يرى ضوء ويقول لعله ضوء تلك الشمعة ويستنجد بمساعدة الرفيق والدليل فإن عجز عن إتمام المسافة وقطع الطريق بما يرى فيها من العقبات والتطويل والتضييق هلك المسكين ورجع خاسرا للدنيا والدين، فقد عرفنا من جماعة أنهم أوقعهم ذلك في شكوك وتضليل وكان ضلالهم من سوء توفيق الدليل ولان مشي هذا المسترشد واحتمل مشقة الاسفار وركوب الاخطار وسلم من أن يعجز في الطريق ويترك الشمعة بالكلية أكثر ما يحصل له إذا وجدها من حقيقتها مثل الذي كان يعرفه في الفطرة الأولية فضاع عمره وتعبه في زيادة معرفتها.
الفصل السادس والثلاثون: فأوصيك يا ولدي محمد ومن بلغه كتابي هذا ممن يعلم المسترشدين إلى معرفة رب العالمين أن يقوي ما عندهم في الفطرة الأولية بالتنبيهات العقلية والقرآنية والهدايات الإلهية والنبوية ويقول للمسترشدين إنما يحتاج إلى معرفة صفات هذا المؤثر والصانع ويثبت صفاته عنده بأسهل ما يريد منه مولاه جل جلاله من تكليفه بتدبير صاحب الشرايع وتسليمه من القواطع ومن خسارة عمر ضائع.
الفصل السابع والثلاثون: ثم يسلك به سبيل معرفة النبوة والإمامة على قاعدة تعريف النبي والأئمة صلوات الله عليهم ومن سلك سبيلهم من أهل الاستقامة فهذا كان كافيا لمن يريد تحصيل السلامة وسعادة الدنيا ويوم القيامة وأما حفظ الألفاظ الحادثة بين المتكلمين وما ذكروا أنه صفات المتجادلين فهو شغل من فرغ من فروض الله جل جلاله المتعينة المتضيقة عليه ويريد أن يخدم الله جل جلاله خالصا لوجهه بالرد على أهل الضلال من الأمم الحائلة بين
পৃষ্ঠা ২৩