فقالت بأسى: ادع الله كثيرا جدا، قل له إننا في حاجة شديدة إلى دليل حي على رحمته وعدله.
فسألتها بإشفاق: ماذا وراءك؟ - الذي رجع إلى حضني خيال فأين إذن حلمي حمادة؟ - لعلك تقصدين الصحة، ولكنهم كلهم في البلوى سواء، وسوف يستردون العافية خلال أيام. - لعلك لا تدري أنه شاب شجاع ذو كبرياء، وأن مثله يكون عرضة للشر أكثر من غيره.
ثم قالت وهي تحدجني في عيني: لقد فقد القدرة على السعادة!
فلم أفهم تماما ما تعنيه فعادت تقول: لقد فقد القدرة على السعادة. - لعلك تبالغين في التشاؤم. - كلا، وأنا لا أحزن لغير ما ضرورة.
وتنهدت بعمق ثم استطردت: منذ ملكت هذا المقهى، وأنا دائبة على العناية به، الأرض والجدران والأثاث تنال حظها كاملا من اهتمامي الكلي، أما هم فينكلون بفلذات الأكباد، عليهم اللعنة.
ثم قبضت على ذراعي وقالت: لنبصق على الحضارة.
وترددت طويلا بين انبهاري بالعظمة ومقتي للفزع والإرهاب، ولم أدر كيف يمكن أن يتطهر من الحشرات ذاك البناء الشامخ.
وكان زين العابدين عبد الله أول من قال لنا: في الجو غيم!
إنه يستمع إلى الإذاعات الأجنبية، ويعرف أخبارا نادرة، فحدثنا عن نشاط للمتسللين من أبناء فلسطين وما يتوعد به العدو من ردع. قال: ليس بعيدا أن تنشب حرب هذا العام أو العام المقبل.
ولكننا كنا واثقين من قوتنا، فقال طه الغريب: لا خوف علينا إلا من تدخل أمريكا.
অজানা পৃষ্ঠা