ويبقى بعد هذا كله من الناحية الاتجاهية؛ من ناحية الحكم عليه كشاعر صاحب موقف من قضايا مجتمعه الذي يعيش فيه. إن الشاعر كفنان - في مجال العرض والتقييم - لا يمكن أن نفصله عن الشاعر كملتزم، كمرتبط بمشكلات الجموع بصورة أخلاقية؛ في هذا المجال نجد تجاوبا واضحا وتعاطفا أصيلا، بين الكيان النفسي للشاعر وبين الكيان القومي للبنان، كوطن محلي لوجوده الذاتي، وكوطن عربي لوجوده الإنساني الكبير، ولك أن تلقاه في «وكر النسور»، وفي ختام «سلمى الكورانية» وفي «نحن والموت صاحبان»، وفي «غنيت للشرق الجريح» وفي «لبنان عيد ما أرى»، وفي «غصة الشراب» وفي «ليالي الجهاد»، وفي «ثورة من دمنا» وفي «يا أمة غدت الذئاب»؛ وأخيرا في «بني وطني» و«صدى القبلات»:
بني وطني والحادثات ملمة
فما لي أرى هذي العيون غوافيا؟!
ألا فانهضوا نبني الحصون موانعا
ونعلي على مر العصور المبانيا
ونرسي على أس العلوم مدارسا
توجه أميال البنين الجوافيا
ونرفع في هذي البلاد مصانعا
تضم إليها العاملات الأياديا
ونكشف عن هذي السماء غيومها
অজানা পৃষ্ঠা