ঘৃণা ও বন্ধুতা, প্রেম ও বিয়ে
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
জনগুলি
رأى مايك كل تلك الأشياء من زاوية مختلفة. وأنا أيضا كذلك، الآن وأنا معه. أراها بطريقته وبطريقتي، وكانت طريقتي بطبيعتها كتومة، وهكذا كان لا بد أن تبقى طي الكتمان. كانت طريقته هي التمتع اللحظي المباشر؛ فالحجر الشاحب الكبير في الممر كان منصة للوثب من فوقه، بعد شوط ركض قصير وضار، ثم يلقي كل منا بنفسه في حضن الهواء، مبعدين الحجارة الأصغر من المنخفض بالأسفل، ثم نهبط على الأرض الممهدة بجانب باب الإسطبل. كنا نتسلق كل الأشجار، وعلى وجه الخصوص شجرة القيقب المجاورة للمنزل؛ لأن أحد فروعها كان يتيح لنا الزحف عليه، ومن ثم يتيح لنا إلقاء أنفسنا على سطح الرواق الخارجي. كما كنا نقفز في حفر الحصباء جميعها، مع إطلاق صيحات حيوانات تثب على فرائسها، بعد نوبة ركض هائجة عبر الأعشاب الطويلة. قال مايك لو كان الوقت مبكرا قليلا من العام، حيث تمتلئ تلك الفجوات بالماء، لكان بوسعنا أن نعوم فيها طوفا صغيرا.
وضعنا مشروعه هذا محل تأمل، مع تنفيذه في النهر. ولكن النهر في شهر أغسطس كان أقرب إلى طريق حجري منه إلى مجرى مائي، وبدلا من محاولة الطفو على سطحه أو السباحة فيه كنا نخلع أحذيتنا ونخوض فيه، قافزين من صخرة إلى أخرى من تلك الصخور المكشوفة والبيضاء كالعظام، ومنزلقين على الصخور ذات الزبد والريم تحت السطح، ناقلين أقدامنا بصعوبة عبر أبسطة من زنابق الماء المفرودة الأوراق ونباتات مائية أخرى لا يمكنني الآن تذكر أسمائها أو لم أعلم بأسمائها بالمرة (الجزر الأبيض، وشوكران الماء!) تلك النباتات كانت تنمو بكثافة بالغة حتى تبدو كما لو أنها تصل بجذورها إلى الجزر، إلى الأرض اليابسة، لكنها كانت في الحقيقة تنمو في وحل النهر، وتلتف حول سيقاننا بجذورها الأفعوانية.
كان هذا النهر هو نفسه الذي يجري ممتدا عبر البلدة عموما، وحيث كنا نسير مع مجراه صعودا كنا نستطيع أن نرى جسر السيارات ذا الدعامتين. حين كنت وحدي أو مع رنجر فقط، لم أكن أبلغ هذا الحد بالقرب من الجسر قط؛ لأنه غالبا ما يكون هناك أناس من أهل البلدة. كانوا يأتون لصيد السمك على جانب الجسر، وحين يكون مستوى الماء مرتفعا بما يكفي كان الصبية يقفزون من فوق السياج. لم يكونوا يقومون بذلك الآن، غير أنه من المرجح وجود بعض منهم يخوضون في الماء، متشدقين بالكلام الصاخب وعدوانيين كما كان أطفال البلدة على الدوام.
كان هناك احتمال آخر يتمثل في المتشردين. لكنني لم أقل شيئا من هذا لمايك، الذي مضى قدما وسبقني كما لو كان الجسر مقصدا عاديا لنا ولا يوجد ما نقلق بشأنه أو ما هو محظور علينا. تناهت إلينا الأصوات، كما توقعت كانت أصوات صبية يتصايحون، يظن المرء كما لو أن الجسر ملك لهم. كان رنجر قد تبعنا حتى هذا الحد، بغير حماسة، ولكنه الآن انحرف عن المسار وتوجه نحو الضفة. كان كلبا عجوزا في ذلك الحين، ولم يكن قط مولعا بالأطفال على وجه العموم.
كان هناك رجل يصطاد السمك، ليس من فوق الجسر ولكن من الضفة، وقد سب ولعن بسبب الحركة المرتعشة التي قام بها رنجر لينفض الماء عن جسده، وسألنا لماذا لم نحتفظ بهذا الكلب اللعين في البيت. واصل مايك سيره إلى الأمام كما لو أن هذا الرجل لم يفعل شيئا إلا التصفير استحسانا، ثم عبرنا إلى ظل الجسر نفسه، الموضع الذي لم أبلغه في حياتي قط.
كانت أرضية الجسر هي سقفنا، مع شرائط من نور الشمس تظهر من بين الألواح الخشبية. مرت سيارة من فوقه بصوت راعد فسحبت بمرورها الضوء. وقفنا ثابتين لأجل هذا الحدث، ناظرين للأعلى. كان ما تحت الجسر مكانا له خصوصيته، وليس مجرد امتداد قصير للنهر. حين مرت السيارة وأضاءت الشمس من جديد عبر الشقوق، نشر انعكاسها على المياه موجات من الضوء، فقاعات غريبة من الضوء، وعاليا على عواميد الأسمنت. صاح مايك ليختبر الصدى، وفعلت كما فعل، ولكن في تردد وفتور؛ لأن الأولاد، الغرباء عني، على الجانب الآخر من الجسر أخافوني أكثر مما قد يخيفني المتشردون.
كنت أذهب إلى مدرسة القرية التي تقع فيما وراء مزرعتنا، وكانت نسبة تسجيل التلاميذ هناك قد تضاءلت إلى النقطة التي صرت فيها الطفلة الوحيدة في صفي الدراسي. لكن مايك كان يذهب إلى مدرسة البلدة منذ فصل الربيع، ولم يكن هؤلاء الصبية غرباء عليه. الأرجح أنه كان سيلعب معهم هم وليس معي أنا، إن لم توات والده فكرة اصطحابه معه إلى الأشغال التي يتولاها، بحيث يتمكن من مراقبته، بين الحين والآخر على الأقل.
لا بد أن بعض كلمات التحية مرت، ما بين مايك وأولئك الأولاد من البلدة.
مرحبا. ماذا تفعل هنا ؟
لا شيء. وأنت، ماذا تفعل هنا؟
অজানা পৃষ্ঠা