على التشبث بذلك والعزل في تدبيره لرب الأرباب وفاطر تلك الأسباب وما عذر المبتدي بقبول ذلك من أستاده ومن قد اختاره من عباد الله جل جلاله لارشاده وهو يعلم من نفسه على اليقين أنه ما خلق في نفسه حقيقة النظر ولا حقيقة ترتيبه وإنما وجد نفسه على الصفة التي هي عليها مع إدراك حقائق النظر وطرائق الفكر مع علمه البديهي أن ذلك التصور والادراك الذي وجد نفسه عليه ما هو من كسبه ولا اجتهاده وإنما هو من غيره وما يعلم حقيقة ذلك الغير الذي أوصله إليه فيحتاج أن يعرف من غيره على من يجري مجراه من الحيوانات على الوجه الذي يريد منه من معرفة الحقيقة والصفات وما الذي قصد بتسليم هذا النور إليه فصار النظر الأول دالا قبل الترتيب على واهبه دلالة مجملة حجة لله جل جلاله عليه مع ما كنا قد نبهنا عليه من كون الانسان قد مضى له قبل البلوغ عدة سنين يعرف أن الأثر دال على المؤثر دلالة خلق عليها وهداية هداه صاحبها إليها فيلزم مع اشتغاله إن كان لا بد له من الاشتغال على العلماء ذلك الهادي الأول واهب العقل والضياء ومطلق لسان أستاده بالكلام وقد كان أخرس ومسلك الهوى في مجاريه وبه عاش وتنفس وماسك ذات أستاذه وواهب حياته وماسك ما يحتاج إليه في مطلوباته وإرادته والذي أقام أستاذه وقد كان في صغره يزحف على بطنه ومن فتح أقفال فهمه وذهنه حتى صار يعرف ما ينفعه فيسعى إليه ويضره فينفر عنه ولا يقبل عليه.
الفصل السادس والعشرون: واعلم يا ولدي محمد ومن يقف على هذا
পৃষ্ঠা ১৬