وكان الطائر ما فتئ ينصح بقوله: الآن، وفي هذا المكان أيها القوم.
واستطردت قائلة: إنك لا تستطيع أن تكون هنا وفي هذه الآونة إلا أن تخلصت من هذه الأفاعي، قص علي قصتها.
وكادت عيناه أن تدمعا وهو يقول: لا أريد، لا أريد.
فأضافت ماري ساروجيني قولها جادة: إذن لن تتخلص منها أبدا. وستظل تزحف داخل رأسك دائما. وأنت تستحق هذا الجزاء.
وحاول أن يتحكم في رعشته، ولكن جسمه لم يعد ملكا له. وكأن شخصا آخر كان صاحب الأمر، وقد عقد العزم على إذلاله بنية سيئة بغية إيقاع الأذى به.
وقالت ماري ساروجيني: تذكر ما حدث لك وأنت طفل صغير. ماذا صنعت أمك عندما ألحقت بنفسك أذى؟
وكانت أمه عند ذاك قد احتضنته وقالت له: ولدي العزيز، طفلي العزيز.
وفي نغمة تنم عن الدهشة والذهول قالت ماري: هل فعلت ذلك؟! يا للفظاعة! إنها بذلك تضاعف الإيذاء. وكررت القول في شيء من السخرية: ولدي العزيز، لست أحب إلا أن الإيذاء قد لازمك ساعات متواصلات، وأنك لن تنساه.
ولم يعلق على ذلك ويل فارنبي بشيء، بل استلقى مكانه في صمت، وهو يرتعد في رجفة لا يستطيع كبتها. - إذا أنت لم تفعل، فلا بد لي من أن أفعل ذلك أنا بنفسي. اسمع يا ويل: كانت هناك أفعى كبيرة لونها أخضر. كدت أن تدوسها، فأصابتك بذعر أفقدك توازنك فسقطت، والآن قل هذا الكلام بنفسك؛ هيا.
وفي صوت خافت طائع قال: كدت أن أدوسها، ثم ... ولم يستطع أن يكمل العبارة. وأخيرا استطاع أن يخرج من بين شفتيه قوله: «ثم سقطت»، بصوت يكاد لا يسمع.
অজানা পৃষ্ঠা