ثم انتبه، فمضى إلى النبي صلى الله ليه وسلم، فأخبره بذلك، فقل صلى الله عليه وسلم،: إنها رؤيا حق، علمه بلالا1، فإنه أبرع منك صوتاه، فعلمه إياه، فأذن بلال، ثم أتى عمر بن الخطاب لللهل له، فقال: رأيت هذا في المنام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، الحمد لله.
وفى هذه السنة، نزلت فريضة رمضان، بعدما صرفت القبلة بشهر. وأمر رسول الله بزكاة الفطر، وذلك قيل نزول فرض الزكاة في الأموال، وأمر أن يخرج عن الحر والعبد، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، صاع مما يقتاته الإنسان، قيل: في سنته، وقيل: في شهره، والأفضل قبل أن يغدو إلى المصلى، ليكون الفقراء أغنياء في ذلك اليوم، وكانت فريضة رمضان، إذا صام يومه، وحل الإفطار، فطر، فمن نام، أو صلى العشاء الآخرة، حرم عليه ما يحرم على الصائم، إلى القابلة، فأجهد الناس ذلك الصوم.
وقيل: إن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان كثير الاشتغال بالنهار في شهر رمضان، فأوى إلى داره، بعد أن حل الإفطار، فسأل أهله الطعام، فقالوا: إنه قد برد، فقامت زوجته تسخن له الطعام، ثم أتت به إليه، فوجدته نائما، فأيقظته، وقد حرم عليه الأكل، فأصبح صائما، فقيل: إنه مات من جهد الصوم.
واعترف قوم من أصحايبه صلى الله عليه وسلم، بالجماع في الليل، وأظن أن عمر بن الخطاب ل لنه جامع زوجته، بعد أن صلى العشاء الآخرة في رمضان، فأتى لنبي صلى الله عليه وسلم، وهو يبكى، فشكى إليه ما صنع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، ما كنت جدير بذلك يا عمر، فأنزل الله الرخصة، وأحل الأكل والشرب، والجماع في الليل
পৃষ্ঠা ৩১১