فصل في ذكر دخول مولانا الحسن رحمه الله بلاد صعدة وأسباب ذلك وذلك أنه اتفق يوم العيد في سنة إحدى وثلاثين وألف مع الدخول على طعام العيد في صعدة تدافع بين بعض عسكر اليمن من الأهنوم وبعض عسكر خولان من الشام، فافترق أهل اليمن جانبا وأهل الشام جانبا، وكان أهل اليمن القليل، فخافوا من أهل الشام فتحصنوا في القصر ورموا جماعة من خولان وغيرهم، فحصل بين الطائفتين نحو إحدى عشر نفر قتيلا وجرح جماعة كثيرون، وكادت المدينة وأسواقها تنهب. وكان في المدينة الحاج المجاهد الفاضل شمس الدين أحمد بن عواض [67/ب] رحمه الله، والحاج الفاضل أحمد بن علي بن دغيش وغيرهما من عيون الفضلاء من اليمن، والسيد العلامة داود بن الهادي والسيد أحمد بن المهدي وغيرهم من عيون الشام، وحجزوا بين الفريقين على مشقة وجعلوا صلحا وكان بعده السداد والفلاح، وانفصل الفريقان وعادت الأحوال إلى الصلاح.
وفي يوم هذه القضية وهو في عيد الإفطار وقع الإختلاف بين أهل بين بلد النجيد ودرب العنز(1) من وادعة، وقتل ثمانية أنفار من جملتهم طفل طعنه من غضب الله عليه فاحتمله مع الجنبية لصغره.
نعم وكان حي الشيخ الشهيد المجاهد جمال الدين علي بن عبد الله الطير(2) هو القائم على حوائج الخاصة والعامة مع مولانا صفي الدين أحمد بن أمير المؤمنين أطال الله بقاه، وكان أكثر الأعمال إليه فاتهمه أهل الشام بأنه رمى وقتل منهم وأنه معظم عليهم أهل اليمن، فعظمت الإحن وتكاثرت وأحب من يريد الشقاق من أهل الأغراض تقوية ذلك.
পৃষ্ঠা ১৭৩