ডক্টর জেকিল এবং মিস্টার হাইড
الدكتور جيكل والسيد هايد
জনগুলি
قال أترسون: «أشكرك يا بول على وقتك.» وتساءل ترى ما رأي بول في مستر هايد بحق؟ كان الخادم شديد الأدب على الدوام، وبالطبع ما كان لينطق بالسوء أبدا عن الدكتور جيكل. كان أترسون يعرف أن بول شديد الولاء لسيده، بل في الحقيقة كان كل الخدام شديدي الولاء له، فكل من التقى بجيكل اعتبره رجلا طيبا ونزيها. قال أترسون لبول: «من فضلك أخبر دكتور جيكل أنني عرجت عليه.»
أجاب بول: «بالطبع يا سيدي.» ثم قاد الخادم مستر أترسون إلى الباب الأمامي.
كانت ثمة ريح باردة، لذا ثبت أترسون قبعته بإحدى يديه فيما كان سائرا في الشارع. وكان غارقا في التفكير؛ لقد كان المحامي يألف أعضاء المجتمع غير المرغوب فيهم لأن كثيرين منهم كانوا موكليه. وكان على دراية بالجرائم التي تحدث في المدينة والمجرمين الذين ارتكبوها، غير أنه كان حريصا كل الحرص على ألا يدعهم يدخلون إلى حياته. فالعمل بالنسبة له هو مجرد عمل، ولم يتركه يؤثر في حياته الشخصية. ولم يتخيل قط أنه يمكن أن يحضر أحد المجرمين إلى منزله. لذا احتار بشدة في السبب الذي دفع جيكل بأن يحضر رجلا خطيرا إلى منزله. هل من الممكن ألا يكون صديقه جيكل قد علم بأمر حادثة هايد عندما دهس الطفلة الصغيرة؟ وهل من الممكن ألا يكون جيكل قد أدرك الخطر الذي هو فيه؟ للأسف، كان أترسون يدري أن هذا غير حقيقي، فقد عرف في أعماقه أن جيكل على دراية جيدة بأنشطة هايد غير الشرعية.
تملك القلق فعليا من المحامي بشأن صديقه القديم وعلاقته بالسيد هايد. لا بد أن شبح إحدى الخطايا القديمة هو الذي يسجن جيكل. فأي سبب آخر يمكن أن يدفعه إلى التعامل مع أشخاص على شاكلة مستر هايد؟ كانت عائلة جيكل بالغة الثراء، ولطالما عاش حياة ترف على الرغم من دراسته وتجاربه، ودافعه الوحيد للعمل هو أنه يستمتع بالعلم. وأخذ أترسون يفكر في فترة شبابه؛ ترى هل كان فيها أي شيء شاء أن يتكتمه؟ ولم يستطع أن يجد أي شيء من شأنه أن يلحق به هذا الخزي أو الشعور بالذنب. وساور أترسون القلق أيضا من أنه إذا علم هايد بأمر وصية جيكل - أنه من المزمع أن يرث كل الثروة الهائلة التي يملكها الطبيب - فلعله يفعل شيئا ما كي يعجل من هذا الأمر. هز أترسون رأسه وقال في نفسه: «ليت جيكل يدعني أساعده.» يا له من لغز يصعب حله!
الفصل السادس
دكتور جيكل خالي البال
بعد مرور أسبوعين أقام دكتور جيكل حفل عشاء لمجموعة صغيرة من الأصدقاء القدامى والأعزاء. كان مستر أترسون من بين المدعوين بالطبع، وكان ضيفا محبوبا على أي حفل عشاء، وكان موضع ترحيب على نحو خاص في نهاية الأمسية؛ فقد كان يستمتع الضيوف بمزاحه اللاذع وحصافته. كان المحامي يوفر للحاضرين استراحة هادئة بعد حفل عشاء مليء بالأحاديث، وفي هذه الليلة بالأخص حرص أترسون على أن يمكث ريثما يرحل الجميع، لذا وقف بجوار المدفأة إلى أن غادر كل الحضور.
جلس دكتور جيكل على مقعد مقابل أترسون. وقد كان رجلا في الخمسين من عمره ضخم البنية يتمتع بوافر الصحة وبوجه عذب. وقد اعتاد أن يدير الحوارات والمناقشات بطريقة مثيرة. غير أنه في الآونة الأخيرة آثر أن ينصت إلى الآخرين في هدوء. وطيلة العام السابق أو نحو ذلك، ازداد جيكل جفاء؛ إذ صار أكثر فتورا وانعزالا. ظن البعض أنه بدا أكثر نزوعا إلى إدانة الآخرين، وانتقدوه كلما غاب عن إحدى المناسبات الاجتماعية أو حفلات العشاء. وعليه ازداد جيكل انعزالا. وعادة ما علق أصدقاؤه على أنهم نادرا ما يرونه. في وقت من الأوقات كانوا يرونه مرة كل أسبوع، لكن الآن عادة ما تمر الشهور العديدة دون أن يرى. غير أنه في تلك الليلة بدا جيكل كسابق عهده؛ إذ ارتسمت على شفتيه ابتسامته العذبة فيما كان يتحدث إلى أترسون. جلسا يحتسيان الشاي إلى جانب المدفأة.
استهل أترسون الحديث قائلا: «كنت أرغب في التحدث إليك يا جيكل بشأن الوصية.»
أجاب جيكل: «عزيزي أترسون المسكين، لم أر قط شخصا منزعجا قدر انزعاجك عندما رأيت هذه الوصية، خلا صديقنا العزيز لانيون عندما اعترض على نظرياتي المبنية على أسس غير علمية. ولا أود أن أقول لك ما نعت به نظرياتي غير العلمية. إنه زميل رائع، لكنني لم يخب أملي في أي إنسان أكثر مما خاب أملي فيه.»
অজানা পৃষ্ঠা