حال كان الحال مع الله جل جلاله في العقول دون هذه الحال، تعالى الله جل جلاله عن المقابلة بهذه الضلال.
الفصل التاسع والأربعون: وقد كشفت لك في كتاب المهمات والتتمات فتقف عليه يا ولدي من ذخائر تلك العنايات واخدم الله جل جلاله كما كان يخدمه آبائك العارفون والسلف المكاشفون لأنه جل جلاله أهل أن يعبد ومن أحق منه ببذل النفوس والرؤوس والقوة والاقتدار وجميع ذخائر الاختيار وهو واهبها وجالبها وبه جل جلاله استقام نظامها وحصل تمامها.
واعلم يا ولدي أنك لو عبدته بقوة الأولين والآخرين وإخلاص الملائكة والأنبياء والمرسلين والصالحين في مقابلة اختياره في الأزل لايجادك وإسعادك وتأهيلك لمعرفته وخدمته ما قمت بما في ذلك من حقوق رحمته ونعمته.
الفصل الخمسون: واعلم يا ولدي محمد نور الله جل جلاله سرائرك وطهر بصائرك أن معرفة جدك محمد سيد المرسلين وتصديقه بما جاء به من رب العالمين ما تحتاج الان فيها من الدلالة إلى ما كان يحتاج الناس إليه أولا عند أول الرسالة لان أنوار رسالته وآثار نبوته وهدايته في هذه الست مائة سنة قد امتلأت بها أقطار كثيرة من البلاد وتواتر بجملة معجزاته وآياته ما لا تحصيه قوة العباد وصار تصديقه صلوات الله عليه وآله واضحا كإشراق شمس النهار وأعظم منها عند ذوي البصائر والابصار لان الشمس مستورة بالليل وبالسحاب وبغيرها من الأسباب ونور آيات الله جل جلاله في جدك محمد صلى الله عليه وآله الداعية إليه ضياؤها تشرق مع إشراق الألباب وباق مع بقاء مالك يوم الحساب
পৃষ্ঠা ৩২