147

Jurisprudence of Changing Wrong

فقه تغيير المنكر

প্রকাশক

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

জনগুলি

إنَّ سيدنا «هارون» إنما كف عن منع بني إسرائيل، بعد أن بلغ في ذلك مبلغا عظيما، وخشي على الدعوة، وهو خليفة أخيه «موسى» ﵉، فلو أنه قتل، وليس فيهم «موسى» ﵇ لكانت آثار ذلك جدَّ فادحة على الدعوة فأيقن بنور النبوة وحكمتها، أن الصبر عليهم، وترك التصدي لهم، حتى يعود موسى ﵇، أنفع وأعلى للدعوة وللأمة، من الإقدام على التصدي والاستشهاد في سبيل الله، فإن في الاستشهاد خيره وحده، وهو إنما يريد الخير للأمة والدعوة، فسيدنا «هارون» ﵇ ما سكت مخافة قتله فقط، «إنما خشي تفرق الأمة من بعد قتله: ﴿إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾ (طه: ٩٤)، فحرصه على القيام بحق ما كلفه به «موسى» ﵇، وهو ذاهب إلى الميقات ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (الأعراف: ١٤٢)، وهو السبب الرئيس إلى كف سيدنا «هارون» ﵇ عن التصدي لهم، من بعد أن بلغ في دعوتهم والتصدي لهم مبلغًا عظيمًا.

1 / 147