কানিসাত আন্তাকিয়া
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
জনগুলি
ولكم دجا ليل الخطوب، وأظلمت سبل الخلاص، فصلوا مع داود: «إلى الرب صرخت في ضيقي، يا رب أنقذ نفسي، إني ولو سلكت في وادي ظل الموت لا أخشى سوءا؛ لأنك معي، عصاك وعكازك هما يعزيانني.» فأتاهم من ألطافه فرج لم يحتسبوه . وكم أثقلت الذنوب ظهورهم، وسودت العيوب صحفهم، فصرخوا مع باسيليوس الكبير: «يا رب، يا رب، يا من أنقذنا من كل سهم يطير في النهار، أنقذنا أيضا من كل عائق يسري في الدجى.» فستر عفوه وشمل لطفه، فكانت صلاتهم نورا لهم وبرهانا.
وندموا واستغفروا وتقدموا من جسد الرب ودمه الكريم للتطهير والتقديس والإنارة والحراسة، وللنمو في الفضيلة والكمال، فخرجوا شاكرين واثقين من شفاء النفس والجسد، وإنارة العين وسلامة القوى، ممتلئين حكمة، عاملين بالوصايا، عائشين بالبر والطهارة للسيد له المجد. •••
وميزة ديننا أن الكلمة صار جسدا، فكان إلها كاملا في إنسان كامل، فالشرقي كان قد أذعن لله، ولكنه لم يكن حرا طلقا، فجاء إذعانه سلبيا؛ وكان الغربي قد نشط وتحرر، وحاول جهد المستطاع أن يصل بالإنسان إلى درجة الكمال، ولكنه كان لا يزال يجهل الله، فجاء المسيح إلها كاملا في إنسان كامل، فأوجد للشرق ضالته، وأعطى الغرب ما طلب واستقصى، وأظهر الحقيقة وهو الحقيقة المتجسدة، فأبان للشرق الإله الكامل متحدا بالإنسان الكامل، وأكد للغرب أن الإنسان الكامل إنما هو مظهر من مظاهر الإله الكامل، ومن هنا سجود مجوس الشرق ل «الإله المولود»، ومن هنا أيضا قول ممثل الغرب بيلاطس البنطي: «ها هو ذا الرجل.»
ولم يبق بعد هذا أي مجال لثقافة شرقية وثقافة غربية، فالمولود الجديد أوجد ثقافة إنسانية شاملة ثقافة الشرق والغرب معا، وأوجب على الخلق أجمعين أن يجعلوا من أنفسهم بشرا أقوياء طلقاء كاملين قدر المستطاع؛ لينصرفوا إلى تطبيق مشيئة الله على أكمل وجه.
والكنيسة في العالم هي جماعة المقدسين في المسيح وبنعمة الروح القدس، المدعوين ليكونوا قديسين بشرا أحرارا كاملين قدر المستطاع، منصرفين إلى تطبيق مشيئة الله على أكمل وجه، والكنيسة فوق العالم هي سر الله المكنون، ولولا هذا لما عاشت في العالم.
والهرطقة على ممر العصور هي تفريق ما جمعه المسيح في شخصه، فالإبيونيون
Ebionites
لم يروا في المسيح إلا نبيا عظيما، خصه الله بشرط وافر من الحكمة، والمشبهون
Docetistes
لم يروا فيه إنسانا، فقالوا وما صلبوه ولكن شبه لهم ، والآريوسيون جعلوه مخلوقا وسطا بين الله والإنسان، والنساطرة قالوا إنه ولد إنسانا ثم حل فيه روح الله، وبالتالي فالعذراء أم يسوع لا والدة الإله، والمونوفيسيون قالوا بطبيعة واحدة إلهية لا بطبيعتين إلهية وبشرية، والمونوتيليون قالوا بمشيئة واحدة إلهية لا بمشيئتين إلهية وبشرية، ولم تكن حرب الأيقونات نزاعا سطحيا حول طقس معين من طقوس الكنيسة، وإنما كانت بحثا في سر التجسد نفسه، فمن حارب الأيقونات أنكر حرمة شكل الإله المنظور، وهدد سر التجسد بالانهيار، وإنكار الأسرار المقدسة عند الإنجيليين، ولا سيما سر الاستحالة، هو في حد ذاته خروج على اتحاد الإله الكامل بالإنسان الكامل. «ففي المسيح يحل كل ملء اللاهوت جسديا وفيه نحن نمتلئ» (كولوسي، 2: 9). •••
অজানা পৃষ্ঠা