بروتس :
لقد ظهر لي شبح قيصر مرتين بالليل،
مرة في سارديس، ومرة أخرى البارحة .. هنا
في سهول فيليبي .. وأعلم أن ساعتي حانت! (5 / 5 / 17-19)
ومن داخل هذه المشكلة النفسية التي يجسدها بروتس نفسه في أول مراحل المؤامرة حين يعلن للمتآمرين أن العدو الحقيقي هو روح قيصر:
إننا نهاجم روح قيصر جميعا،
وليس في الروح دماء.
ليتنا استطعنا أن نقبض روح قيصر
دون أن نمزق أوصاله! (2 / 1 / 167-170)
أقول: من داخل هذه المشكلة النفسية تبرز المشكلة الأخلاقية أو الفلسفية، وهي مدى صواب المتآمرين ومدى خطتهم في قتل قيصر؛ إذ يبدو لي أن شيكسبير يبقي على بعض الأسئلة دون إجابة حاسمة؛ فالاختيار الذي يواجهه بروتس يصعد به إلى مصاف الأبطال المأسويين، ولكنه اختيار فلسفي/أخلاقي أكثر مما هو نفسي؛ إذ إنه يواجه روح طغيان محتمل؛ أي إنه يواجه المستقبل الذي كتب عليه أن يكتنه سره ويسبر غوره من واقع احتمالات فقط، لا من واقع الحقائق الثابتة! أي إن بروتس يمكن أن يكون على حق. ولو كان قيصر قد عاش فربما تحول إلى الثعبان الذي يخشاه (1 / 2 / 32-33). وإذا كان شيكسبير قد استخدم المادة الدرامية لإيضاح خطل رأي بروتس وعصابته، وإرجاح كفة الخطأ الأخلاقي في مقتل قيصر، فإن عيب قيصر الأساسي - وهو عنصر الزهو والغرور الناشئ عن الكبرياء
অজানা পৃষ্ঠা