فازدادت دهشتها وقالت: «بسببي أنا؟ لعله لا يريد أن يراني حتى لا يغضب حبيبته؟!»
فقال: «كلا يا سيدتي، إن لقاءك أعز أمنية له ولا شك، ثم هو لم يقابل الفتاة منذ تلقى خطابها الأخير، ولو أنه كان لا يعنيه رضاك، ما أتعب نفسه في محاولته إقناعك بوجهة نظره وببطلان التهم التي وجهتها إلى الفتاة، وقد كان في استطاعته أن يعقد خطبتها رسميا قبل ذاك.»
قالت: «إذن لعله مشغول ببعض القضايا التي لا يمكن تأجيلها؟»
فهز حبيب رأسه أسفا وقال: «ليس هذا أيضا ما يمنعه من الحضور، ولكنه ...» وسكت دون أن يتم عبارته.
فأجفلت وتجلى القلق في وجهها وقالت: «لعله مريض؟»
فقال: «نعم يا سيدتي هو الآن طريح الفراش، ولكن ليطمئن قلبك فلا خطر عليه، وهو عندنا بمنزلنا في حلوان، ووالدتي وشقيقتي تتعهدانه بكل رعاية وعناية.»
فلم تتمالك من النهوض من مقعدها ودقت صدرها بيدها فزعا وجزعا وقالت باكية: «سليم ولدي مريض؟ وا حسرتاه!»
فنهض حبيب، وأمسك بذراعيها داعيا إياها إلى الجلوس قائلا: «لا داعي للجزع يا سيدتي، فهو لا يشكو سوى حمى خفيفة أصابته بسبب كدره وحيرته بينك وبين خطيبته. وقد أفاده الدواء الذي وصفه له الطبيب ولا يلبث أياما حتى يسترد عافيته كاملة.»
فجلست إجابة لطلب حبيب، ولكنها لم تنقطع عن البكاء والنحيب وهي تردد قولها: «سليم مريض؟ آه يا ولدي العزيز!»
وأخيرا نهضت فجأة وهي تقول: «هلم بنا إلى القاهرة، لا تؤاخذني يا عزيزي حبيب فأنت بمنزلة ولدي ، ولا بد لي من السفر.»
অজানা পৃষ্ঠা