الحسد إلى القول والفعل بالغيبة والقدح فيه وهتك سره وذكر مساوئه فهي هدايا تهديها إليه فإنك تهدي إليه حسناتك حتى تلقاه يوم القيامة مفلسا محروما عن النعمة كما خرجت في الدنيا محروما عن النعمة فكأنك أردت زوال النعمة عنه فلم تزل نعمه كانت عليك نقمة إذ وفقك الله للحسنات فنقلتها إليه فأضفت له نعمة إلى نعمة وأضفت إلى نفسك شقاوة إلى شقاوة وأما منفعته في الدنيا فهو أن أهم أغراض الخلق مساءة الأعداء وغمهم وشقاوتهم وكونهم معذبين مغمومين فلا عذاب أعظم مما أنت فيه من ألم الحسد وغاية أماني أعدائك أن يكونوا في نعمة وأن تكون في غم وحسرة بسببهم وقد فعلت في نفسك ما هو مرادهم
وقد قال علي (ع)لا راحة للحسود
وقال(ع)الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له
وقد عرفت من تضاعيف هذه المباحث وجه الكلمتين ومن أجل ذلك ينبغي أن لا تشتهي أعداؤك موتك بل تشتهي أن تطول حياتك في عذاب الحسد لتنظر إلى نعمة الله تعالى عليهم فينقطع
পৃষ্ঠা ৬৮