নবীন ও প্রাচীন: অধ্যয়ন, সমালোচনা এবং আলোচনা
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
জনগুলি
لماذا لم تخبرني بشفائك قبل اليوم، قبل أن أسالك؟ قبل أن نعود إلى التراسل؟ لماذا لم تقل لي أنك شفيت منذ أن شفيت؟ لست مغرمة بحكاية أبريق الزيت إلا إلى حد محدود، ولكن كيف استطعت أن تهمل تطميني وأنت تعلم أن ليس من يطمني غيرك؟ كيف استطعت ألا تفكر في كل هذه الشهور ولا مرة واحدة؟ «علامة الاستقلال هذه» قد تقول أنت «النسيان بعض أشكال الحرية» قد يدل كذلك على شيء آخر في بعض الظروف. «إذا تخاصمنا في المستقبل فيجب ألا نفترق مثلما كنا نفعل في الماضي، بل أن نبقى تحت سقف بيت واحد حتى نمل الخصام ... إلخ.»
سمعا وطاعة ... يجيب أهل إهدن، ولكن الرجاء إلى سيدي الأستاذ أن يذكر أنه لا بد من اثنين للخصومة، فيجعل لأهل بشري نصيبا من النصيحة الحكيمة التي نفح بها جيرانهم ومناوئيهم، وأن يذكرهم - هم يعني أهل بشري - بأن نصائحه ومشوراته أثمن من أن يفرط فيها، كم فعلوا - هم أهل بشري الذين فعلوا - يوم أن نسوا - هم أهل بشري الذين نسوا - صندوق الذهب الحلو المليح الذي كان يصلح الأمور ويحل المشاكل، أفدني - أجارك الله من غضبات أهل بشري - أيجوز لجيراننا هؤلاء أن ينسوا ذلك الصندوق الواجب الوجود؟
أما من جهتي فلدي من خطير المشاغل ما يبعدني حينا عن كل تنازع وضوضاء، إني عاكفة على تفهم هذه الأعجوبة: أعجوبة ابيضاض الشعر بفودي تلك الجبهة التي أعرفها، يا للتفصيل الحلو الحلو الفتان! إنه يستحق لفرط لطافته أن يدمج في صف واحد هو والذقن المطبوعة.
وعلى ذكر نقرة الذقن لا تحسب أني سأخاصمك لأجل اللحية التي تهددني بها، بل بكل حصافة وهدوء أتشرف بأن أحيط مولانا علما بأن من الشئون ما لا شأن فيه لمولانا، وإن ذقن مولانا من الشئون التي لا شأن فيها لمولانا، فليتفضل إذن - بلا مؤاخذة - فيقف عند حده.
انتهيت من الكلام الرسمي الحصيف، وإذا شئت أن أترجمه لك بلغتي العامية قلت: إنني لا أريدك بلحية، وإذا أبيت إلا أن يكون لك لحية توليت أنا أمر حرقها ... ها! «هذه الابنة - يحتد مولانا - هذه الابنة تصل منها الجرأة بل الوقاحة إلى إخطاري بأنها ستحرق لحيتي المنوي إرسالها!»
الأمر كما تفضلت يا مولانا، سأحرق لحيتك ضاحكة كما أضحك الآن، ولا أحتاج للقيام بذلك خير قيام إلى أكثر من سيجارة أقدمها لك، وعود كبريت «أتلطف» بإشعاله، وهناك يكون ما أريد، فتظل الذقن على ما أرادتها الطبيعة تحمل بين هضاب «الجمود والنقمة» صورة مصغرة للوادي المشحون بشتى المعاني، وصورة من عطف الزهرة التي وضعت عليها علامتها ...
أما «الشروط» التي تتعهد بتتميمها بعد الاطلاع عليها، فحسبي أن أقول إن هذا كلام يليق بقائله، فاعلم إذن أن البند الأول من هذه الشروط هو أن يهتدي إليها «المغلوب» من تلقاء نفسه، أما البنود الأخرى فتأتي بالتبع، فهات أرنا مثالا جديدا من ذكائك الفريد! واحذر خصوصا أن تخطئ في معرفة ذلك البند لئلا تزعج حسن ظني بفراستك وصدق نظرك!
ما أحلى رسالتك في قلبي يا مصطفى، ما أحلى كلامك بين تافه الكلام وركيكه! إن ألفاظك وسطورك جدول نور وندى وتشعع وحرارة ولطافة وإنشاد، ومع ذلك فقل ما أخبرتني به عنك، لم تقل شيئا عن كتاب «نحو الله» وعن تلك الرسوم الزيتية، وعما يشغلك الآن من كتابة أو تصوير أو هجس، ولا نصف خبر عن الوادي! أيصدق أني أشعر بأسف كلما فكرت في الرسوم التي تنقشها ولا أراها؟ فأستعيض عنها بالنظر إلى الرسوم المنشورة في كتبك وأكتشف فيها كل مرة شيئا جديدا، هي خاصة فنك الأولى أن يكون زاخرا بالأسرار والمعاني، متفلتا من كل تعريف، هازئا بكل حصر وتقييد.
جبران، كتبت كل هذه الصفحات ضاحكة لأتحايد قول أنك محبوبي، لأتحايد كلمة الحب، إن الذين لا يتاجرون بمظاهر الحب ودعواه في السهرات والمراقص والاجتماعات ينمو الحب في أعماقهم قوة ديناميتية رهيبة، قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألاء السطحي؛ لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر، ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم، ويفضلون وحدتهم ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل قلوبهم عن ودائعها والتلهي بما لا علاقة له بالقلب والعاطفة، يفضلون أي غربة وأي شقاء (وهل من شقاء وغربة في غير وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة.
ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي وأني أخاف الحب، إني أنتظر من الحب كثيرا فأخاف أن لا يأتيني بكل ما أنتظر، أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير، ولكن القليل في الحب لا يرضيني، الجفاف والقحط واللاشيء خير من النزر اليسير.
অজানা পৃষ্ঠা