..........
للمعنى.
وأما الإطناب: فهو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة، وهو إما بالإيضاح بعد الإبهام ليتمكن في النفس، لأن المعنى إذا القي على الإجمال والإبهام، تشوقت نفس السامع إلى معرفته على سبيل التفصيل والإيضاح، فإذا اتي التفصيل بعد الإجمال والإيضاح بعد الإبهام، تمكن في النفس، وكان شعورها به أتم وأكمل لذة، لأن الشيء إذا حصل كمال العلم به دفعة، لم يتقدم اللذة ألم، وإذا حصل العلم به من وجه دون وجه، تشوقت النفس إلى العلم بالمجهول، فيحصل بسبب المعلوم لذة وبسبب المجهول ألم، فإذا حصل العلم به، حصلت لذة اخرى، فاللذة عقيب الألم أقوى من اللذة التي يتقدمها ألم، كالأكل بعد الجوع، والشرب بعد العطش، فإن اللذة بهما أتم وأقوى من اللذة بالأكل والشرب قبل الجوع والعطش.
مثال التفصيل بعد الإجمال: كقوله تعالى رب اشرح لي صدري. ويسر لي أمري (1) فإن قوله اشرح لي يفيد طلب شرح شيء مجمل، وكذا قوله ويسر لي وقوله صدري و أمري تفصيله وتفسيره.
والإطناب بزيادة لي لأنه كان يكفي قوله: رب اشرح صدري ويسر أمري، فقوله: لي زيادة تفيد تأكيدا لانشراح الصدر وتيسير
পৃষ্ঠা ১৫