ومقتله وموت «كراسوس»
Crassus
اللذين كانا يشاركانه السلطة. والأبيات الأخيرة في هذا المشهد ذات دلالة لا تغيب عن ذهن الفطن:
فلافيوس : ... انزع شارات انتصار قيصر من جميع التماثيل ..
إننا بذلك ننتف الريش الذي بدأ ينمو في جناحي قيصر حتى
يهبط إلى مصافنا، وإلا حلق عاليا وبعيدا عن الأنظار فظللنا
نعيش جميعا في رهبة العبودية!
ويلي هذا المشهد مباشرة ظهور قيصر لأول مرة على خشبة المسرح، وفي السطور الأربعة والعشرين الأولى ينجح شيكسبير نجاحا باهرا في الإيحاء بجو البلاط الملكي الذي شاع في الشرق؛ حيث يتصدر قيصر الموكب ومن حوله الخدم والحشم والأتباع، وتتردد عبارات ذات دلالات درامية عميقة - «صمتا .. قيصر ينادي»، «لبيك مولاي»، «يكفي أن يأمر قيصر .. فيقضى الأمر!» - ثم تأتي لحظة اختبار لصلابة تلك الشخصية التي سمعنا عنها منذ قليل حين يحذره العراف فيزيح التحذير جانبا بجلالة الملوك: «إنه يهذي! دعونا منه وهيا بنا.» والحق أن التأثير الدرامي لهذا المشهد يؤكد الانطباع الذي أوحى به الضابطان؛ أي يؤكد مخاوف فلافيوس من ازدياد سلطة قيصر.
وبعد ذلك يقع اللقاء الشهير بين كاشياس وبروتس في نفس المشهد؛ حيث تبرز لنا صورة أخرى للزعيم حين يتصور كاشياس أنه ينتقص من قدر قيصر حين يعدد نقائصه الجسدية، وهو يعلي - دون أن يدري - من شأن عظمته النفسية؛ أي يزيدنا احتراما لهذه النفس الصامدة الجبارة التي لا تخشى أمواج التيبر العاتية ولا الزمهرير رغم أن الجسد يرتعد حين تلم به الحمى! وهو يعجب من عظمة هذا الرجل ذي النقائص الجسدية فيعترف دون أن يقصد بأنه إنسان فذ، وهو يعترض على استئثار قيصر بالسلطة وإمساكه بزمام الأمور، ويتحدث عمن يئنون تحت نير هذا العصر. (ف1، م2، 60). ويعني بهذا النير أن تنحصر السلطة في يد رجل واحد:
ماذا يقول المؤرخون عن روما اليوم؟
অজানা পৃষ্ঠা