ومنها وهو أحسنها ما رواه أحمد من حديث شريح يعني ابن عبيد قال ذُكِر أهل الشام عند علي كرم الله وجهه وهو بالعراق، فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: البدلاء يكونون بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا. يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم البلاء وفي رواية بدله العذاب.
ورجاله من رواة الصحيح إلا شريحا لكنه ثقة، وقال الضياء المقدسي في رواية صفوان بن عبد الله عن علي من غير رفع لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا، فإن بها الأبدال.
قاله ثلاثا ومنها ما رواه الطبراني في الأوسط عن علي بن أبي طالب بسند فيه عمرو بن واقد ضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح بلفظ لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وفي رواية زيادة فبهم تنصرون وبهم ترزقون ومنها ما رواه ابن عدي عن أبي هريرة بلفظ البدلاء أربعون: اثنان وعشرون بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم واحد أبدل الله مكانه آخر، فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم، فعند ذلك تقوم الساعة ومنها ما نقله الحلبي في سيرته عن الفضل بن فضالة أنه قال الأبدال بالشام: في حمص خمسة وعشرون رجلا، وفي دمشق ثلاثة عشر، وفي بيسان ثلاثة.
ومنها ما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي عن الكتاني قال النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والأبدال أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب، ومسكن النجباء مصر، ومسكن الأبدال الشام، والأخيار سياحون في الأرض، والعمد في زوايا الأرض، ومسكن الغوث مكة، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد، فإن أجيبوا، وإلا ابتهل الغوث، فلا تتم مسألته حتى تجاب دعوته، قال الزرقاني في شرح المواهب والمراد بالعمد - بضمتين - الأوتاد، وبالغوث القطب المفرد الجامع، والمراد يكون الأبدال مسكنهم الشام أكثرهم، فلا يخالف ما ورد أن ثمانية عشر بالعراق إن صح، ثم المراد أن محل إقامتهم بها، فلا ينافي تصرفهم في الأرض كلها، وقيل إن الغوث مسكنه اليمن، والأصح أن
1 / 27