يا كعبة الؤدد ... حتى على المال لا تشفق
فمثلك الندب ... يسابق الجلة فيسبق
يا أيها الحائم ... هل لك في عذب ملء الدلا
يمم بني القاسم ... وأقصد من الغرب إلى سلا
واستمط رواسم ... تخال بالركب وسط الفلا
سفائنا تجهد ... في أبحر الآل ما تغرق
يستبشر الركب ... وتشتكي الرحلة ألاينق
أدعوه بالقاضي ... وأمره يقضي علي لي
أنا به راض ... لأنه يرضي لأملي
قل غير معتاض ... بمن على الأرض منه قل:
أما ترى أحمد ... في مجده العالي لا يلحق
أطلعه الغرب ... فأرنا مثله يا مشرق
كيف السبيل إلى ... صبري وفي العالم أشجان
والركب وسط الفلا ... بالخرد النواعم قد بانوا
أقلبن يوم الحمى ... في سندسيات الحلل
بيض كمثل الدمى ... سود الفروع والمقل
فيا معنى بما ... لو ناله نال الأمل
دون ذوات الحلي ... تصان بالصوارم حرمان
أبغ النجاة ولا ... يغررك بالضراغم غزلان
لم يدر شيئا سوى ... تعذيبه لصبه
وما شكوت الهوى ... إليه خوف عتبه
وكنت قبل النوى ... مكتتما لحبه
فعندما رحلا ... فاضت بدمع ساجم أجفان
أطلعن مني على ... سري وهل للهائم كتمان
أهدى إليّ السرور ... بحر يفيض بالمنن
أن حاربتني الدهور ... فهو حسامي والمجن
فقل لكل فخور ... مثل أبي يعقوب كن
ذاك الذي كملا ... وفي جميع العالم نقصان
وطالما عدلا ... وللزمان الظالم عدوان
ذو سؤدد لا ينال ... لو تبعته الأنجم
إذا ذكرت النزال ... فهو الجريء المقدم
وأن طلبت النوال ... فهو الجواد المنعم
تالله مذ بذلا ... ما قام للغمائم ميزان
أضرب به المثلا ... فأن جود حاتم بهتان
ومزمع للسفر ... لم يرض غيري مستشار
فقال تدري سفري ... هم على البحر بحار
فقلت سر الخبر ... عندي فخذه باختصار
أن جئت أرض سلا ... تلقاك بالمكارم فتيان
هم سطور العلا ... ويوسف ابن القاسم عنوان
إلى متى ... بوصلنا تبخل ولا تلين
ولا تفي ... فيشمت العذل بالعاشقين
أنت القمر ... يجلو الدجى نوره
تحت الشعر ... يرف ديجوره
إذا خطر ... ناداه مهجوره
يا من عتا ... طوبى لمن قبل ذاك الجبين
ويشتفي ... من ريقك السلسل قبل المنون
أين الأمل ... من وجنة تكسى
ورد الخجل ... وأكتسي الورسا
أرى المقل ... تلحظني خلسا يا ويلتا ... أن أقصد المقتل سهم الجفون من أهيف ... ولي وقد جندل ألفي طعين أين تريد ... يا ذا الوزارتين يا من وجود ... خله في هذين ولا مزيد ... عليك في شيئين أن تنعتا ... فأنت في الجحفل ليث العرين والمعتفى ... من وجودك الأعزل على يقين معنى الزمن ... ومنتهى سعده أبو الحسن ... إذ كان من قصده على سنن ... من جعفر جده فأن أتى ... ومجده الأول في الغابرين فأن في ... بقية المنهل ماء معين أغرى السهد ... بالأعين الدعج بدر البلد ... وضيغم السرج قلت وقد ... مر على النهج قل يا فتى ... من ذا الذي أقبل أم من يكون المصحفي ... فما رأت أجمل منه العيون ما للفؤاد ماله ... لم يثنه هول الصدود عن رشأ أحور ... لما رأى ذل العميد تاه وأستكبر أساء بي صنيعا ... وما عرفت ذنبي ولم أجد شفيعا إليه غير حبي يا شادنا مريعا ... أحلل كناس قلبي فأن تكن مطيعا مستأنسا بقربي فالموت لا محالة ... يعذب لي عند الورود وهو بي أجدر ... لا سيما الحسود فيه تبصر هيهات تستمال ... أو يعتدى عليها ودونها نصال من سحر مقلتيها وقد مشى الجمال ... حتى انتهى إليهما وصفت الحجال منها بما لديها ونمت الغلاله ... بفالك من النهود فلن يستتر ... إذا أنثني غصن البرود في نقا المئزر لله أي دنيا بقرب من أحب ... كمثل عهد يحيى والمنوال سحب يسقي العفاة سقيا فما يخاف جدب ... الأروع المحيا يلقاك منه ندب كالطود في جلاله ... كالبحر في إشراق جود كالمحيا منظر ... كالروض يهدي من بعيد نشره الأعطر يا أيها السري ... من أشرف القضاة قد خصك العلي بالحلم والأناة فلم يمت علي ... وأنت في الحياة فجدك. . . مقابل العداة ينمي إلى سلاله ... قد ورثوا عن الجدود شرف المفخر ... هم الدراري في الصعود بل هم أفخر وظبية تهاب ... ضراغم العرين وحولها الشباب والشيب في كمين إذا دعت تجاب ... من شدة ولين فقلت حين غابوا عنها وخلفوني نحميك يا غزالة ... بصارمي من الأسود تبقى تعذر ... إذا بدا عجز الجنود وخده أسمر قد دعوتك بالأشجان ... فكن مجيب وانتزحت عن الأوطان ... ويح الغريب وما حدث من سلوان ... على الكئيب
فواحربي قلب الشجي ... منه بري لا أنقض العهدا أني وفي سهام البين يا عمر ... أقصدن عبدك فقل لي كيف أصبر ... والقلب عندك أما لو ساق القدر ... ما ساق بعدك فيا قصي أنا الرّمي ... ولا قسّى للبين أن جدا إلا المطي إن جاد القطر في رسم ... أخلاف عهده رماه جائر الحكم ... من بعد شده يسقي وابل الوسمي ... ديار رفده ثم الولي فلي ولي بها صفي ... أهدي إليّ الوجدا وهو خلي لست أنفك عن ذكر ... ذا الزمان إذ لي في الوجه والثغر ... معللان أجيل الطرف في بدر ... وأقحوان فذا حلي وذا جني ... والريق ريّ لكن حمى الوردا طرف أبي رب مدنفة عشقا ... إليه حنت أكنّت الشوق ولا رفقا ... لما أكنت لو لم تلق الذي تلقى ... لما تغنت عذري جلي وبي رشي ... هاب الكمي=من لحظه حدا والمشرفي ما الشوق إلا زناد ... يوري بقلبي كل حين نيرانا ومن بلي بالفراق ... يبت به ليل السليم حيرانا يا ليت شعري هل ... تنوي وقد ولّت إياب أيام حبي الأول ... إذ ملبسي ثوب الشباب مطرزا بالعذل ... وإذ أقول للصحاب: سيروا كسير الجياد ... وبادروا للمجون فرسانا ومن أراد السباق ... إلى كناس وريم فالآنا قل أية سلكا ... عهد الشباب المستحيل أضل أم هلكا ... أم لا إليه من سبيل لا تلحني في البكا ... أن أخذت مني الشمول وجدي على الوجد زاد ... ذكرت والذكرى شجون أخوانا ذوي حواش رقاق ... عاطيتهم بنت الكروم أزمانا وليلة بالخليج ... والبدر قد ألقى شعاع عليه ضوء بهيج ... وفلكنا تجري سراع أحسن بها من سروج ... نركبها على اندفاع بحر إذا مدّ كاد ... من كثرة الفيض يكون طوفانا أحشاؤه في اصطفاق ... أن جردت خيل النسيم فرسانا دنيا تجلت عروس ... على بساط السندس فأشرب وهات الكؤوس ... فهي حياة الأنفس وأن أتيت الغروس ... فأعدل إليها وأجلس حيث الرياض نجاد ... لصارم راق العيون عريانا وللكمام انشقاق ... عن زاهرات كالنجوم ألوانا وصاحب صلحا ... للأنس محمود الخلال تلقاه مصطحبا ... بين المياه والظلال وأن عذول لحا ... في القهوة الصهباء قال: سكره على شاطئ واد ... قد عانقت فيه الغصون أغصانا تعدل ملك العراق ... عندي فساعد يا نديم ندمانا
إذا طلعت أنجم أزهار ... فحي على حانة خمار وسر بي إلى روض ربعيّ ... سقاه ولي بعد وسمي وألبسته من كل موشيّ ... وبثت به خضر زرابي . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . سباني بسحر الأعين النجل ... غزال يشوب الهجر بالوصل تكنفني فيه أولو العذل ... رويدكم فالعذل لا يسلي خلعت لكم حبي وأعذاري ... أنا سابق والحب مضماري أبى القلب أن يسلو عن ذكر ... ندامى كمثل الأنجم الزهر عليهم أكاليل من الزهر ... قطعت بهم والدهر لا يدري أصائل سرّت بعد أسحار ... كأن مدامنا من جلنار أبا القاسم أفديك من ندب ... أنامله أندى من السحب على معتفيه وعلى الصحب ... وتالله لا أخشى من الجدب ولا زمن أنكد من جار ... وأنت عليه خير أنصاري وخود عرب شفها البعد ... وعاد إليها ألفها بعد فعاد الهنا وأستحكم الود ... تقول وقد ساعدها السعد دنت دار من أهواه من داري ... وزار وما كان بزوار أحلى من الأمن ... يرتاب في قربي ويفرق في وجهه سنّه ... يشجي بها العذل ويشرق الله ما أقرب ... على محبيه وأبعدا حلو اللمى أشنب ... آسى الضنى فيه وأسعدا أحبب به أحبب ... ويا تجنيه طال المدى أما ترى حزني ... نارا على قلبي تحرق حبي له جنة ... يا ماء يا ظل يارونق أعاذك الله من كل ... ما ألقى وقد فعل بي منك تياه ... يلتذ أن أشقى ولا أمل ألهو بذكراه ... من حيث لا أبقى ولا عدل أعيا على ظني ... ملآن من عجب معوق سطا فلا جُنّة ... تقي ولا نصل يطبق يا زينة الدنيا ... من كل ما استهواك أو وقّرك إيماء ذي تقيا ... يخاف لو سماك لشهرك من أعجب الأسيا ... في الحب أن يهواك من لم يرك فأن يُسَل يكني ... وحاله ينبي فيصدق بأنك الظنة ... يومي بك الحفل أو ينطق لا تنخدع عني ... فأنه الصبر (أو الردى) وثق فأني أكني ... أن رابني الدهر وفندا وأخجلني مني ... حتى م (أغتر) ولا جدا ما لي وللحسن ... عهد من الحب لا يخلق أن قلت بي جِنّة ... فأين ما أقلو وأفرق ألقاك عن عذري ... فلا أنا جيكا إلا اشتياق والله ما أدري ... قد التوى فيكا أمري وضاق أشدو وما عذري ... إلا أقاضيكا إلى العناق يا رب ما أصبرني ... نرى حبيب قلبي ونعشقو لو كان يكن سنّه ... فيمن لقي خلّو يعنقو
أبو بكر محمد ابن الأبيض رحمه الله تعالى أي سحر ظهر مبهر، بحث عن المعنى الرائق واستقصى، وملك الحسن الأحمر ورمى الغرض الأقصى، صقل ألفاظه وجلا، وهو في التوشيح ابن جلا، فقلد الزمان حليه، وأمطر بروض الإحسان وسميه ووليه، فأخترع وولد، وأشتمل بالسحر وتقلد، ونظم شعره وتوشيحه في قالب الإعجاز، متصرفا فيه بالحقيقة والمجاز، وله في هزل الكلام العامي نظم حسن أقسامه، وتقلد فيه من الغريب حسامه، وهاك من رائق توشيحه ما يكسبك ارتياحا، ويدير عليك من القبول راحا، فمن ذلك قوله: مهجتي عند أعز ... . . . الموت أيام خالعا في الحب قيدي ... ما ألذ العيش لو دام جنة المشتاق هل لي ... غير أن أشقى وتنعم قلما يرتاب مثلي ... أن يرى شيئا فيحرم أيها المغري بقتلي ... ميتتي بالسيف أكرم وجراح الحب وخز ... وجراح الحب آلام أهلكت حزمي وأيدي ... فبنات الحب أيتام كيف لا تحسن دنيا ... سن فيها العدل سير ملك طلق المحيا ... كله بشر ونور قد أقرت كل عليا ... أنه العلق الخطير فإذا ما الحرب تنزو ... بالقنا بأسا وأقدام عف عن طعن الوريد ... ومشى بالرمح قدام لك بالعلياء وسم ... عندما يحمي الوطيس وشراب القوم سم ... أترعت فيه الكؤوس بأبي يوم أحم ... بذلت فيه النفوس وكلام الحرب رمز ... أفهمت من بعد أعجام قابلت كدا بكد ... فقرعت إلهام بالهام أيها الملك السعيد ... بأبي يوم الرهان فأقتنص فيها تصيد ... شاعرا حلو المعاني يقتني السهم السديد ... بملمات الزمان أنا للأيام كنز ... لا يخاف الدهر أعوام فأغتنم بالجاه صيدي ... أن للأحرار أسهام لم يخب عن السداد ... من أبو يحيى وزيره أي رأي في الجهاد ... وأناسا تستشيره . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . مع ولي اله نغزو ... غزوة بمصر والشام نهزم الجيش العبيدي ... ونرد الشيعة إسلام في مقلة الغزال ... الأحور دمع كاذب كأن ماء قلبي ... يعصر عنها ذائب للشوق في ضلوعي نار ... من الولوع شرارها دموعي فبات في جفوني ... يسهر وقد ثاقب أرد الظلام حتى ... أسفر منه الجانب حنت إلى المزاح نورية ... السراج تلتاح في الزجاج كأنما العقيق ... الحمر فيها ذائب عليه من نفيس الجوهر ... سمط لاعب يا جامع العنان ... شرف ولو مكاني حملا على الزمان فوجهك الأنيق ... المنظر حسب الطالب وذكرك الرفيع الأعطر ... زاد الراكب
أرى المقل ... تلحظني خلسا يا ويلتا ... أن أقصد المقتل سهم الجفون من أهيف ... ولي وقد جندل ألفي طعين أين تريد ... يا ذا الوزارتين يا من وجود ... خله في هذين ولا مزيد ... عليك في شيئين أن تنعتا ... فأنت في الجحفل ليث العرين والمعتفى ... من وجودك الأعزل على يقين معنى الزمن ... ومنتهى سعده أبو الحسن ... إذ كان من قصده على سنن ... من جعفر جده فأن أتى ... ومجده الأول في الغابرين فأن في ... بقية المنهل ماء معين أغرى السهد ... بالأعين الدعج بدر البلد ... وضيغم السرج قلت وقد ... مر على النهج قل يا فتى ... من ذا الذي أقبل أم من يكون المصحفي ... فما رأت أجمل منه العيون ما للفؤاد ماله ... لم يثنه هول الصدود عن رشأ أحور ... لما رأى ذل العميد تاه وأستكبر أساء بي صنيعا ... وما عرفت ذنبي ولم أجد شفيعا إليه غير حبي يا شادنا مريعا ... أحلل كناس قلبي فأن تكن مطيعا مستأنسا بقربي فالموت لا محالة ... يعذب لي عند الورود وهو بي أجدر ... لا سيما الحسود فيه تبصر هيهات تستمال ... أو يعتدى عليها ودونها نصال من سحر مقلتيها وقد مشى الجمال ... حتى انتهى إليهما وصفت الحجال منها بما لديها ونمت الغلاله ... بفالك من النهود فلن يستتر ... إذا أنثني غصن البرود في نقا المئزر لله أي دنيا بقرب من أحب ... كمثل عهد يحيى والمنوال سحب يسقي العفاة سقيا فما يخاف جدب ... الأروع المحيا يلقاك منه ندب كالطود في جلاله ... كالبحر في إشراق جود كالمحيا منظر ... كالروض يهدي من بعيد نشره الأعطر يا أيها السري ... من أشرف القضاة قد خصك العلي بالحلم والأناة فلم يمت علي ... وأنت في الحياة فجدك. . . مقابل العداة ينمي إلى سلاله ... قد ورثوا عن الجدود شرف المفخر ... هم الدراري في الصعود بل هم أفخر وظبية تهاب ... ضراغم العرين وحولها الشباب والشيب في كمين إذا دعت تجاب ... من شدة ولين فقلت حين غابوا عنها وخلفوني نحميك يا غزالة ... بصارمي من الأسود تبقى تعذر ... إذا بدا عجز الجنود وخده أسمر قد دعوتك بالأشجان ... فكن مجيب وانتزحت عن الأوطان ... ويح الغريب وما حدث من سلوان ... على الكئيب
فواحربي قلب الشجي ... منه بري لا أنقض العهدا أني وفي سهام البين يا عمر ... أقصدن عبدك فقل لي كيف أصبر ... والقلب عندك أما لو ساق القدر ... ما ساق بعدك فيا قصي أنا الرّمي ... ولا قسّى للبين أن جدا إلا المطي إن جاد القطر في رسم ... أخلاف عهده رماه جائر الحكم ... من بعد شده يسقي وابل الوسمي ... ديار رفده ثم الولي فلي ولي بها صفي ... أهدي إليّ الوجدا وهو خلي لست أنفك عن ذكر ... ذا الزمان إذ لي في الوجه والثغر ... معللان أجيل الطرف في بدر ... وأقحوان فذا حلي وذا جني ... والريق ريّ لكن حمى الوردا طرف أبي رب مدنفة عشقا ... إليه حنت أكنّت الشوق ولا رفقا ... لما أكنت لو لم تلق الذي تلقى ... لما تغنت عذري جلي وبي رشي ... هاب الكمي=من لحظه حدا والمشرفي ما الشوق إلا زناد ... يوري بقلبي كل حين نيرانا ومن بلي بالفراق ... يبت به ليل السليم حيرانا يا ليت شعري هل ... تنوي وقد ولّت إياب أيام حبي الأول ... إذ ملبسي ثوب الشباب مطرزا بالعذل ... وإذ أقول للصحاب: سيروا كسير الجياد ... وبادروا للمجون فرسانا ومن أراد السباق ... إلى كناس وريم فالآنا قل أية سلكا ... عهد الشباب المستحيل أضل أم هلكا ... أم لا إليه من سبيل لا تلحني في البكا ... أن أخذت مني الشمول وجدي على الوجد زاد ... ذكرت والذكرى شجون أخوانا ذوي حواش رقاق ... عاطيتهم بنت الكروم أزمانا وليلة بالخليج ... والبدر قد ألقى شعاع عليه ضوء بهيج ... وفلكنا تجري سراع أحسن بها من سروج ... نركبها على اندفاع بحر إذا مدّ كاد ... من كثرة الفيض يكون طوفانا أحشاؤه في اصطفاق ... أن جردت خيل النسيم فرسانا دنيا تجلت عروس ... على بساط السندس فأشرب وهات الكؤوس ... فهي حياة الأنفس وأن أتيت الغروس ... فأعدل إليها وأجلس حيث الرياض نجاد ... لصارم راق العيون عريانا وللكمام انشقاق ... عن زاهرات كالنجوم ألوانا وصاحب صلحا ... للأنس محمود الخلال تلقاه مصطحبا ... بين المياه والظلال وأن عذول لحا ... في القهوة الصهباء قال: سكره على شاطئ واد ... قد عانقت فيه الغصون أغصانا تعدل ملك العراق ... عندي فساعد يا نديم ندمانا
إذا طلعت أنجم أزهار ... فحي على حانة خمار وسر بي إلى روض ربعيّ ... سقاه ولي بعد وسمي وألبسته من كل موشيّ ... وبثت به خضر زرابي . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . سباني بسحر الأعين النجل ... غزال يشوب الهجر بالوصل تكنفني فيه أولو العذل ... رويدكم فالعذل لا يسلي خلعت لكم حبي وأعذاري ... أنا سابق والحب مضماري أبى القلب أن يسلو عن ذكر ... ندامى كمثل الأنجم الزهر عليهم أكاليل من الزهر ... قطعت بهم والدهر لا يدري أصائل سرّت بعد أسحار ... كأن مدامنا من جلنار أبا القاسم أفديك من ندب ... أنامله أندى من السحب على معتفيه وعلى الصحب ... وتالله لا أخشى من الجدب ولا زمن أنكد من جار ... وأنت عليه خير أنصاري وخود عرب شفها البعد ... وعاد إليها ألفها بعد فعاد الهنا وأستحكم الود ... تقول وقد ساعدها السعد دنت دار من أهواه من داري ... وزار وما كان بزوار أحلى من الأمن ... يرتاب في قربي ويفرق في وجهه سنّه ... يشجي بها العذل ويشرق الله ما أقرب ... على محبيه وأبعدا حلو اللمى أشنب ... آسى الضنى فيه وأسعدا أحبب به أحبب ... ويا تجنيه طال المدى أما ترى حزني ... نارا على قلبي تحرق حبي له جنة ... يا ماء يا ظل يارونق أعاذك الله من كل ... ما ألقى وقد فعل بي منك تياه ... يلتذ أن أشقى ولا أمل ألهو بذكراه ... من حيث لا أبقى ولا عدل أعيا على ظني ... ملآن من عجب معوق سطا فلا جُنّة ... تقي ولا نصل يطبق يا زينة الدنيا ... من كل ما استهواك أو وقّرك إيماء ذي تقيا ... يخاف لو سماك لشهرك من أعجب الأسيا ... في الحب أن يهواك من لم يرك فأن يُسَل يكني ... وحاله ينبي فيصدق بأنك الظنة ... يومي بك الحفل أو ينطق لا تنخدع عني ... فأنه الصبر (أو الردى) وثق فأني أكني ... أن رابني الدهر وفندا وأخجلني مني ... حتى م (أغتر) ولا جدا ما لي وللحسن ... عهد من الحب لا يخلق أن قلت بي جِنّة ... فأين ما أقلو وأفرق ألقاك عن عذري ... فلا أنا جيكا إلا اشتياق والله ما أدري ... قد التوى فيكا أمري وضاق أشدو وما عذري ... إلا أقاضيكا إلى العناق يا رب ما أصبرني ... نرى حبيب قلبي ونعشقو لو كان يكن سنّه ... فيمن لقي خلّو يعنقو
أبو بكر محمد ابن الأبيض رحمه الله تعالى أي سحر ظهر مبهر، بحث عن المعنى الرائق واستقصى، وملك الحسن الأحمر ورمى الغرض الأقصى، صقل ألفاظه وجلا، وهو في التوشيح ابن جلا، فقلد الزمان حليه، وأمطر بروض الإحسان وسميه ووليه، فأخترع وولد، وأشتمل بالسحر وتقلد، ونظم شعره وتوشيحه في قالب الإعجاز، متصرفا فيه بالحقيقة والمجاز، وله في هزل الكلام العامي نظم حسن أقسامه، وتقلد فيه من الغريب حسامه، وهاك من رائق توشيحه ما يكسبك ارتياحا، ويدير عليك من القبول راحا، فمن ذلك قوله: مهجتي عند أعز ... . . . الموت أيام خالعا في الحب قيدي ... ما ألذ العيش لو دام جنة المشتاق هل لي ... غير أن أشقى وتنعم قلما يرتاب مثلي ... أن يرى شيئا فيحرم أيها المغري بقتلي ... ميتتي بالسيف أكرم وجراح الحب وخز ... وجراح الحب آلام أهلكت حزمي وأيدي ... فبنات الحب أيتام كيف لا تحسن دنيا ... سن فيها العدل سير ملك طلق المحيا ... كله بشر ونور قد أقرت كل عليا ... أنه العلق الخطير فإذا ما الحرب تنزو ... بالقنا بأسا وأقدام عف عن طعن الوريد ... ومشى بالرمح قدام لك بالعلياء وسم ... عندما يحمي الوطيس وشراب القوم سم ... أترعت فيه الكؤوس بأبي يوم أحم ... بذلت فيه النفوس وكلام الحرب رمز ... أفهمت من بعد أعجام قابلت كدا بكد ... فقرعت إلهام بالهام أيها الملك السعيد ... بأبي يوم الرهان فأقتنص فيها تصيد ... شاعرا حلو المعاني يقتني السهم السديد ... بملمات الزمان أنا للأيام كنز ... لا يخاف الدهر أعوام فأغتنم بالجاه صيدي ... أن للأحرار أسهام لم يخب عن السداد ... من أبو يحيى وزيره أي رأي في الجهاد ... وأناسا تستشيره . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . مع ولي اله نغزو ... غزوة بمصر والشام نهزم الجيش العبيدي ... ونرد الشيعة إسلام في مقلة الغزال ... الأحور دمع كاذب كأن ماء قلبي ... يعصر عنها ذائب للشوق في ضلوعي نار ... من الولوع شرارها دموعي فبات في جفوني ... يسهر وقد ثاقب أرد الظلام حتى ... أسفر منه الجانب حنت إلى المزاح نورية ... السراج تلتاح في الزجاج كأنما العقيق ... الحمر فيها ذائب عليه من نفيس الجوهر ... سمط لاعب يا جامع العنان ... شرف ولو مكاني حملا على الزمان فوجهك الأنيق ... المنظر حسب الطالب وذكرك الرفيع الأعطر ... زاد الراكب
অজানা পৃষ্ঠা