وما كاد حمزة يستقر في العربة حتى انتصب أمامه فجأة شبح سيد، فأشرق وجهه بفرحة غير عادية وقال: بس وجدتها، وجدتها.
14 - هي ايه اللي وجدتها؟ - خلاص، اتحلت المشكلة، لا بد سيد يعرف مكان أو حتى أنام معاه. - سيد مين؟ - حقولك دلوقتي .
ونظر حمزة في ساعته، وكان يخيل إليه أنها على الأقل تعدت الحادية عشرة من كثرة ما لف ودار، وفوجئ بها لا تكاد تتعدى التاسعة والنصف إلا ببضع دقائق، ومع هذا خاب أمله وغامت ملامحه في الحال؛ إذ هو يستطيع العثور على سيد في النهار فقط أثناء عمله في الجبانة، أما في الليل فأين يعثر عليه؟
ومرة أخرى أشرقت ملامحه وقال في فرح صبياني: عند باب الوزير تقول فين عمي سماعين أبو دومة؟ ألف من يدلك.
فتشبثت فوزية بذراعه قائلة: إيه، مالك يا حمزة؟ انت اتهبلت؟ - لا، أبدا، أكيد أبو دومة عارف مكان سيد وح يدلنا عليه، فرجت:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج - إيه أبو دولة وسيد والشعر ده؟ - دلوقتي حتعرفي كل حاجة، يا أسطى من فضلك اطلع بينا على باب الوزير.
وقبل أن تصل العربة إلى الميدان قال لها: أظن بقى تسيبيني هنا وتروحي، فاهماني ازاي؟
ودقت فوزية أرض العربة بقدمها كالطفل الغاضب وقالت: قلتلك مش مروحة، إن شا الله أبات أنا وانت واقفين في الشارع، لازم أشوفك حترسى على إيه.
وأوقف حمزة العربة وحاسب السائق، ثم طلب منها أن تنتظره على محطة أوتوبيس 19، إذ إن منظرهما معا قد يسترعي الانتباه في حي الأغراب فيه قليلون.
অজানা পৃষ্ঠা