কাসফ আল-গুম্মাত

আল-ইজকাউই d. 1100 AH
101

কাসফ আল-গুম্মাত

كشف الغمة

জনগুলি

فلما وصلوا إلى أصحابهم، أخذوا يتأهبون للحرب، حتى انقضى أجل الهدنة، فجعل مالك يستطلع أخبارهم، (35) فبلغه وصول المدد إليهم، فكتب لهم: إني قد وفيت لكم بما كان بيني وبينكم من العهد وتأكيد الأجل، وأنتم بعد حلول بعمان، وبلغني أنه قد أتاكم من قبل الملك مدد عظيم، وأنكم تستعدون لحربي وقتالي، فإما أن تخرجوا من عمان طوعا، وإلا زحفت عليكم بخيلى ورجلى، ووطئت ساحتكم، وقتلت مقاتلتكم، وسبيت الذراري، وغنمت الأموال.

فلما وصل رسوله إليهم، هالهم أمره، وعظموا رسالته إليهم مع قلة عسكره وكثرتهم، وما هم فيه من القوة والمنعة، وزادهم غيظا وحنقا، وردوا عليه أقبح رد، فعند ذلك زحف عليهم مالك في خيله ورجاله، وسار حتى وطيع أرضهم، واستعدت الفرس لقتاله ومعهم الفيلة، فلما قربوا من معسكره، عبأ أصحابه راية راية، وكتيبة كتيبة، وجعل على الميمنة هناءة بن مالك، وعلى الميسرة فراهيد، وقام هو وبقية أولاده في القلب، والتقوا هم والفرس، فاقتتلوا قتالا شديدا، ودارت رحى الحرب بينهم مليا من النهار. ثم انكشفت العجم، وكان معهم فيل عظيم، فتركوه، فدنا منه هناءة، فضربه على خرطومه، فولى، وله صياح، واتبعه معن بن مالك، فعرقبه، فسقط.

ثم إن العجم ثابوا وتراجعوا، فحملوا على الأزد حملة رجل واحد، فجالت الأزد جولة، ونادى مالك: يا معشر الأزد، اقصدوا إلى لوائهم فاكشفوه من كل وجه. وحمل بهم على العجم حملة رجل واحد، حتى كشفوا اللواء، واختلط الضرب، والتحم القتال، وارتفع الغبار، وثار العجاج حتى حجب الشمس، فلم تسمع إلا صليل الحديد ووقع السيوف، وتراموا بالسهام، فتقصدت، وتجالدوا بالسيوف، فتكسرت، وتطاعنوا بالرماح، فتحطمت، وصبروا صبرا جميلا، وكثر القتال والجراح في الفريقين.

পৃষ্ঠা ১৬২