নবীন ও প্রাচীন: অধ্যয়ন, সমালোচনা এবং আলোচনা
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
জনগুলি
أما مقال «طفولتي» فأقول ولا أحسب أني أغالي، إنه أروع مقال قرأته في هذا الموضوع، فهذا التجريد الذي وفق إليه فؤاد جعل الطفولة كائنا حيا وكأنه من لحم ودم.
قلت إن فؤاد سليمان ابن بر بوالديه، وهل يعبر كما عبر إلا من كانت له محبته؟ اسمع ما يقول في وصف وجه أمه: «أمي ... من ألوان عود الصليب وجه أمي، وكأن الذي حاكه مرة، حاكه وقطع يده لئلا يحوك مثله.»
وفي «مطارف من أرجوان» منتهى حرية الفكر، وقد استحال فيها فؤاد الأديب، عالما نفسيا حين حلل نفسية الشاعر وحاجاتها.
أما مقال «درب القمر» فنشيد أناشيد شولميته القرية اللبنانية، وفي «مرايا لم تعد تضيء» نفحة طاغورية.
اقرأ تصويره فيها للبيت والأم المهجورين، هناك تجد صورة البيت اللبناني العتيق تامة الخطوط، فكأنك ترى بعينيك ما يحدثك عنه هذا الأديب الشاعر.
واقرأ «حبة رمل» وقابل بين ما قاله في النبي محمد الرسول الأعظم، وبين ما كتبه غوت شاعر ألمانيا العظيم، لترى أن الموت يقطع الأوتار ولا يرحم، إنها «حبة رمل» ولكنها جبل من شعر.
وفي مقال «في موكب التائهين»: تسمع شاعرا بوهيميا يقول: «أنا هنا في سكرة معربدة محمومة طائشة، حيوان يمشي مع حيوانات، بهيمة تعيش مع بهائم، ملعون من ملاعين الدنيا، أجر جناحي المنتف ورائي على الدروب وفي الشوارع، أنا هنا لم أطلق بعد ، متى أتمكن يا صديقي من أن أنفلت من قيود المرأة والتراب، وأوهام اللحم والدم ومقاييس الزمن، فأصبح إنسانا كاملا؟»
لقد أخطأت يا فؤاد، فلو صار كما تمنيت لكنت لا شيء، فلولا اللحم والدم، وما على المائدة من مغريات ومقبلات، ما كان لنا فؤاد سليمان.
وبكلمة عابرة أقول: إن درب القمر أنشودة لبنانية أصيلة، كتب الله لها الخلود، وشاعرها يجلي حين يصوب قلمه نحو الينابيع والكروم، وكل ما يمت إلى القرية بصلة.
أما ما كتبه هذا الأديب بتوقيع تموز فقد تصفحته من أوله إلى آخره، حتى وصلت إلى أوراق بيضاء لم يمهل الموت تموز ليسودها ويبيض وجه الأدب، لا أدري لماذا عرتني رعشة عندما وقعت عيني على تلك الوريقات البيضاء، أحسست أن دمعة رقصت بين أهدابي مع أن دمعي في الحوادث غال.
অজানা পৃষ্ঠা