ঘৃণা ও বন্ধুতা, প্রেম ও বিয়ে

মুহাম্মদ আব্দ নবি d. 1450 AH
109

ঘৃণা ও বন্ধুতা, প্রেম ও বিয়ে

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

জনগুলি

قدت السيارة حول التلال شمال شرق تورونتو، بصحبة زوجي - زوجي الثاني، وليس ذلك الذي كنت قد تركته في ذلك الصيف - وبحثت عن المنزل، في عزم يشوبه الفتور، محاولة أن أحدد موقع الطريق الذي كان يقع عليه المنزل، لكني لم أفلح في ذلك بالمرة. أغلب الظن أن المنزل كان قد هدم. باعته صني وزوجها بعد بضع سنوات من زيارتي لهما. كان البيت شديد البعد عن أوتاوا، حيث أقاما، لكي يكون منزلا صيفيا ملائما. وقد رفض أطفالهما، حال تحولهم إلى مراهقين، الذهاب إلى هناك. كان هناك قدر كبير من أعمال الصيانة والرعاية التي يتوجب على جونستن - زوج صني الذي كان يفضل قضاء إجازاته الأسبوعية في لعب الجولف - القيام بها.

عثرت على مضمار الجولف، أعتقد أنه المضمار الصحيح، على الرغم من أن الأطراف غير المستوية كانت قد نظفت وكان هناك مبنى ناد أفخم. •••

في الريف حيث عشت طفولتي، كانت الآبار تجف في فصل الصيف. كان هذا يحدث مرة كل خمس أو ست سنوات، حين لا يسقط ما يكفي من المطر. كانت تلك الآبار حفر محفورة في الأرض. كان بئرنا حفرة أعمق من أكثر الحفر، ولكننا كنا بحاجة إلى مئونة جيدة من الماء من أجل حيواناتنا الحبيسة - كان أبي يربي الثعالب الفضية والمنك - وهكذا ذات يوم وصل نقاب الآبار مع معدات مبهرة، ومدت الحفرة لأسفل وأسفل بعمق في باطن الأرض حتى وجدت المياه في الصخور. ومنذ ذلك الحين، صار بوسعنا أن نستخرج بالضخ مياها نقية باردة، مهما كان الوقت من السنة ومهما بلغ جفاف الجو. كان ذلك شيئا نفخر به. كان ثمة إبريق من الصفيح يتدلى من الطلمبة، وحين كنت أشرب منه في نهار حارق، كنت أتخيل صخورا سوداء حيث تجري المياه متلألئة مثل قطع الألماس.

نقاب الآبار - كان أحيانا يسمى حفار الآبار، كما لو أن أحدا ما كان سيهتم بأن يكون دقيقا حول طبيعة عمله، وكان الوصف الأقدم له مريحا بدرجة أكبر - رجل يدعى مايك ماكالوم، كان يعيش في البلدة على مقربة من مزرعتنا، لكنه لم يكن يملك منزلا هناك؛ كان يقيم في فندق كلارك، وقد قدم إلى هناك في فصل الربيع، وكان يمكث حتى ينتهي تماما من أي مهام عمل يكلف بها في هذا الجزء من الريف، ثم ينتقل إلى مكان آخر.

كان مايك ماكالوم أصغر سنا من أبي، ولكن كان لديه ابن أكبر مني بسنة وشهرين. أقام هذا الصبي مع أبيه في غرف الفنادق أو الأنزال التي توفر غرفا وطعاما لعدد محدود من النزلاء، حيثما كان والده يعمل، وكان يذهب إلى أي مدرسة قريبة. كان اسمه هو أيضا مايك ماكالوم.

أعرف كم كان عمره على وجه التحديد لأن ذلك شيء يكتشفه الأطفال على الفور، فهو أحد تلك الأمور الأساسية التي يحددون على أساسها إمكانية أن يصيروا أصدقاء من عدمها. كان في التاسعة من عمره وكنت في الثامنة، كان يوم ميلاده في أبريل ويوم ميلادي في يونيو. وعندما يصل إلى منزلنا بصحبة أبيه يكون قد مضى شوط كبير من إجازات الصيف.

كان والده يملك شاحنة لونها أحمر قاتم، دائما ملوثة بالوحل أو مغبرة. كنت أنا ومايك نهرع إلى مقصورة القيادة حين تمطر السماء. لا أذكر هل كان أبوه يدخل حجرة مطبخنا عندئذ ليدخن سيجارة ويتناول كوب شاي، أم كان يقف تحت شجرة، أم يمضي قدما في عمله. غسل المطر نوافذ المقصورة وأحدث جلبة أشبه بسقوط أحجار على السطح. بالداخل، كانت الرائحة لرجال ؛ ثياب العمل والأدوات والتبغ والأحذية الطويلة المتسخة والجوارب التي لها رائحة الجبن النتن. كانت هناك أيضا رائحة كلب مبتل طويل الشعر؛ لأننا كنا اصطحبنا معنا الكلب رنجر. كنت لا أقدر رنجر حق قدره، فقد كنت معتادة على أن يتبعني هنا وهناك، وأحيانا كنت آمره دون أي سبب وجيه بأن يبقى في المنزل، أو يذهب إلى الحظيرة، أو أن يتركني بمفردي. أما مايك فقد كان مولعا به ودائما يحدثه باسمه وفي طيبة، فيحكي له خططنا، وينتظره حين كان رنجر ينطلق إلى أحد مشاريعه الكلبية، مثل مطاردة أرنب أو خلد أرض. ولأن مايك كان يعيش مع أبيه على ذلك النحو، لم يك بمقدوره قط أن يمتلك كلبا له وحده.

ذات يوم حين كان رنجر في رفقتنا، طارد ظربانا، فاستدار الأخير وأطلق عليه ريحه الخبيثة، وعددت أنا ومايك مسئولين عما حدث بدرجة ما. اضطرت أمي لأن تتوقف عما كانت تقوم به أيا كان، وتقود السيارة إلى البلدة لتشتري العديد من علب عصير الطماطم المعدنية الكبيرة. استطاع مايك إقناع رنجر بالنزول في حوض كبير وصببنا عليه عصير الطماطم وفركنا به شعره؛ بدا الأمر كما لو كنا نغسله بالدم. كم شخصا يقتضي الأمر لتوفير كل هذا القدر من الدم؟ تساءلنا. كم من الأحصنة؟ من الفيلة؟

كنت أشد دراية من مايك بالدماء وبقتل الحيوانات. اصطحبته إلى ركن المرعى القريب من بوابة الحظيرة ليرى الموضع الذي كان أبي يطلق فيه الرصاص على الأحصنة، التي كانت تطعم للثعالب والمنك ويقطعها. كانت الأرضية هناك جرداء وموطوءة ويظهر أن بها بقعة دم داكنة. اصطحبته بعد ذلك إلى بيت اللحوم في الحظيرة حيث كانت تعلق ذبائح الخيول قبل فرمها لتصير غذاء. كان بيت اللحوم مجرد سقيفة بجدران من شبكات الأسلاك، وكانت تلك الجدران مسودة بالذباب الثمل برائحة الجيف. أحضرنا ألواحا خشبية وأردينا بها الذباب قتيلا.

كانت مزرعتنا صغيرة؛ مساحتها تسعة فدادين، كانت صغيرة بما يكفي لأن أكون قد استكشفت كل جزء منها، وكل جزء كان له مظهر وشخصية خاصان، الأمر الذي ما أمكنني أن أعبر عنه بالكلمات. من اليسير رؤية الخصوصية الكامنة في سقيفة من أسلاك متشابكة، وما تحويه من هياكل الخيول الشاحبة المتطاولة، المتدلية من خطاطيف شرسة، أو في الأرض المطروقة المشربة بالدم التي كانت تتبدل فيها حالها من أحصنة حية إلى مئونة اللحم تلك. ولكن كانت هناك أشياء أخرى، مثل الحجارة على جانبي ممر الحظيرة، مما كان يعني لي الكثير بالقدر ذاته، على الرغم من أنه ما من شيء جرى هناك جدير بالبقاء في الذاكرة. على أحد الجانبين كان هناك حجر كبير ناعم ناصع البياض يبرز ناتئا ومهيمنا على سائر الأحجار، وهكذا كان ذلك الجانب بالنسبة إلي هواء فسيحا ومشاعا، وكنت دائما ما أختار الصعود منه وليس من الجانب الآخر، حيث كانت الحجارة أدكن لونا وملتصقة بعضها ببعض بما يوحي بالأذى والخسة، كما أن كل شجرة في المكان لها وضعية وحضور يخصها وحدها؛ فشجرة الدردار بدت مطمئنة وادعة والسنديانة مهددة، وأشجار القيقب ودودة وحميمة، والزعرور البري عجوزا متعكر المزاج. حتى الحفر على سهل النهر - حيث تخلص أبي من كل الحصباء قبل سنوات - كان لكل منها شخصيتها المتميزة، وربما كان من الأسهل تبين ذلك التمايز عند رؤيتها ممتلئة بالمياه عند تراجع فيوض فصل الربيع. كانت هناك الحفرة التي كانت صغيرة ومستديرة وعميقة وكاملة لا عيب فيها؛ والأخرى التي كانت ممتدة مثل الذيل؛ وتلك الواسعة غير الثابتة الشكل، التي وضعت دائما فوقها قطعة خشب لأن الماء كان ضحلا للغاية.

অজানা পৃষ্ঠা