ولما أمر [176/ب] الإمام -عليه السلام- بدخول بلاد لاعة(1) وقراضة(2) ونواحيها، وتقدم إليها جماعة من الأعيان، كالسيد المجاهد حفظ الدين بن علي -المعروف بسحله(3)-، والسيد العالم الحسين بن علي بن صلاح العبالي(4)، والسيد علي بن محمد بن عشيش، والسيد زيد بن علي القراع(5)، والقاضي العلامة عبد الرحمن بن المنتصر العشي(6)، والفقيه الفاضل محمد بن علي بن صالح الأكوع.
وأما السيد الحسين فبقي في بلاد حجة يمدهم، فخرج إليه محطة من كوكبان حتى اتصلوا بمسور، ثم خرجوا إلى جانب بلاد لاعة السفلى، فلازمهم المجاهدون بالحرب، وعظم بينهم، وكان حي الفقيه الفاضل يحيى بن صلاح الثلائي(7) رحمه الله قد أرسله الإمام -عليه السلام- إلى جهات مسور(8) المنتاب، ولهم فيه معرفة وخلطة وهو مجاب لديهم محبب إليهم، ولم يكن معه عسكر كثير، فأجابه أهل بلاد مسور ونواحيها، فاستولى عليه وتقدم إلى بلاد عولي(9) فالتجأ عسكر كوكبان وكانوا فوق الألف نفر إلى حصن عولي(10)، واجتمع أصحاب الإمام -عليه السلام- ووجه مولانا -عليه السلام- أمر حصارهم والبلاد إلى الفقيه عماد الدين رحمه الله، فوقعت حروب شديد وقضايا عديدة.
ولقد أخبرني غير واحد أن في بعض حروبها ضعف أصحاب الإمام -عليه السلام- وكانوا ينهزمون، وقد أظهر الشيخ محمد بن علاو وأصحابه جهادا وصبرا وكذا غيرهم، فأرسل الله سبحانه وتعالى جرادا كثيرة كادت تعمي الظالمين ولا يقدرون على الرمي بالبندق ولم يكن على المجاهدين منها ضرر حتى هزموهم إلى حصن عولي.
وأخبرني مولانا أمير المؤمنين من فيه(11) بمثل ذلك وقد قتلوا منهم مقتلة عظيمة، ثم استقامت عليهم المراتب وعجز الأمير عبد الرب عن التفريج عليهم لما عنده من الأهوال والشدة من جنود الحق كما تقدم.
পৃষ্ঠা ২৭৮