জেনারেল ইয়াকুব ও লাস্কারিস নাইট: ১৮০১ সালে মিশরের স্বাধীনতা প্রকল্প
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
জনগুলি
لا يسمح لنا تعجلنا في تحرير هذه المذكرات بتفصيل الخطة التي يفكر فيها الوفد المصري لحكم البلاد، ويكفي الآن أن نلاحظ أن المسألة هنا ليست مسألة انقلاب منشأه استنارة الأمة واحتكاك آراء فلسفية بعضها ببعض. لا يقوم نظام الحكم الجديد على شيء من هذا، بل تضع قواعده الظروف القاهرة وتخضع له رعية مسالمة جاهلة لا يعرف أفرادها الآن، أو يكادون لا يعرفون إلا عاطفتين خلقيتين: المصلحة والخوف. فإن أمكن الحكومة الجديدة (وليس هذا بالأمر العسير) أن ترفه من عيش الناس بعض الشيء، وأن تزيد كسبهم قليلا، فمن المحقق أنها تجد منهم نصراء متحمسين. أوليس أي نظام أفضل من الاستبداد التركي؟ لتكن إذن الحكومة الجديدة عادلة، حازمة، وطنية كما كانت حكومة الشيخ همام العربي في الصعيد؟ (وقد حدثتك عن تاريخه)، ولتثق عند ذلك بأنها ستحترم وتطاع وتحب. (2)
كيف يدافع المصريون عن استقلالهم؟ ماذا يصنعون لو اعتدت عليه دولة أوروبية؟ لا تتوقع حدوث شيء من هذا إلا بعد زمن طويل، وعند ذلك يكون قد تم تنظيم الجيش الوطني وجعله بحيث يستطيع رد الاعتداء. أما إذا كان الاعتداء من جانب الترك أو المماليك؛ فإنا نعتقد أن الدول الأوروبية تحظر عليهم مس استقلال مصر. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المصريين يمكنهم أن يستخدموا جيشا أجنبيا من 12000 إلى 15000 جندي وينفقوا عليه. ويكفي هذا الجيش لصد الترك عند حد الصحراء، ولسحق المماليك في مصر نفسها، ويكون هذا الجيش الأجنبي أيضا نواة الجيش الوطني. هذا ولما نعلمه من تأثير الذهب في العثمانيين، وأنهم يعملون أي عمل للحصول عليه، فإننا نستطيع ردهم عن مصر ببذله لهم. وكان المماليك يستخدمون المال كلما رأوا سحب السياسة تتلبد في القسطنطينية، وتنذرهم بشر مستطير.
وينبغي ألا يفوتنا أن نذكر أن المصريين منقسمون بين عدة طوايف، وأن هذا الانقسام يتيح الوسايل لدفع هذه الطوايف بعضها ببعض فتتكافأ بذلك قواها. وللوفد المصري صلات بهذه الطوايف على اختلافها، ولا ينحاز لواحدة منها دون الأخرى. وهذه الصلات مستورة وستظل مستورة تماما عن الحكومة التركية في مصر، ولا بد من هذه الحيطة إزاء حكم مستبد يأخذ الناس بالشبهات. ولو عرف الترك حقيقة الأمر لما ترددوا في الفتك بإخوان الاستقلال عن آخرهم. والذين هجروا مصر مع الجيش الفرنسي من هؤلاء الإخوان قد تحدوا غضب الترك (وأمنوه)، ولكن إخواننا في مصر حالهم غير هذه. هم تحت السيف والعصا، فليس أمامهم إلا المواربة والظهور بمظهر عبيد السلطان والمخلصين.
8
سيبذل المصريون عامة ووفدهم لدى الحكومات الأوروبية (خاصة) كل ما يستطيعون من جهد لتخليص أنفسهم بشكل ما من النير الذي يثقل حمله على بلادهم التعسة. ولكن إذا خاب سعيهم وشاء القدر أن يملك الترك هذه الأقاليم الجميلة الشهيرة وعرضها بذلك لتجدد الإغارات عليها، وجاءت معاهدات الصلح العام بين الدول على عكس ما يشتهون، فأقل ما يرجوه المهاجرون المصريون من الدول المتعاهدة أن تدبر لهم ضمانا يقيهم على الأقل، إذا عادوا لوطنهم، شر انتقام الترك منهم.
9
هذا ولو أن الوفد المصري لدى الحكومات لن يعمل إلا في تحقيق مشروع سياسي فيه نفع جميع الحكومات بما فيها الحكومة التركية (وليس تضميننا الحكومة التركية على غرابته من شطط القول، فإنا يمكننا البرهنة على صحته)، فقد تعرض أحوال لا بد فيها من المحافظة على سر المفاوضة. لذلك فإنا نرفق بهذا «شفرا» يستعمل في مراسلاتنا عند الحاجة إليه.
10
ويرى الوفد المصري حرصا على تحقيق ما يصبو له من إبلاغ المفاوضة غايتها لزوم كتمان أمر ما، فاتحناكم فيه من ممهدات لها وما قد تبلغونه للورد النبيل عن فرنسا وعن أي امرئ في مقدوره عرقلتها. وذلك أن خطة الوفد أن يسعى في أوروبا كي تكون فرنسا البادية بعرض المقترحات الأولى (الخاصة بالاستقلال) على إنجلترا. وتكون إنجلترا عنديذ قد اقتنعت (وهذا الاقتناع ثمرة أحاديثنا معكم وسعي اللورد) بما في ذلك الاستقلال المقترح من مزايا سياسية فتؤيده. وبهذه الطريقة لا يتعرض الوفد المصري؛ لأن يرى الحكومة الإنجليزية ترفض المشروع تحت باعث من نفور الأمتين إحداهما من الأخرى، أو حذر دسيسة من دسايس الجمهورية (الفرنسية).
11
অজানা পৃষ্ঠা