فإن كتابنا هذا إلى الشيخ الجليل، الأكرم النبيل، ذي الرئاسة والشهامة والنفاسة والفخامة: سعيد بن عمرو بن سعد المهري أسعد الله أوقاته وعمر(1)، وأهدى إليه سلاما زكيا، وإكراما هنيا بكرة وعشيا، وبعد نشر مطارف التحية عليه، وأهدي نجائب البركة والإكرام إليه، فليعلم عافاه الله تعالى أن أولى الناس بالدعا إلى السعادة وأحتهم بالسبق إلى ما فيه نيل الحسنى وزيادة من منحه الله من العقل ما يبلغ به إن شاء الله من ربه غاية مراخيه، ويعتصم به مع التوفيق الإلهي موبقات معاصية، ولما استفاض بالنقل إلينا ممن بعد علينا ما إتصفتم به من الكمال، والتحلي بشرائف الخصال، وتوسمت فيكم المسارعة إلى الخيرات، والإجابة إلى ما يكون سناما للأعمال الصالحات، أحببنا أن نشترك نحن وأنتم في اكتساب أجر فريضة القيام بما أمر الله تعالى به ورسوله -عليه السلام- من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المخوف لما في ذلك من الوجوب الذي لا يتقبل مع إهماله شيء من الأعمال ولا يسلم المخل به من العقاب والنكال، ولما كان من ذلك ما يصلح أن يقوم به كل من قام به لاهتدائه إلى وجوهه ومعرفته بقبحه على مرتكبه، ومنه ما لا يصلح القيام به إلا الأئمة جعل الشارع القيام به إليهم، ووكله إلى أنظارهم الموافقة لأنظاره -صلى الله عليه وآله وسلم- ولم يثبت ذلك [23/ب] إلا لمن خلفه -صلى الله عليه وآله - من عترته وأولاده الذين ورثوا علمه وفقهه وأحكامه، وجعلهم سبحانه الحجة على عباده، وقرناء كتابه وقال تعالى فيهم: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}[الأحزاب:33].
পৃষ্ঠা ৬১