জুহুদ কাব্বানি মাসরাহিয়্যা ফি মিসর
جهود القباني المسرحية في مصر
জনগুলি
والدليل على ذلك أن الشيخ لم يستمر - بعد ذلك - ممثلا في فرقة الحداد، بل استمر مطربا ترتشف من طربه الجماهير، دليلا على عدم نجاح التجربة في ظهور ما يسمى بالمسرح الغنائي واستمراره، وهذا يعني أن ارتباط الشيخ سلامة بمسرح الحداد لم ينتج عنه الفن المسرحي الغنائي المنتظر، ولكنه يعتبر بداية مقبولة لامتزاج هواية التمثيل بالغناء المحترف عند الشيخ سلامة حجازي.
وبعد هذه التجربة بشهور أراد سليمان القرداحي تكرارها عندما كون فرقة مسرحية، نجح في ضم الشيخ سلامة إليها، طمعا في توافد سامعيه من الجمهور المصري، ومثلت الفرقة في القاهرة والإسكندرية، وكان عرضها الأخير - على مسرح زيزينيا - «فرسان العرب» في مايو 1882.
24
ولم نقرأ في الصحف المديح المنتظر عن تجربة القرداحي مع الشيخ سلامة حجازي، مما يوحي بأن هذه التجربة لم تخط الخطوة المرجوة في ظهور المسرح الغنائي واستمراره أيضا؛ لأن القرداحي - ومن قبله الحداد - لم يستحدث مسرحيات عربية تتناسب مع موهبة الشيخ سلامة الغنائية، بل كان يعرض مسرحيات من رصيده الدرامي، المعتمدة على الترجمة والتعريب، فيضطر الشيخ سلامة إما إلى غناء ما في هذه المسرحيات من قصائد مقحمة عليها، أو إلى إدخال فنونه الغنائية الجماهيرية من قصائد وموشحات على تمثيلها، بغض الطرف عن مناسبتها للنص الدرامي أو عدم مناسبتها.
ومن أسباب وأد هذه التجربة أيضا أن عرض مسرحية «فرسان العرب» في مايو 1882م، كان آخر عرض مسرحي في الإسكندرية، وربما في مصر كلها؛ لأن مصر لم تشهد نشاطا مسرحيا بعد ذلك - لمدة عامين - بسبب الثورة العرابية - نسبة إلى أحمد عرابي باشا - وتدمير أجزاء كبيرة من مدينة الإسكندرية تحت وابل قنابل البوارج الإنجليزية التي مهدت احتلال بريطانيا لمصر.
القباني في مصر
ظل أهالي الإسكندرية يعانون - آثار الثورة العرابية واستمرار الاحتلال الإنجليزي - عاملين متتاليين، متشوقين إلى سماع الأغاني ورؤية التمثيل العربي. وكان مقيما بالإسكندرية - في هذه الفترة - سعد الله بك حلابو أحد الأعيان السوريين، فاستطاع بماله ونفوذه - وبمساعدة آخرين - استقدام فرقة مسرحية عربية سورية إلى الإسكندرية
25
في يونيو 1884م، فكان حدثا فريدا استقبلته الصحافة بالابتهاج الكبير، خصوصا جريدة «الأهرام»، وقام صاحباها اللبنانيان - سليم وبشارة تقلا - بالترويج لهذه الفرقة ومدحها منذ وصولها، ربما بدافع الحماسة لفرقة شامية، أو بإيعاز من سعد الله حلابو وغيره من الأعيان، ممن مهدوا لقدوم الفرقة أحسن تمهيد.
بدأت جريدة الأهرام مهمتها يوم 23 / 6 / 1884 حين أعلنت قدوم فرقة سورية يديرها الشيخ أبو خليل القباني الدمشقي، الذي وصفته بالكاتب المشهور والشاعر المفلق. أما فرقته فتتألف من «مهرة الفنانين في ضروب التمثيل وأساليبه، وبينهم زمرة من المنشدين المطربين، تروق لسماعهم الآذان وتنشرح الصدور.» هذا يعني إنها فرقة تدمج الغناء بالتمثيل العربي في نسيج فني واحد من غير إقحام لون في الآخر - كتجربة سلامة حجازي مع الحداد والقرداحي - مما يشير إلى أن هذه الفرقة - ربما - ستقدم مسرحا عربيا غنائيا. ولم تغفل الجريدة - في إعلانها - التأكيد على أن المسرحيات المقدمة ستكون عربية. وربما المقصود أنها مسرحيات عربية مؤلفة، لا أجنبية مترجمة أو معربة، كمعظم مسرحيات الفرق السابقة، كما أعلنت الجريدة أن المسرحية التي ستمثل هذا اليوم هي «أنس الجليس».
অজানা পৃষ্ঠা