وأحاديث المعراج التي في الصحيح ليس فيها شيء من ذكر الرؤية، وإنما الرؤية في أحاديث مدنية كانت في المنام، كحديث معاذ بن جبل: " أتاني البارحة ربي في أحسن صورة ... " إلى آخره، فهذا منام رآه في المدينة.
وكذلك ما شابهه كلها كانت في المدينة في المنام، والمعراج كان بمكة بنص القرآن واتفاق المسلمين.
[وقد يروج] على طائفة من الناس من الحديث ما هو أظهر كذبا من هذا، مثل تواجد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سقطت البردة عنه، فهذا من الكذب الموضوع باتفاق أهل المعرفة.
وطائفة من الناس يظنون هذا صدقا لما رواه محمد بن طاهر المقدسي، فإنه رواه في مسألة السماع.
ورواه أبو جعفر السهرودي، لكن قال: يخالج سري أن هذا الحديث ليس فيه ذوق اجتماع النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه.
وهذا الذي ظنه وخالج سره هو يقين عند غيره قد خالط قلبه، فإن أهل العلم بالحديث متفقون على أن هذا كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأعظم من هذا ظن طائفة أن أهل الصفة قاتلوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه يجوز للأولياء قتال الأنبياء إذا كان العذر عليهم، وهذا مع أنه من أعظم الكفر والكذب، فقد راج على كثير ممن ينتسب إلى الأحوال والمعارف والحقائق، وهم في الحقيقة لهم أحوال شيطانية، والشياطين التي تقترن بهم قد تخبرهم ببعض المغيبات، وتفعل بعض أغراضهم، وتقضي بعض حوائجهم، ويظن كثير من الناس أنهم بذلك أولياء، وإنما هم [من] أولياء الشيطان.
[وكذلك] قد يروج على كثير ممن ينسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة وهي كذب باتفاق أهل المعرفة.
كالأحاديث المروية في فضل عاشوراء غير الصوم، وفضل الكحل فيه، والاغتسال والخضاب والمصافحة، وتوسعة النفقة على العيال ونحو ذلك.
পৃষ্ঠা ৭০