أَنْ تَجْعَلَ الدَّهْنَاءَ حَاجِزًا بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ فَافْعَلْ، فَاسْتَوْفَزَتِ الْعَجُوزُ وَأَخَذَتْهَا الْحَمِيَّةُ، وَقَالَتْ: وَأَيْنَ تَضْطَرُّ مُضَرِيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَمَلْتُ هَذِهِ الْعَجُوزَ وَلا أَظُنُّ أَنَّهَا كَائِنَةٌ لِي خَصْمًا، فَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الأَوَّلُ.
قَالَ: وَمَا قَالَ الأَوَّلُ؟ قَالَ: عَلَى خَبِيرٍ سَقَطْتَ.
يَقُولُ سَلامٌ هَذَا الأَحْمَقُ، يَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: هِيهِ يَسْتَطْعِمُهُ. . . الْحَدِيثَ.
قَالَ: إِنَّ عَادًا أَرْسَلُوا وَافِدَهُمْ.
قِيلا: فَنَزَلُوا عَلَى بَكْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ شَهْرًا يَسْقِيهِ الْخَمْرَ وَتُغَنِّيهِ الْجَرَادَتَانِ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى جِبَالَ مُهْرَةَ، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ آتِ أَسِيرًا فَأُفَادِيَهُ، وَلا لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ، فَاسْقِ عَبْدَكَ مَا كُنْتَ سَاقِيَهُ، وَاسْقِ مَعَهُ مُعَاوِيَةَ شَهْرًا يَشْكُرُ لَهُ الْخَمْرَ الَّتِي شَرِبَهَا عِنْدَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَمَرَّتْ سَحَابَاتٌ سُودٌ، قَالَ: فَنُودِيَ أَنْ خُذْهَا رَمَادًا رَمْدَدًا لا تَذَرْ مِنْ عَادٍ أَحَدًا ".
قَالَ أَبُو وَائِلٍ: فَبَلَغَنِي أَنَّ مَا أُرْسِلَ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ إِلا قَدْرَ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْخَاتَمِ.
1 / 90