ولكنَّ ابن حميد النَّجدى لم يرضَ بمثل هذا القول فقال معقبًا عليه. قلت: بل تصانيفه فى غاية التحرير. . . ." (١).
وأرى أن أغلب مؤلفات ابن عبد الهادى بالصفة الذى ذكر النُّعيمى ينقصها التَّحريرُ والضَّبطُ والمُراجعةُ، فهى أشبه بمذكرات خاصة أو أصول (مسودات) لم تكتمل بعد.
وكأن الإمام ابن عبد الهادى فى سباق مع الزَّمن يريد أن يصل إلى أكبرِ قدرٍ ممكن من المؤلفات، كثيرٌ من مؤلفاته نقولٌ وردودٌ وتخريجاتٌ حديثية ورسائل صغيرة.
وكثرة مؤلفات ابن عبد الهادى من سمات عصره فهو فى عصر السيوطى (ت ٩١١ هـ)، والسخاوى (ت ٩٠٢ هـ)، والشيخ زكريا الأنصارى (ت ٩٢٦ هـ)، ثم ابن كمال باشا (ت ٩٤٠ هـ). . . وغيرهم ويمكن الجمع بين قول النُّعيمى وقول ابنِ حُميدٍ، وذلك أنه من خلال اطّلاعى على كثيرٍ من مؤلفات ابن عبد الهادى أقول: إن بعض مؤلفاته مراجعة متقنة محكمة التأليف مثل "مغنى ذوى الإفهام" و"التبيين. . ."، و"الدُّرُّ النَّقى"، و"الميرة فى حل مشكل السيرة" و"ثمار المقاصد". . . وغيرها.
لكن كثيرًا من مؤلفاته أيضًا هى كما وصف النعيمى ﵀ غير محررة ولا مراجعة؛ لأنه لم يفرغ لمراجعتها واستيفائها، فلعل ابن حُميد وقف على المحرر منها فظنها جميعا بهذه المثابة. ويحمل كلام النُّعيمى على أنه يقصد من غير تحرير فى غالبها.
ومع كثرة مؤلفات ابن عبد الهادى لم يطبع منها إلا القليل جدا؟!
_________
(١) المصدر نفسه: ٧٧.
مقدمة / 21