জওহর শাফফাফ
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
জনগুলি
{ فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم} أي: غيروا تلك الكلمة التي أمروا بها والمعنى أنهم أمروا بقول معناه التوبة والاستغفار فخالفوه إلى غيره ولم يمتثلوا أمر الله وليس الغرض أنهم أمروا بلفظ بعينه، وهو لفظ الحطة فجاءوا واللفظ أخر لأنهم لو جاءوا بلفظ أخر مستقل بمعنى ما أمروا به لم يؤاخذوا به كما لو قالوا مكان حطة تستغفرك أو نتوب إليك أو اللهم اعف لنا وقيل قالوا: مكان حطة حنطة وقيل: قالوا بالنبطية حط سمقانا أي: حطة حمراء استهزاء منهم وعدولا من طلب ما عند الله إلى طلب ما يشتهون من أغراض الدنيا {فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء} أي: ظلمة وطاعونا فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفا {بما كانوا يفسقون} أي: جزاء فسقهم تعديل ما أمروا به في الكلمة وتكرير الذين ظلموا زيادة في تقبيح أمرهم وإيذانا بأن إنزال الرجز عليهم لظلمهم {وإذا استسقى موسى لقومه} في التيه {فقلنا اضرب بعصاك الحجر} روي أنهم عطشوا في التيه فدعا لهم موسى بالسقيا، فقيل له: اضرب بعصاك الحجر إشارة إلى حجر كان معه حمله من الطور، وكان حجرا مربعا له أربعة أوجه، كانت تنبع من كل وجهة ثلاث أعين لكل سبط عين تسيل في جدول إلى السبط الذي أمر أن يسقيهم، وكانوا ستمائة ألف وسبعة العسكر اثنى عشر ميلا وقيل أهبطه آدم من الجنة فتوارثوه حتى وقع إلى شعيب نرفعه إليه مع العصا وقيل هو الحجر الذي وقع عليه ثوبه حين اغتسل أدرنه منع بالأدرة ففر به فقال له جبريل يقول الله ارفع هذا الحجر فإن فيه قدرة ولك فيه معجزة، فحمله في مخلاته وعن الحسن لم يأمره أن يضرب حجرا بعينه.
قال: فهذا أظهر في الحجة وأبين في القدرة روي أنهم قالوا: كيف بنا لو أفضينا إلى أرض ليس فيها حجارة فحمل حجرا في مخلاته فخبأت ما نزلوا السقاة وكان يضربه بعصاه فيتفجر ويضربه بها فيبس فقالوا: إن فقد موسى عصاه متنا عطش فأوحى الله إليه لا تقرع الحجارة، وكلمهاس تعطك لعلهم يعتبرون، وقيل: كان من رخام وكان ذراعا في ذراع وقيل مثل رأس الإنسان {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} أي: فضرب فانفجرت {قد علم كل أناس مشربهم} أي: كل سبط عينهم التي يشربون منها وقيل لهم {كلوا} من المن والسلوى {واشربوا} أي: من الماء فهذا كله {من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين} العثى أشر الفساد أي: لا تسعوا فيها بالفساد فملوا ذلك العيش وذكروا عيشا كان لهم بمصر فقالوا:
পৃষ্ঠা ৬২