السلفية المخلصة التى قام بها الإمام محمد بن عبد الوهاب ﵀ (فى هذه البلاد التى عمتها حركة دينية قوية فاستطاع الشيخ - بتوفيق الله - توجيه هذه الحركة وجهة إسلامية صحيحة بعيدة عن كل الأفكار المخالفة لكمال التوحيد.
فكثير من علماء نجد - وهم داخلون فى شرطه - لم يترجموا فى كتاب الكمال الغزى ﵀.
- وأمر ثالث أن مؤلف الكتاب لم يكن حنبليًا، ولا شك أنه ليس من الشرط أن يكونَ المؤلفُ حنبليًا، ولكن تأليفَ غير المنتسب إلى المذهب مشاركةٌ، لا تجد فيها روح التعاطف والاهتمام والحماس الذى تجده عند المنتمى إلى المذهب.
وحَقَّق هذا الكتاب عن نسخة المؤلف الوَحيدة الموجودة فى مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق الأستاذان الفاضلان محمد مطيع الحافظ، ونزار أباظه، وطبع بدارِ الفكر بدمشق سنة (١٤٠٢ هـ). وأدخلا فى صُلب الكتاب بعضَ التراجم التى أخلَّ بها المُؤَلِّف بين قوسين معقوفين ونبها فى هامش الصفحة على أن هذه التَّرجمة ليست من عمل المؤلف ودلَّا على مصادر ترجمتها.
وكان من المُستحسن أن تُلحق هذه التَّراجم فى آخر الكتاب استدراكًا على المؤلف كما صَنَعُوا فى تراجم المخالفين بعد المؤلِّف ولا تدخل فى صُلْبِ كلامه؛ لأنَّ أىَّ ناقل عن هذه التراجم سيحيل إلى اسم الكتاب واسم مؤلفه ويُنسب إلى الغزى ما لم يقله؟!
كما قام المحققان الفاضلان بإضافات فى آخر الكتاب (ذيلا عليه) من سنة (١٢١٤ - ١٤٠٠ هـ) ولم تكن هذه الِإضافات شاملة لكل علماء الحنابلة فى هذه الفترة ولا لأغلبهم، بل هى أشبه بالاختيارات فقط.
مقدمة / 69