هذا حديث صحيح متفق على صحته رواته ثقات مشاهير، فحذيفة هو ابن اليمان بن حسيل بن جابر وقيل اليمان هو حسيل بعينه من بني عبس يكنى أبا عبد الله يعد في أهل الكوفة كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم توفي بعد قتل عثمان رضي الله عنهما سنة ست وثلاثين، وشقيق هو ابن سلمة يكنى أبا وائل الأسدي أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا أنه لم يره كان من خيار أصحابه بالكوفة، قيل ولد سنة إحدى من الهجرة ومات وقد نيف على المائة، والأعمش هو سليمان بن مهران الأسدي ثم مولى بني كاهل أبو محمد من أئمة أهل الكوفة وقرائهم وحفاظهم توفي سنة ثمان وأربعين ومائة وكان ميلاده سنة خمس وستين، وجرير هو ابن عبد الحميد أبو عبد الله الضبي الكوفي الأصل الرازي الدار ولد سنة تسع أو عشر ومائة، ومات سنة ثمان وثمانين ومائة كان أصحابه يقدمونه عند الطلب، ويوسف هو ابن موسى بن راشد بن بلال القطان كوفي أيضا سكن بغداد ومات بها سنة اثنتين وخمسين ومائتين يكنى أبا يعقوب من الثقات روى عنه البخاري في صحيحه غير هذا الحديث.
وأبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ضبي من المحدثين المعمرين الثقات كان يحضر مجلسه عشرة آلاف رجل وولي قضاء الكوفة #16# ستين سنة رؤي في المنام كأن قائلا يقول: إن الله تعالى ليدفع عن أهل بغداد به، ولد سنة خمس وثلاثين ومائتين، وتوفي سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المؤدب البيع من ثقات من في وقته ببغداد معروف بالسماع من المحاملي توفي سنة ثمان وأربعمائة وكان قد بلغ سبعا وثمانين سنة.
وشيخي -رحمه الله- من آخر من روى حديث المحاملي بعلو كان يرحل إليه للسماع منه وكان مولده سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وعمر.
والإسناد من أبدال كتاب مسلم بن الحجاج الصحيح فإنه أخرجه في صحيحه عن إسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة عن جرير. وأخرجه البخاري ومسلم أيضا رحمهما الله من حديث سفيان، عن الأعمش، فكأن شيخي حدثني به عن أصحاب مسلم، وقد رواه مسلم أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان، عن الأعمش. ففي هذا الطريق كأني سمعته من أصحاب مسلم بن الحجاج بحمد الله ومنه.
পৃষ্ঠা ১৫