جزء فيه
أحاديث شهر رمضان
في فضل صيامه وقيامه
تصنيف
الإمام الحافظ أبي اليمن عبد الصمد بن عساكر
المتوفى سنة (٦٨٦ هـ) ﵀
تحقيق وتعليق
علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد
الحلبي الأثري
دار ابن عفان للنشر والتوزيع
الطبعة الأولى
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
অজানা পৃষ্ঠা
جزء فيه أحاديث شهر رمضان في فضل صيامه وقيامه
من حديث الإمام العالم العابد -نزيل حرم الله الشريف- أمين الدين أبي اليمن عبد الصمد بن الإمام أبي الحسن بن الحسن بن عساكر ﵁.
رواية الشيخ عبيد الله محمد بن غالب بن يونس بن شعبة الحياني -سماعًا-.
ورواية الشيخ رضي الدين أبي أحمد إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري -إمام المقام الشريف- عن مؤلفه -إجازةً-.
رواية الشيخ عفيف الدين عبد الله بن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن سليمان النيسابوري المعروف بالنشاوري -إجازة-.
رواية صاحب "الجزء" محمد بن محمد بن محمد بن أسعد بن عبد الكريم القاياتي سماعًا عليه، وحضورًا لولده عبد الله، في الثالثة من عمره.
رواية الشيخ عفيف الدين عبد الله بن الشيخ شمس الدين محمد ابن محمد بن سليمان.
1 / 27
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله.
قرأت على الشيخ العالم العامل، أبي اليمن أمين الدين عبد الصمد ﵁، قال:
١ - قرأت على الشيخ أبي محمد المكي بن المسلم بن خلف القيسي ﵀: أخبرك الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله رحمه الله تعالى؛ فأقر به: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبو زكريا العابد يحيى بن أيوب، وسريج بن يونس، قالا: حدثنا إسماعيل بن جعفر: أخبرني أبو سهيل -وقال سريجٌ في حديثه: أخبرنا أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامرٍ-، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله ﷺ، قال: ⦗٣٠⦘ «إذا جاء رمضان؛ فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين».
1 / 29
٢ - قال: أخبرناه أتم من هذا الشيخ جدي رحمه الله تعالى قراءةً: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم ﵀: أخبرنا أبو محمدٍ إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ بنيسابور: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرورٍ: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي: أخبرنا أبو محمدٍ عبد الله بن زيدان البجلي بالكوفة: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، ⦗٣١⦘ عن أبي صالح، عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ، قال:
«إذا كان أول ليلةٍ من شهر رمضان، صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها بابٌ، وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها بابٌ، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار؛ وذلك في كل ليلةٍ».
أخرجه أبو عيسى الترمذي في "جامعه"، وأبو عبد الله بن ماجه في "سننه"، عن أبي كريب.
وأخرج الأول مسلمٌ في "صحيحه"، عن علي بن حجرٍ، عن إسماعيل بن جعفر. ⦗٣٢⦘ وكذلك أخرجه النسائي في "سننه".
اسم أبي سهيل: نافع بن مالك بن أبي عامرٍ؛ وهو عم مالك بن أنس الفقيه.
والله سبحانه أعلم.
1 / 30
قال ﵁:
٣ - قرأت على الشيخ والدي ﵀: أخبرك أبو سعيدٍ عبد الرحمن بن عبد الله قراءةً؛ فأقر به: أخبرنا أبو بكرٍ أحمد بن الحسين بن الحسن بن المقرب: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب: حدثنا علي بن حربٍ: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ عن النبي ﷺ:
«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ⦗٣٣⦘ ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه».
متفق على صحته
1 / 32
٤ - أخبرنا الحسن: أخبرنا علي بن الحسن: أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن المستملي: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الأديب: أخبرنا أبو محمد الحسين بن أحمد بن علي بن خزيمة الكرابيسي: حدثنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: حدثنا أحمد بن عبدة: حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ يبشر أصحابه:
«قد جاءكم شهر رمضان، شهرٌ مباركٌ، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، من حرم خيرها؛ فقد حرم».
⦗٣٤⦘
أخرجه النسائي في "سننه"، عن بشر بن هلالٍ، عن عبد الوارث بن سعيدٍ، عن أيوب.
1 / 33
٥ - أخبرنا الشيخ أبو القاسم محاسن بن أبي القاسم محمد الجوبري ﵀ قراءة عليه بجوبر: أخبرنا الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين: أخبرنا أبو طالب بن غيلان: حدثنا أبو بكر الشافعي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا محمد بن عبادٍ المكي: حدثنا حاتمٌ ⦗٣٥⦘ - يعني: ابن إسماعيل التبان -، عن كثير بن زيد، عن عمرو بن تميم، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال:
قد أضلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله ﷺ: ما دخل على المؤمنين شهرٌ خيرٌ لهم منه، وما دخل على المنافقين شهرٌ شرٌ لهم منهُ.
1 / 34
٦ - أخبرنا محمد بن إبراهيم: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد: أخبرنا أحمد بن المظفر: أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبو عمرو الأنصاري نصر بن علي: حدثنا أبي، عن أبيه، عن النضر بن شيبان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: أخبرنا عبد الرحمن بن عوف، قال: إن رسول الله ﷺ ذكر شهر رمضان، فقال:
⦗٣٦⦘ «إن رمضان افترض الله ﷿ صيامه، وإني سننت للمسلمين قيامه؛ فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا، خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه، ومن أدى فريضةً فيه كان كمن أدى سبعين فريضةً فيما سواه».
1 / 35
٧ - قرأت على الشيخ أبي محمد عبد العزيز بن أبي محمد بن علي الصالحي ﵀: أخبرك أبو القاسم بن أبي محمدٍ قراءةً، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمدٍ الشحامي: أخبرنا أبو بكر -وهو أحمد بن الحسين البيهقي-: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزني: حدثنا والدي، قال: قرئ على محمد بن إسحاق بن خزيمة، أن ⦗٣٧⦘ علي بن حجرٍ حدثهم: حدثنا يوسف بن زيادٍ، عن همام بن يحيى، عن علي بن زيدٍ بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسي ﵁، قال: خطبنا رسول الله ﷺ في آخر يومٍ من شعبان، فقال:
«أيها الناس! قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ؛ شهرٌ مباركٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، جعل الله صيامه فريضةً، وقيام ليله تطوعًا، من تقرب فيه بخصلة من الخير؛ كان كمن أدى فريضةً فيما سواه، ومن أدى فريضةً فيه؛ كان كمن أدى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر؛ والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهرٌ يزاد في رزق المؤمن، من فطر فيه صائمًا كان له مغفرةً من ذنوبه، وعتق رقبةٍ من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيءٌ».
قلنا: يا رسول الله! ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم؟
فقال رسول الله ﷺ:
«يعطي الله هذا الثواب من فطر صائمًا على مذقة لبنٍ، أو تمرةٍ، أو شربةٍ من ماءٍ، ومن أشبع صائمًا؛ سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ حتى يدخل الجنة. ⦗٣٨⦘ وهو شهرٌ أوله رحمةٌ، وأوسطه مغفرةٌ، وآخره عتقٌ من النار، من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصالٍ: خصلتان ترضون بهما ربكم ﷿، وخصلتان لا غنى بكم عنهما؛ أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه؛ وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار».
1 / 36
٨ - قرأت على الشيخ أبي البقاء يعيش بن علي بن يعيش ابن أبي السرايا الموصلي شيخ النحاة بحلب بها ﵀: أخبرك الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد قراءةً عليه بالموصل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان: أخبرنا أبو جعفرٍ محمد بن محمدٍ الواسطي: ⦗٣٩⦘ حدثنا محمد بن يونس: حدثنا أبو عاصم، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن المنكدر، قال: اجتمع كعبٌ وأبو هريرة، فقال أبو هريرة لكعبٍ: أتجدون هذا الشهر في كتاب الله ﷿؟ فقال كعبٌ: بل أنت؛ فأخبرنا ما كان رسول الله ﷺ يقول فيه، فقال أبو هريرة: صدقت؛ سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«من صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».
1 / 38
٩ - أخبرنا أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم: أخبرنا المطهر بن محمد البيع: حدثنا أبو سعيدٍ محمد بن علي بن عمرو: حدثنا عبد الله بن جعفر: حدثنا أسيد بن عاصمٍ: حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا هشام بن زياد أبو المقدام، عن محمد بن محمد بن الأسود، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
«أعطيت أمتي في رمضان خمس خصالٍ لم تعطهن أمةٌ كانت قبلهم: خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، ويستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، وتصفد مردة الشياطين؛ فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه، ويزين الله جنته في كل يومٍ؛ فيقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى، ويصيروا إليك، ويغفر لهم في آخر ليلةٍ من رمضان».
⦗٤١⦘ فقالوا: يا رسول الله! هي ليلة القدر؟ قال:
«لا؛ ولكن العامل إنما يوفى أجره عند انقضاء عمله».
قوله: «خلوف فم الصائم» -يعني: تغير رائحة فمه- يقال: خلف فوه -إذا تغير-! يخلف خلوفًا.
ومنه: «نومة الضحى مخلفةٌ للفم»؛ أي: مغيرةٌ له.
ومنه حديث عليٍّ ﵁ وسئل عن قبلة ⦗٤٢⦘ الصائم-، فقال: ما أربك إلى خلوف فيها؟!
يعني: وما حاجتك إلى تقبيل فيها، ورائحته قد تغيرت بالصوم؟!
والله أعلم.
1 / 40
١٠ - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي الجعد بن فتيان النهرواني الفقيه المعدل قراءةً عليه ببغداد رحمه لله: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الدينوري الإبري قراءةً: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزاز: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران: أخبرنا أبو حفصٍ عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الجمحي بمكة: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بمكة: حدثنا أبو نعيم: حدثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
«يقول الله ﷿: الصوم لي وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي. والصوم جنةٌ.
وللصائم فرحتان: فرحةٌ عند إفطاره، وفرحةٌ عند لقاء ربه ﷿. ولخلوف فيه؛ أطيب عند الله من رائحة المسك».
حديثٌ صحيحٌ؛ أخرجه البخاري ومسلمٌ من حديث ⦗٤٤⦘ الأعمش في "الصحيح".
١١ - أخبرنا الشيخ أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله -فقيه أهل الشام- قراءةً ﵀: أخبرنا أبي الشيخ أبو محمد هبة الله بن محمدٍ قراءةً: أخبرنا الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان: أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الكاتب: أخبرنا أبو عبيدٍ القاسم بن سلام: حدثنا ابن أبي عدي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، عن النبي ﷺ، قال:
«صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته؛ فإن حال بينه وبينكم غيمٌ، أو سحابٌ، أو ظلمةٌ، أو هبوةٌ؛ فأكملوا العدة. لا تستقبلوا الشهر استقبالًا، ولا تصلوا رمضان بيومٍ من شعبان».
1 / 43
١٢ - أخبرنا الشيخ أبو الغنائم المسلم بن أحمد بن علي المازني النصيبي قراءةً: أخبرنا الحافظ أبو القاسم ﵀: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي: حدثنا سليمان بن إبراهيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن حمدويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام: حدثنا أبي: حدثنا خلف بن خليفة، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: ⦗٤٦⦘ «إن أمتي لن يخزوا أبدًا، ما أقاموا شهر رمضان».
وقال رجلٌ من الأنصار: وما خزيهم في إضاعتهم شهر رمضان؟! فقال: «انتهاك المحارم؛ من عمل سوءً أو زنى، أو سرق؛ فلن يقبل منه شهر رمضان، ولعنه الرب ﷿ والملائكة إلى مثلها من الحول؛ فإن مات قبل شهر رمضان فليبشر بالنار، فاتقوا شهر رمضان؛ فإن الحسنات تضاعف فيه، وكذلك السيئات».
⦗٤٧⦘
رواه غير المليكي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أم هانئ بنت أبي طالب بدلًا من أبي هريرة.
1 / 45
١٣ - أخبرنا الشيخ أبو محمدٍ عبد الرحمن بن عبد الله بن بختيار بن علي الهيامي العبد الصالح -قراءةً عليه- ببغداد ﵀: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف: أخبرنا عبد الملك بن ⦗٤٨⦘ محمد بن الحسين بن البزوغاني: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر القزويني: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرورٍ القواس: أخبرنا أحمد بن إسحاق بن البهلول -إملاءً-: حدثنا عبد الله ابن الهيثم العبدي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان يحدث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ﵂:
أن رسول الله ﷺ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله ﷿.
وكان أزواجه يعتكفن بعده.
1 / 47
١٤ - قرأت على الصاحب أبي المعالي هبة الله بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن الدوامي بمنزله من بغداد رحمه الله تعالى: أخبرتك تجني بنت عبد الله الوهبانية قراءةً ⦗٤٩⦘ قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمدٍ الفارسي: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
(ح) وأخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن مقبل بن فتيان ابن مطرٍ قراءةً عليه بالمأمونية من بغداد: أخبرتنا شهدة بنت أحمد: أخبرنا الحسين بن أحمد: أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي: أخبرنا القاضي أبو عبد الله المحاملي -إملاءً-: حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني: حدثنا مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن [إبراهيم بن] الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري ﵁، قال:
كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا، حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين -وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه-، فقال:
«من كان اعتكف معي؛ فليعتكف في العشر الأواخر، وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد من ⦗٥٠⦘ صبيحتها في ماءٍ وطينٍ فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وترٍ».
قال أبو سعيد: وأمطرت السماء من تلك الليلة، وكان المسجد على عريشٍ، فوكف، فأبصرت عيناي رسول الله ﷺ انصرف، وعلى جبهته أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين.
صحيحٌ متفقُ على صحته، أخرجاه من طرقٍ من حديث أبي سلمة.
1 / 48
١٥ - أخبرنا المشايخ قاضي القضاة أبو البركات يحيى بن هبة الله بن الحسن، ونقيب الطالبيين الشريف أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحسيني، وأبو السر مكتوم بن ⦗٥١⦘ أحمد بن سليم القيسي، وأبو طالب عقيل بن نصر الله بن عقيلٍ وغيرهم -رحمة الله عليهم-، قالوا: أخبرنا محمد بن علي بن محمد: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد: أخبرنا الشيخ أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري: أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابتٍ، عن أنس ﵁، قال:
كان النبي ﷺ يصلي في رمضان، فجئت، فقمت خلفه، فجاء رجلٌ آخر فقام إلى جنبي، حتى كنا رهطً، فلما أحس رسول الله ﷺ أنا خلفه تجوز في صلاته، ثم أتى منزله، فصلى صلاة لا يصليها معنا، فلما أصبحنا قلنا: يا رسول الله! فطنت لنا؟! قال:
«نعم؛ هو -والله- الذي حملني على ما فعلت»، وذلك في آخر الشهر.
ثم أخذ رجالٌ من أصحابه يواصلون، فقال ﷺ:
«ما بال رجالٍ يواصلون؟! إنكم لستم مثلي، أما والله لو تمادى بي الشهر لواصلت وصالًا يدع المتعمقون تعمقهم».
⦗٥٢⦘ حديثٌ صحيحٌ؛ أخرجه مسلمٌ في "الصحيح"، عن زهير بن حربٍ، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان.
1 / 50
١٦ - أخبرنا الشيخ أبو الفضل مكرم بن محمد بن حمزة، والشيخة أم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشيان قراءةً عليهما، قالا: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن الحسن بن هبة الله: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أحمد بن أبي العلاء المصيصي: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابتٍ: حدثنا أحمد بن بكرٍ: حدثنا محمد بن مصعب: حدثنا أبو شيبة، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عباسٍ، قال:
كان رسول الله ﷺ يصلي في شهر رمضان بعشرين ⦗٥٣⦘ ركعةً، ويوتر بثلاث.
1 / 52
١٧ - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي قراءةً ﵀: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمدٍ بن النقور: أخبرنا أبو بكر أحمد بن ⦗٥٤⦘ المظفر بن الحسن: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله السمسار: حدثنا أبو بكرٍ محمد بن الحسن المقرئ النقاش: حدثنا الحسن بن سفيان: حدثنا شيبان: حدثنا القاسم بن الفضل: حدثنا النضر بن شيبان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوفٍ، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ:
«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
1 / 53
١٨ - أخبرنا الشيخان أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر، وأبو المنجا عبد الله بن أبي حفصٍ -قراءةً عليهما-: أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي: أخبرنا أبو الفرج المطهر بن أحمد القومساني، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي الفقيه: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد الكرجي بالري قال: قرئ على أبي بكرٍ محمد بن عبد الله الشافعي -وأنا أسمع-: أخبركم محمد بن الجهم السمري، قال: حدثنا يعلى بن عبيد الطنافسي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباسٍ ﵄:
أن رسول الله ﷺ كان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ﵇، وكان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان؛ فيدارسه القرآن، وكان رسول الله [ﷺ] إذا لقيه جبريل؛ أجود بالخير من الريح المرسلة.
حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ على صته.
وفي هذا الإسناد محمد بن إسحاق. ⦗٥٦⦘ والحديث مخرجٌ في "الصحاح" من غير وجهٍ.
1 / 55
١٩ - أخبرنا أبو عبد الله: أخبرنا أبو بكر: أخبرنا أبو بكر: أخبرنا أبو القاسم: حدثنا محمد بن الحسن النقاش: حدثنا عبد الله بن محمد المروزي: حدثنا محمد بن الحسن النقاش: حدثنا ابن قهزاذ: حدثنا سفيان بن هشام: حدثنا عيسى بن إبراهيم، عن سعيد بن عبيد، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي ﵁، قال:
أنا أول من نشط عمر لقيام شهر رمضان؛ لحديث حدثني به، فقيل: ما هو يا أبا الحسن؟ فقال:
«إن لله حظيرةً فوق السموات السبع، يقال لها: القدس، فيها خلقٌ كخلق الآدميين روحانيون، أعطوا من حسن الأصوات ما لم يعط أحدٌ، فإذا كان ليلة القدر أذن لهم في النزول، فنزلوا في طرق المسلمين، فصلوا في مساجد جماعتهم؛ من مسوه أو مسهم سعد». ⦗٥٧⦘ قال: أفلا نقيم لمن لا يقرأ ولا يقرئ إمامًا؟ قال: بلى ففعل.
1 / 56