جلاله من جوده لتطلبها من باب الزيادة عليه مع وفوده أنك تجد أكثر العارفين لا يعرفون وقت معرفتهم به جل جلاله ولا يوم ذلك ولا ليله ولا شهره ولا سنته ولو كان بمجرد كسبهم ونظرهم قد عرفوه لكان وقت ذلك أو ما يقاربه قد فهموه لأنك تجد العقل شاهدا أن من عرف سلطانا عظيما بعد أن كان جاهلا بمعرفته وكان وجه التعريف به من جهة لا يدركها الانسان باجتهاده وهمته فإنه يعرف وقت المعرفة بذلك السلطان أو ما قارب ذلك الزمان وإنما الله جل جلاله يسلك بالعبد الضعيف تسليكا يقصر فهمه عنه فلذلك لا يعرف وقت المعرفة ولا ما قارب منه.
الفصل الثاني والعشرون: واعلم يا ولدي يا محمد أيدك الله جل جلاله بجلال التأييد وكمال المزيد أن قولي هذا هو مما أقصد به أن النظر في الجواهر والأجسام والاعراض لا يجوز أو أنه ما هو طريق إلى المعرفة على بعض الوجوه والاعراض بل هو من جملة الطرق البعيدة والمسالك الخطيرة الشديدة التي لا يؤمن معها ما يخرج بالكلية منها.
الفصل الثالث والعشرون: وقد كان لنا صديق فاضل من المتعلمين بعلم الكلام رحمه الله ورضي عنه يحضر عندنا ونحدثه ونعرفه أن طرق المعرفة بالله جل جلاله بحسب معلوماته ومقدوراته على الأنام ولا ينحصر عددها بالافهام فتعجب لأجل ما قد ألفه من أن معرفة الله جل جلاله لا طريق إليها إلا بنظر العبد فقلت له يوما ما تقول في عيسى بن مريم (ع) لما قال في المهد (إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا) كانت معرفته بالله جل جلاله في
পৃষ্ঠা ১৩