وهو قائد عسكري عظيم:
عاد قيصر بالعديد من الأسرى إلى روما. (3 / 2 / 90)
وذو قلب رحيم:
عندما بكى الفقراء إبان المجاعة، بكى قيصر إشفاقا. (3 / 2 / 93)
ورغم أننا لا نشك في صدق نوايا أنطونيو، فإن الصورة التي يرسمها لقيصر تعتبر جزءا من الخطة المحبوكة لإثارة الجماهير للانتقام من قاتليه؛ فكل ما يقوله هنا مرسوم بدقة لتحقيق هدف معين، ولذلك لا يمكن أن نعتبر أنه يقدم إلينا حقائق لا يرقى إليها الشك!
وهكذا فنحن نرى في النصف الأول من المسرحية عدة صور لقيصر لا تتشابه كثيرا فيما بينها، وإن كان من بينها ما لا يتناقض مع البعض الآخر؛ فكاشياس يقدم إلينا صورتين، ويقدم كاسكا صورة بالغة الوضوح، بينما يرسم بروتس صورة مختلفة، وتبرز في حديث أرتميدوروس صورة تشترك مع هذه بعض الشيء، قبل أن يظهر قيصر بنفسه ليوحي بصورة أخرى، يتلوها خطاب أنطونيو الذي يصوره في صورة تختلف عن كل ما سبق!
ونحن لا شك نتساءل: أي هذه الصور صحيح وأيها كاذب؟ وإن كان شانتزر (في الدراسة التي أشرت إليها) يقول إن شيكسبير هو الذي يطرح - فيما يبدو - هذا التساؤل، وينتهي إلى أن يقول: «ألا يعتبر شيكسبير سابقا للكاتب المسرحي الإيطالي (لويجي بيرانديللو) في الإيحاء إلينا بأن قيصر الحقيقي وهم؟! وبأن قيصر موجود فقط باعتباره مجموعة من الصور في عقول الآخرين وعقله هو؟ إذ إن قيصر الذي يرسمه شيكسبير مشغول دائما بما يسميه بيرانديللو
Costruirsi ؛ أي «بناء نفسه» أو خلق صورته الخاصة بقيصر، حتى إننا نتساءل في النهاية إذا ما كان رفع القناع سوف يكشف عن وجود أي وجه تحته على الإطلاق؟»
ولقد تضاربت الأقوال بشأن هذا التعدد في صور قيصر المسرحية، وأهم رأي لدينا هو رأي ه. م. أيرز
H. M. Ayres
অজানা পৃষ্ঠা