثَّوابَ، وأدخلَهُ الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ، آمينَ ياربَّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدِ المُرسَلينَ، نبيِّنَا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعينَ».
النُّسْخَةُ الثَّانِيةَ عَشْرَةَ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «ل»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: الجَامعُ الكَبيرُ بعُنَيْزَةَ - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (٣٨٩).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (١٧).
_________
(^١) هو: الشَّيخُ العلَّامةُ، سليمانُ بنُ سَحْمَانَ بنِ مصْلحِ بنِ حَمْدانَ بنِ مِسْفِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَالِكِ بنِ عَامرٍ، الخَثْعَمِيُّ، التَّبَالِيُّ، العَسِيريُّ، النَّجْدِيُّ، أَصْلُهُ مِنْ تَبَالَةَ - قَرْيةٌ مِنْ أَعْمَالِ بِيشَة -، وُلِدَ فِي مَدِينَةِ أَبْهَا سَنَة (١٢٦٦ هـ)، لَهُ مُؤَلَّفَاتٌ عَدِيدَةٌ؛ مِنْهَا: الأَسِنَّةُ الحِدَادُ فِي الرَّدِّ عَلَى عَلَوِي الحَدَّادِ، وإِرْشَادُ الطَّالبِ إِلَى أَهَمِّ المَطَالِبِ، تُوفِّي ﵀ بِمَدِينَةِ الرِّيَاضِ سَنَة (١٣٤٩ هـ). الدُّرَر السَّنيَّة لابن قاسم (١٦/ ٤٤٤).
1 / 15
تَارِيخُ نَسْخِهَا: (١٣٠٧ هـ).
نَاسِخُهَا: إبراهيمُ بنُ مُحمَّد بنِ ضُوَيَّان (^١).
خَطُّها: نَسخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تامَّةٌ، لَمْ تُضبَطْ بالشَّكْلِ، وعلى حاشيتِهَا بعضُ التَّصحِيحاتِ والإِشارَاتِ إلى النُّسَخِ، ومَيَّزَ نَاسِخُهَا الشُّبُهاتِ والأَجْوِبَةَ عنْهَا وبعضَ الكلماتِ المُهمَّةِ بوضعِ خطٍّ أحمرَ فَوْقَها، وأُثْبِتَ العنوانُ أوَّلَ النُّسخْةِ هكذا: «كتابُ كشفِ الشُّبُهاتِ، تأليفُ الشَّيْخِ الإمامِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ، قدَّسَ اللَّهُ روحَهُ، ونوَّرَ ضريحَهُ، وعفا عنْهُ، آمين».
النُّسْخَةُ الثَّالِثةَ عَشْرَةَ، وَرَمَزْتُ لَهَا بِـ «م»:
مَكَانُ حِفْظِهَا: جَامِعَةُ المَلِكِ سُعُودٍ بالرِّياض (قِسْمُ المَخْطُوطَاتِ) - السُّعوديَّة -.
رَقَمُهَا: (١٠٧٢).
عَدَدُ لَوْحَاتِهَا: (١١).
تَارِيخُ نَسْخِهَا: (٢٦) جُمَادَى الآخِرَة، سنة (١٣٠٧ هـ).
نَاسِخُهَا: مُحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ العُمَريُّ.
_________
(^١) هو: الشَّيخُ الفَقِيهُ، إِبْرَاهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ضُوَيَّانَ، وُلِدَ بِمَدِينَةِ الرَّسِّ بِالقَصِيمِ، سَنَة (١٢٧٥ هـ)، لَهُ مُؤَلَّفاتٌ عَدِيدَةٌ؛ مِنْهَا: مَنَارُ السَّبِيلِ شَرْحُ الدَّلِيل، وَحَاشِيَةُ عَلَى الرَّوْضِ المُرْبِع شَرْحُ زَادِ المُسْتَقْنِع، تُوفِّي ﵀ ليلةَ عيدِ الفِطْر، سَنَة (١٣٥٣ هـ). مشاهير علماء نجد وغيرِهم لعبد الرَّحمن آل الشَّيخ (ص ٢٢٢).
1 / 16
خَطُّها: نَسْخيٌّ مُعتادٌ.
وَصْفُهَا: نُسْخَةٌ تامَّةٌ، لَمْ تُضبَطْ بالشَّكْلِ، وعلى حاشيتِهَا تَصْحِيحاتٌ ممَّا يدلُّ على الاعتناءِ بالنُّسْخَةِ ومُقابلَتِهَا، ومَيَّزَ ناسِخُهَا بعضَ الكَلِماتِ بالحُمْرَةِ، وأُثبتَ أوَّلَ النُّسْخَةِ: «كتابُ كشفِ الشُّبُهَاتِ، تأليفُ الشَّيْخِ الإمامِ، العالمِ العلَّامَةِ، محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ، أجزلَ اللَّهُ له الأجرَ والثَّوابَ، وأدخلَهُ الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ بمنِّهِ وكَرَمِهِ، آمينَ، آمينَ».
* * *
1 / 17
تَرْجَمَةُ المُصَنِّفِ
اسْمُهُ وَنَسَبُهُ:
هو الإِمامُ، المُجَدِّدُ، العَلَّامةُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ الوَهَّابِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ عليِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَاشدٍ بنِ بريد بنِ مشرفٍ التَّمِيميُّ.
مَوْلِدُهُ:
وُلِد ﵀ في بَلْدَةِ العُيَيْنَة - تَبعُدُ عن شمال الرِّياضِ (٥٠) كيلو مترًا - سنةَ خمسَ عشْرة بعد المئةِ والأَلفِ من الهِجْرَة (١١١٥ هـ).
نَشْأَتُهُ:
نَشأَ ﵀ في بَيْتِ دِينٍ وعِلْمٍ؛ فَوَالِدُهُ عبدُ الوَهَّاب بنُ سُلَيْمَانَ، كَانَ قَاضِيَ العُيَيْنَة، وَكَانَ فَقِيهًا عَالِمًا فَاضِلًا، اشْتَهَر بِحُسْنِ الخُلُق وخَفْضِ الجَنَاحِ، وكانت له في مَسْجدِ العُيَيْنَةِ دُرُوسٌ في الفِقْهِ والحَدِيثِ والتَّفْسِيرِ.
وَجَدُّه: سُلَيْمَانُ بنُ عليٍّ، كَانَ فَقِيهًا مُتَبَحِّرًا فِي المَذْهَب الحَنْبَليِّ، وَكَانَ عُلَمَاءُ عَصْرِهِ يَرْجِعُون إِلَيْهِ فِيمَا يُشْكِلُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَسَائلِ العِلْمِ (^١).
رِحْلَتُهُ، وَأَشْهَرُ شُيُوخِهِ:
حَفِظَ ﵀ القُرْآنَ قَبْلَ بُلُوغِ عَشْرِ سِنِينَ، وبَعْدَ بُلُوغِهِ سِنَّ الاحْتِلَامِ قدَّمهُ والِدُهُ إِمَامًا فِي الصَّلَاةِ، وَرَآهُ أَهْلًا لِلْائْتِمَامِ.
_________
(^١) انظر: تاريخ نَجْد لابن غَنَّام (ص ١٧٥)، وعنوان المَجْد في تاريخ نَجْد لابن بِشْر (٢/ ٢١٠)، والدُّرَر السَّنيَّة لابن قاسم (١/ ٣٧٥).
1 / 18
ثُمَّ طَلَبَ الحَجَّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الحَرَامِ، فَأَجَابَهُ وَالِدُهُ إِلَى ذَلِكَ المَقْصَدِ.
ثُمَّ قَصَدَ المَدِينَةَ المُنوَّرَةَ، وَأَقَامَ بِهَا قَرِيبًا مِنْ شَهْرَيْنِ.
ثُمَّ رَجَعَ إِلَى وَطَنِهِ وَاشْتَغَلَ بِالقِرَاءَةِ فِي الفِقْهِ عَلَى مَذْهَبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ﵀.
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ رَحَلَ إِلَى البَصْرَةِ، وَالحِجَازِ، وَالأَحْسَاءِ، فَأَخَذَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ العُلَمَاءِ؛ مِنْهُم: الشَّيخُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ إِبْرَاهِيمَ النَّجْدِيُّ ثُمَّ المَدِينيُّ، والشَّيخُ مُحَمَّد المَجْمُوعيُّ البَصْرِيُّ، والشَّيخُ مُحَمَّد حَيَاة السِّنديُّ، والشَّيخُ عبدُ اللَّهِ بنُ إِبْرَاهِيمَ آلُ سَيْفٍ، والشَّيخُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ فَيْرُوز أَبُو مُحَمَّدٍ الكَفِيف، وغَيْرُهُمْ مِنَ العُلَمَاءِ (^١).
أَشْهَرُ تَلَامِيذِهِ:
أَخَذَ عَنْهُ العِلْمَ عِدَّةٌ مِنَ العُلَمَاءِ الأَجِلَّاءِ مِنْ بَنِيهِ وَبَنِيهِمْ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَاءِ الدِّرْعِيَّة، وَأَهْلِ النَّوَاحِي؛ فَمِنْهُمْ: أَبْنَاؤُهُ الجَهَابِذَةُ؛ الشَّيخُ حُسَيْنٌ، والشَّيخُ عَبْدُ اللَّهِ، والشَّيخُ عليٌّ، والشَّيخُ عَبْدُ العَزِيزِ، وَأَخَذَ عَنْهُ ابْنُ ابْنِهِ الشَّيخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَسَنٍ، والشَّيخُ حَمَدُ بنُ نَاصِرِ بنِ مُعَمَّرٍ، والشَّيخُ عَبْدُ العَزِيزِ الحُصَيِّنُ النَّاصِرِيُّ، والشَّيخُ سَعِيدُ بنُ حجِّي، وَغَيْرُهُمْ مِنَ العُلَمَاءِ (^٢).
ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ:
قَالَ الشَّيخُ مُحمَّدُ بنُ عليٍّ الشَّوكانيُّ - قاضي صَنْعَاء ﵀:
_________
(^١) انظر: تاريخ نَجْد لابن غَنَّام (ص ٧٦)، وعنوان المَجْد في تاريخ نَجْد لابن بِشْر (ص ١٩).
(^٢) انظر: الدُّرَر السَّنيَّة لابن قاسم (١٦/ ٣٣٨).
1 / 19
وَقَامَ مَقَامَاتِ الهُدَى بِالدَّلَائِلِ … مَقَامَ نَبِيٍّ فِي إِمَاتَةِ بَاطِلِ
لَقَدْ أَشْرَقَتْ نَجْدٌ بِنُورِ ضِيَائِهِ … فَمَا هُوَ إِلَّا قَائِمٌ فِي زَمَانِهِ
وَقَالَ الشَّيخُ عبدُ القَادرِ بنُ أَحْمَدَ - المَعْرُوفُ بابنِ بَدْرَانَ الدِّمشقيِّ ﵀: «هو العَالِمُ الأثريُّ، والإِمامُ الكبيرُ، مُحمَّدُ بنُ عبد الوهَّابِ - رحَمِهُ اللَّهُ تعالى -، يتَّصِل نَسَبُهُ بِزَيْدِ مَنَاة بنِ تَمِيمٍ، رَحَلَ إلى البَصْرَةِ والحِجَازِ لِطَلَبِ العِلْمِ … أَجَازَهُ مُحَدِّثُو العَصْرِ بِكُتُبِ الحَدِيثِ وَغَيْرِهَا».
وَقَالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ قَاسمٍ ﵀: «لَعَمْرِي هُوَ شَيْخُ الإِسلام، قُدْوَةُ الأَنَام، حَسَنةُ الأيَّام، افْتَخَرَتْ به نَجْدٌ على سَائِرِ الأَمْصَارِ؛ بل زَهَا بِهِ عَصْرُهُ عَلَى سَائِرِ مُتَقَدِّمي الأَزْمانِ والأَعْصَارِ، لِمَا جَمَعَ اللَّهُ له من المَنَاقبِ والفَضَائلِ، الَّتي أَوْجَبتْ للأَواخِرِ الافْتِخارَ على الأَوَائِل، قَامَ مَقَامَ نَبيٍّ، ودَعَا ومَلَأَ اسمُهُ الدُّنيا شَرْقًا وغَرْبًا، شمالًا وجنوبًا، وجَمَعَ بينَ خَلَّتيِ العِلْمِ والحَسَبِ والنَّسَب، والعَقْلِ والفَضْل، والخَلْقِ والخُلُق، مع سَلَامةِ الصَّدر، واللُّطْفِ والرِّفق، وحُسنِ النِّيَّة، وطِيبِ الطَّوِيَّة، لم يُرَ في عَصْرِهِ مَنْ يَسْتَجْلِي النُّبوَّةَ المُحمَّديَّةَ وسُنَنَها وَأَقْوَالَهَا وَأَفْعَالَهَا إلَّا هُو، اجْتَمَعَتِ الأَلْسُنُ على مَدْحِهِ والثَّناءِ عَليهِ، والقُلُوبُ على مَحبَّتهِ وَالمَيْلِ إِلَيْهِ، شُهْرَتُه تُغْنِي عن الإطْنَابِ فِي ذِكْرِه، شَمْسُ فَضَائِلِهِ شَارِقةٌ فِي الأَقْطَار، ومَحَاسِنُهُ عَلَتْ عَلَى كُلِّ عَلَمٍ وَمَنَارٍ».
مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ:
١ - كتابُ التَّوْحيدِ الَّذِي هُوَ حَقُّ اللَّهِ على العَبِيد؛ لَمْ يُعلَم له نظيرٌ في الوُجُود.
1 / 20