রাজনৈতিক ভূগোল

মুহাম্মাদ রিয়াদ d. 1450 AH
189

রাজনৈতিক ভূগোল

الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط

জনগুলি

انتشار الحضارة الإسلامية بصفة عامة في كل أرجاء الإقليم، وتختلف أقدار كل دولة في مدى نصيبها من مجموعة مكونات الحضارة الإسلامية: الدين واللغة والبناء الاجتماعي، وفي العالم العربي في الشرق الأوسط نجد أكبر تركيز لمكونات الحضارة الإسلامية - مع هامش مسيحي في بعض مناطق الليفانت ومصر - بينما تنقص اللغة من بين مكونات الحضارة الإسلامية فقط في الهضاب الإيرانية الأفغانية والتركية. (4)

تتفق هذه المجموعة الرئيسية من الصفات والسمات الطبيعية في «علاقات مكان» جغرافية تجعل الإقليم منطقة «وسط» بين عدة عوالم مختلفة اختلافا بينا في تركيباتها الجغرافية والحضارية والاقتصادية: العالم الهندي التركماني في جنوب ووسط آسيا، والعالم الأوروبي فيما وراء البحر الأسود والمتوسط، والعالم الأفريقي في معظم أفريقيا.

الشرق الأوسط الكبير

وعلى هذا النحو من التحديد تشترك مجموعة كبيرة من الدول في الشرق الأوسط على عكس ما هو متصور دائما، ويتداخل الشرق الأوسط في قارات العالم القديم الثلاث، ففي أوروبا تدخل اليونان وتركيا الأوروبية، وفي آسيا تركيا وإيران وأفغانستان والجزء الغربي من باكستان وكشمير، بالإضافة إلى كل الدول العربية في الجزيرة العربية والهلال الخصيب، وفي أفريقيا مصر وشرق ليبيا ومعظم السودان ومعظم إثيوبيا والصومال والصومال الفرنسي (إقليم العيسى والأفار) (انظر الخريطة رقم 22).

وقد يبدو هذا التعريف للشرق الأوسط واسعا وفيه كثير من المغالاة، ولكن علينا أن نعرف أن الأقاليم لا تتحدد بحدود قاطعة مثل الحدود السياسية، فالإقليم تركيب شاركت في بنائه الظروف الطبيعية والمكانية والحضارية على مر فترة زمنية طويلة، بينما تتحدد الوحدات السياسية بخطوط يصطنعها الإنسان في وقت محدد، ولهذا فإن حدود الأقاليم أكثر انسياحا وتداخلا، وتشتمل على كثير من المناطق الانتقالية، وفي حالة إقليم الشرق الأوسط الكبير نجد مؤثرات طبيعية وبشرية متداخلة، وخاصة في أطرافه، ففي آسيا توجد مؤثرات شبه القارة الهندية - مناخ موسمي وبقايا حضارات هندوكية - في باكستان وكشمير، وتوجد مؤثرات تركمانية حضارية في شمال أفغانستان وشمال إيران.

خريطة (22).

وفي المنطقة الممتدة بين بحر قزوين والبحر الأسود نجد «موزاييك» حضاري ولغوي نظيره قليل في العالم: تركماني وأرميني وجورجاني وشركسي وعشرات من المجموعات الحضارية اللغوية الصغيرة، كلها تدور وتتداخل في خلفية تستقطبها المجموعات الحضارية الرئيسية في المنطقة: إيراني وكردي، وتركي، وروسي.

وفي المنطقة التركية اليونانية من الشرق الأوسط في جنوب أوروبا الشرقي، نجد تداخلا واضحا بين مجموعة المؤثرات الحضارية اللغوية التركية والألبانية الإسلامية مع الحضارة اليونانية والمجموعات اللغوية المقدونية والبلغارية والصربية على خلفية المسيحية الأرثوذكسية، وفي الشرق الأوسط الأفريقي يوجد التداخل الحضاري العربي مع مؤثرات بربر شمال أفريقيا في مناطق متفرقة من ليبيا حتى واحة سيوة المصرية، والتداخل الزنجاني اللغوي في جنوب السودان والتداخل الحامي - الكوشي - اللغوي في الصومال وإثيوبيا وأجزاء من شرق السودان وجنوب شرق مصر، ولكن كل هذه التداخلات الحضارية في الشرق الأوسط الأفريقي تدور على خلفية قوية ومؤثرة ترتبط بالإسلام واللغة العربية كلغة تخاطب رئيسية (انظر الخريطتين 23، 24).

وقد يقال إن هذا التوصيف للشرق الأوسط يدخل كثيرا من اللغات غير العربية في المنطقة، وصحيح أن هناك التباسا عاما عند غالبية الناس في ربط الشرق الأوسط باللغة العربية؛ نظرا لأهمية المنطقة العربية وثقلها السياسي في منطقة العبور العالمي - شرق المتوسط وقناة السويس والبحر الأحمر وخليج عدن - وثقلها البترولي - دول الخليج العربي المنتجة للنفط - لكن الحقيقة أن المتكلمين بالعربية لا يحتلون وحدهم منطقة الشرق الأوسط، فحسب المصطلحات الشائعة وتحديدات الإقليم التي سبق أن أوردناها، فإن التركية والفارسية تدخلان، على الأقل، جنبا إلى جنب من العربية لتكون اللغات الرئيسية في الشرق الأوسط، فماذا يضير لو دخلت لغات أخرى في التصنيف الإقليمي للمنطقة ما دامت الشروط العامة للمقومات الطبيعية والمكانية والحضارية منطبقة على مناطق يتكلم أهلها لغات أخرى غير العربية؟

خريطة (23).

অজানা পৃষ্ঠা