কাম উমর ঘাদাব
كم عمر الغضب؟: هيكل وأزمة العقل العربي
জনগুলি
هذا هو مجمل مطالب الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط ... في عالم السبعينيات.»
ثم يذكر هيكل القراء بعبارة هامة قالها كيسنجر: «إننا يجب أن نطرد
expel
الاتحاد السوفييتي من منطقة الشرق الأوسط بكل الطرق والوسائل.» ويعلق عليها بقوله: «ومن المهم لنا جدا أن نتذكر ذلك، وألا يغيب عنا معناه.»
9
هذا ما كان يقوله عن السوفييت وأمريكا في الأشهر الأخيرة من حياة عبد الناصر، ومن المهم أن نؤكد المعاني الرئيسية التي كان يدعو إليها عندئذ: لا غناء لنا عن الاتحاد السوفييتي في التسلح - صداقة السوفييت مسألة مبدأ، لا مسألة مصالح - العرب، ومصر بالذات، هم الذين طلبوا التواجد السوفييتي، الذي لم يفدهم في التسليح فقط، بل في التنمية أيضا - أمريكا تحرص على بقاء إسرائيل أقوى من العرب أجمعين - الإرادة الأمريكية أصبحت عاجزة عن الاستقلال عن الإرادة الإسرائيلية - عداء أمريكا للعرب هدف دائم، يتجاوز العهود والرئاسات - سياسة التوازن بين العرب وإسرائيل هي، في نظر أمريكا، خرافة - أول أهداف أمريكا هو إخراج السوفييت من المنطقة، ثم تقوية إسرائيل وإضعاف العرب، ثم حصار مصر وعزلها عن العرب، وهذه الأهداف ليست مرحلية بل هي أهداف السبعينيات كلها. •••
فلنتأمل بعد ذلك ما قاله هيكل في السنتين الأوليين من عهد السادات، ولنتذكر ما قلناه من قبل من أن الخطة - خطة التحول الحاسم - ينبغي أن تكون شديدة التدرج؛ فهناك شعب مهيأ ذهنيا لأفكار كتلك التي لخصناها من قبل، وهناك تسلح لا يمكن الاستغناء عنه بين يوم وليلة، وهناك اقتصاد كان لا يزال مرتبطا بالمساعدات السوفييتية إلى حد بعيد؛ لذلك كان من الطبيعي ألا تنكشف الأوراق مرة واحدة، فبعد حركة التصحيح في مايو 1971م مباشرة، كان المطلوب هو تفنيد حجة الجناح الذي كان معاديا للسادات، والذي عبر عنه الفريق فوزي بقوله إن السادات «يبيع البلد للأمريكان.» ولذلك كان من الضروري الاستمرار في الضرب على النغمة السابقة، النغمة الناصرية، بعض الوقت، لا سيما وأن السوفييت بدءوا ينزعجون. وهكذا كتب هيكل يقول: «أقول بأمانة وصراحة إنه لولا الاتحاد السوفييتي لما كان أمامنا خيار غير القبول بشروط المنتصرين كما حدث سنة 1948م، وقيمة الصداقة العربية السوفييتية أنها ليست صداقة ظروف، أي إنها ليست صداقة تكتيكية، وإنما هي - كما كان يقول جمال عبد الناصر - صداقة نضال ضمن الجبهة العالمية المعادية للاستعمار، ونضال من أجل الحرية والتقدم ... وإنصافا للاتحاد السوفييتي فإن تعامله مع جمال عبد الناصر ومع أنور السادات بعده كان تعامل الشرفاء، ومن الحق أن يقال إنه لا يمكن أن يكون هناك مصري يحترم مصريته أو عربي يحترم عروبته إلا ووجد نفسه صديقا للاتحاد السوفييتي.»
10
الرسالة التي يريد هيكل أن ينقلها إلى السوفييت هنا هي: اطمئنوا ... لقد قضينا على أولئك الذين كانوا يزعمون أنهم أنصاركم، ولكننا ما زلنا أصدقاء بقوة.
ولكن مخاوف السوفييت أخذت تزداد بعد الدور الأساسي الذي لعبته القوات المصرية في إحباط انقلاب هاشم عطا (اليساري) في السودان، ولذلك يحاول هيكل طمأنة مخاوفهم (لأن الوقت لا يزال مبكرا للتخلص منهم)، فيبدأ مقاله بقوله: «لا يمكن لأحد أن يتهمني بممالأة الاتحاد السوفييتي، بل إن عناصر من داخل الاتحاد السوفييتي أو موالية له بالفعل أو بالادعاء رمتني مرات بممالأة أمريكا؛ لأنني طالبت بعدم التصادم والتناطح معها بالقوة.» «كان همس عناصر السلطة (يقصد الجناح الناصري الآخر) ولأهداف صراعهم من أجلها أن أنور السادات، قد عقد صفقة لحل الأزمة من وراء ظهر الاتحاد السوفييتي ... حتى توحي للاتحاد السوفييتي بأن أنور السادات يستعمله كورقة في لعبة وليس صديقا في نضال.»
অজানা পৃষ্ঠা