115

2

وأضاف الدكتور روبرت: إنها ليست مشكلة في بالا وحدها، إنها المشكلة التي لا بد أن تجد لها كل البلاد النامية حلا بطريقة ما.

قال ويل: والحل هو هو بعينه دائما. حيثما ذهبت - وقد طفت في كل مكان تقريبا - وجدتهم يختارون ركوب العجلات بكل قلوبهم.

ووافقه فيجايا قائلا: بغير استثناء. يحبون ركوب العجلات من أجل العجلات في حد ذاتها. لا يعبئون البتة بكل ما يتعلق باستكمال أنفسهم أو بتثقيفهم أو تحررهم، ودعك من الصحة العامة أو السعادة.

قال الدكتور روبرت: في حين أننا قد اخترنا أن نكيف الاقتصاد والتكنولوجيا عندنا بما يناسب البشر؛ ولم نكيف البشر ليتقبلوا تكنولوجيا غيرهم واقتصادهم. إننا نستورد ما لا نستطيع أن نصنعه، ولكنا لا نصنع ولا نستورد إلا ما في وسعنا. وما بوسعنا لا يحدده فقط ما لدينا من الجنيهات والماركات والدولارات، وإنما يحدده كذلك وفي المقام الأول - وأؤكد ما في المقام الأول - رغبتنا في أن نكون سعداء وطموحنا إلى أن نكون إنسانيين بكل ما تعنيه الكلمة. والعجلات - كما قررنا بعدما بحثنا الأمر بكل دقة - من الأشياء العديدة التي ليست في وسعنا. وذلك أمر سوف يتعلمه موروجان بعد مشقة لأنه لم يتعلمه - ولا يريد أن يتعلمه - بيسر وسهولة.

وسأل ويل: وما هي الطريقة السهلة الميسرة للتعلم؟ - التربية وكشف الحقيقة. وموروجان لم ينل هذه ولا تلك. بل قل إنه نال نقيضيهما؛ سوء التربية في أوروبا؛ مربية سويسرية، ومعلمون إنجليز، والصور المتحركة الأمريكية، والإعلانات العامة؛ وقد كانت روحانية أمه من النوع الذي أخفى عنه الحقيقة، ولا عجب بعد ذلك إذا كان قد شغف بالعجلات البخارية. - ولكني علمت أن رعاياه لا يشغفون بها. - وكيف يشغفون؟ وقد تعلموا منذ نعومة أظفارهم أن يكونوا على وعي تام بالعالم، وأن يستمتعوا بهذا الوعي. وفوق ذلك رأوا العالم كما رأوا أنفسهم وغيرهم من الناس كما أضاءتهم وأظهرتهم كاشفات الحقيقة، مما ساعدهم بطبيعة الحال على أن يشتد وعيهم وأن تكون متعتهم قائمة على أساس من الإدراك، حتى لقد بدت لهم الأشياء العادية، والأحداث التافهة كالجواهر والمعجزات، نعم كالجواهر والمعجزات. وقد كرر العبارة للتأكيد ثم أضاف: وإذن لم تكن بنا حاجة إلى اللجوء إلى العجلات أو الويسكي أو التليفزيون أو بيلي جراهام أو أي شيء مما تستخدمونه ليصرف أذهانكم ويعوضكم.

واستشهد ويل بهذه العبارة: لا يغني فعلا إلا كل شيء. ثم قال: أنا أدرك الآن ما تحدث به راجا العجوز، إنك لن تكون اقتصاديا إلا إن كنت من علماء النفس الممتازين، ولن تكون مهندسا ممتازا إلا إن كنت من النوع الصحيح من الميتافيزيقيين.

قال الدكتور روبرت: ولا تنس العلوم الأخرى جميعا؛ علم العقاقير، علم الاجتماع، علم وظائف الأعضاء. ولست بحاجة إلى ذكر علم الإنسان بنفسه نظريا وتطبيقيا، ونيوروثيولوجيا، وما وراء الكيمياء، والتصوف، والعلم الغائي. قال ذلك مشيحا بوجهه كي يكون أكثر وحدة وهو يفكر في لاكشمي وهي في المستشفى، وأضاف: والعلم الذي سوف نمتحن فيه إن عاجلا أو آجلا؛ أقصد الثانتولوجيا (علم الموت). وصمت برهة ثم قال بنغمة أخرى: والآن دعنا نذهب لنغتسل. وفتح الباب الأزرق، وتقدمهم نحو حجرة الغيار وبها صف من الأدشاش وأحواض الغسيل في جانب، وفي الجانب الآخر صفوف من الصناديق المقفلة ودولاب كبير لتعليق الملابس.

واتخذ ويل له مقعدا، وبينما كان رفيقاه يغتسلان في الأحواض واصل حديثه معهما.

سأل: هل يجوز لأجنبي ممن ساءت تربيتهم أن يجرب قرصا من أقراص الحق والجمال؟

অজানা পৃষ্ঠা