..........
ربما قضى [1] بالجور، فكمل المعنى ودفع هذا الوهم بقوله: عند موقف، لأن الموقف لا يقضي بالجور.
وكقول الآخر:
حليم إذا ما الحلم زين أهله
مع الحلم في عين العدو مهيب
لأنه لو اقتصر على وصفه بالحلم لأوهم أن يكون حلمه عن عجز، فلا يكون صفة مدح، كما قال المتنبي:
كل حلم أتى بغير اقتدار
حجة لاجئ إليها اللئام (1)
لأن الحلم لا يكون صفة مدح إلا إذا كان عن مقدرة وكان في محله، فلو كان في غير محله، لم يمدح صاحبه، كقول المتنبي:
وحلم الفتى في غير موضعه جهل [2]
ولهذا لما أنشد النابغة الذبياني عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذين البيتين:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في أمر إذا لم يكن له
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
পৃষ্ঠা ১৮