وأما الذين في أبي عريش فحاصروهم وضيقوا عليهم، وقتلوا منهم نفرا، ثم استأمنوا إليهم وقبض سلاحهم وخيلهم، وكانت نحو الخمسين الفرس.
فقسم السيد صلاح رحمه الله ما قبضه من الخيل والسلاح وغيرها في أصحابه، فشق على الإمام -عليه السلام- ذلك، وكره أن يكون(1) بابا في مثل ذلك، وأن عليهم العمل [178/أ ] بما يأتي من الإمام -عليه السلام- فأرسل لاستعادتها من أيديهم الفقيه عبد الله بن عمر المرواحي، وكان في ذلك مكاتبة واعتراض، والمأموم متعبد بنظر الإمام في الإجتهاديات(2)، كيف والسنة قاضية بما رآه الإمام في قضيتهم(3) هذه.
وكان الإمام -عليه السلام- أرسل السيد التقي ابن إبراهيم الشرفي(4)رحمه الله وكان إليه حواز الشرف الأعلى(5) مثل بلاد اللحب(6)، والمحرق(7)، ونواحيها أن يتجهز لفتح البلاد المقاربة له من بلاد تهامة، وأمر معه عسكرا من أهل بلاد الشرف(8) وسادتها ومشائخها، فاستفتحوا البلاد التي ما بين جازان(9) وبيت الفقيه الزيدية(10) كلها، وأمدهم الإمام -عليه السلام- بالأمداد المتتابعة حتى صاروا جمهورا وخيلا أيضا، فأجابهم قبائل تهامة.
পৃষ্ঠা ২৮১