নবীন ও প্রাচীন: অধ্যয়ন, সমালোচনা এবং আলোচনা
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
জনগুলি
وكذلك تمثل لوقا طمعون بقول غوت: إلى الأمام ولو فوق الجثث. فتعريف فرح له لا يؤهله للتفوه بهذا الكلام السامي، فنفسية دنيئة قذرة كنفسية لوقا لا تتعالى إلى هذا الأفق، فالخائن دساس جبان يطعن في الظهور لا في الصدور، فلو قوله كلمة عربية لأفصح العرب كان الخطب أهون، وجاء الكلام أقرب إلى الفن، وأرى كما رأيت في اسم ظلانور أن لفرح ولعا باشتقاق خاص لأسماء أبطاله مثل حاروم وطمعون ودرمان، فإنها تأتي كريهة وإن دلت على شيء.
أما تخلص فرح في «المأزق الحرج» فإليك في هذه القصة شيئا منه، يشفى متى حاروم حين يرى بنته، فيعلم فرح أن ذلك مستحيل لا يصدق فيقول: «ولم يدون علم الطب شفاء كهذا» (64).
أما سير القصة فسريع نحو النهاية سرعة المسافرين إلى الأرز، وهذه حسنة من حسنات القصص، أما غاية فرح الاجتماعية فتحققت إذ سرد آراء كثيرة في كل فن ومطلب، حتى كتب صفحتين عن السل (32 و33)، وقد وطأ لهذه الآراء كلها أحسن توطئة، فلا تشعر أن المؤلف يقصدها إلا حين يعلم المكاري الديمقراطية، فيأبى بعد قليل أن يسقيه، ولو لم يبرطله بقنينة عرق لما فعل.
إن جعل فرح محيط قصته في وطنه يدلك على معرفته أن القصصي لا يخلق قصته في مكان لم يعرفه، ولكن كلامه عن غوغاء الحدث وتخاطبهم بيا ابن طنوس ويا ابن مرقص ويا ابن ... بدلا من الاسم، فهذا لا يكون إلا نادرا وللتحقير.
في القصة مبادئ كثيرة عرضها فرح بلسان أشخاصه وأحسن عرضها كما قلنا، وقلما تخلو صفحة من حكمة، وفي القصة فصول رائعة كالفصل السابع، وموقف إميليا وكلدن ولوقا، ومخلوف في ساعة الرحيل كما قلنا، أما العفو عن لوقا طمعون فتولستوي ، وأظن أن غرابة «العقدة» نست القراء هذه القصة الطيبة، وجعلتهم لا يذكرون لفرح إلا «أورشليم الجديدة» رائعته الكاملة، فإلى اللقاء في القدس والمجدل. (7) أورشليم الجديدة
تلخيص القصص قتل للفن، ولكن الناقد كالجراح، فلا غنى عن البضع أحيانا، وفتح البطن حينا، فعلى من يعنيهم الأمر أن يقرءوا النص المنقود ليدركوا الجمال الذي يسقط تحت الردم، ويروا الأعضاء مركبة متناسقة، لا أشلاء على وضم.
إن أورشليم الجديدة أبعد آثار فرح شهرة، وأكثر القراء يذكرونه بها، ولو طول الله عمر «مريم قبل التوبة» لفاقتها، ولكنها ماتت ولم تبلغ الرشد.
علم فرح أن سقوط مملكة الروم وتقلص ظلها عن سورية كان أول أسبابه تلهي القوم بالقشور الدينية، فبنى قصته «أورشليم الجديدة» على هذا الأساس.
ورأى أيضا أن القصة بلا حب وغرام كالطعام المسلوق، وهو إن غذى فلا يكون شهيا، فوضع من هذه التوابل ما قدر عليه، فدارت قصته حول فتاة يهودية أسماها إستير تيمنا بإستير أحشوروش، ولكنها ماتت مقهورة، وجدت هذه الفتاة مع أبيها في بيت لحم ليلة عيد الميلاد سنة 636، وانطفأ مصباح كنيسة المهد، فترك النصارى المعيدون مباحثهم الدينية وثاروا يطلبون اليهودي؛ لأن وجود يهودي في بيت لحم يمنع المصباح أن يشتعل، فيهزأ بخرافتهم شاب مسيحي اسمه إيليا، فيقبضون عليه ويشبعونه ضربا ولطما زاعمين أنه يهودي، فتهرع سيدة نبيلة اسمها تيوفانا إلى معتوه يلقبونه النبي أرميا، فيخلص إيليا من الغوغاء، فيشكره إيليا ويمضي مفتشا عن الذي حرض عليه، فيلتقي بإستير وأبيها اليهوديين خارجين من بيت لحم، فيضحك لصدق وهم العوام ويتبعهما ليخلصهما من الاعتداء، فيلتقي بجماهير قادمة إلى بيت لحم؛ إذ بلغهم انطفاء القنديل، فيعترضون البنت وأباها على أنهما يهوديان، فينتصر لهما إيليا مدعيا أنهما نصرانيان ويرسم إشارة الصليب، ويفعل مثله أبو إستير، أما البنت فتأبى ذلك فيتمسك الجمهور بها، فيقول لهم إيليا إنها وثنية من بصرى؛ لأن الوثنيين أحب إلى قلب النصارى من اليهود؛ إذ ليس بينهما دم وثأر، فتصر الجماهير على تعميدها ويفرحون بهداية نفس بشرية يوم العيد المبارك، وحينئذ يطل موكب البطريرك تتقدمه المشاعل والمصابيح، فينتظر الجميع الموكب، فيأمر البطريرك بسوق البنت وأبيها إلى بيت لحم رغم مساعي إيليا لديه.
وأعاد إيليا الكرة في بيت لحم فلم يفلح أيضا؛ إذ قطع البطريرك الكلام بقوله: قد يكونان جاسوسين للعرب، ولكنه أمر بعزل الفتاة في دير الراهبات ولم يعمدها.
অজানা পৃষ্ঠা