الرتبة الرابعة: في الأعراض المختصة بالجسم مع وجود الحياة [22] والعقل ونقتصر منها على الجهل والعلم فلا يتصف بهذين العرضين إلا كل الجسم حي عاقل.
الذليل على ذلك: أن حقيقة العلم والجهل إثبات الشيء على وجه ما، فالعلم إثبات المعلوم على ما هو به عند الله. والجهل إثباته على خلاف ما هو به عند الله. والإثبات لا يكون إلا من مثبت عاقل ولا عقل إلا مع حياة، ولا حياة إلا في جسم.
فالجسمية شرط الحياة على ما قدمنا في الرتبة الثالثة، والحياة شرط العقل والعقل شرط العلم، إذا ثبت أن حيا ليس بجسم محال فاستحالة عاقل ليس بحي، أو عالم ليس بعاقل أجدر. والله أعلم.
الباب العاشر
باب بيان المجاورة والمداخلة من تفسير كلام
الشيخ أبي المنذر بشير بن محمد محبوب رحمهما الله
قال المتأمل: وأما فوله، تجاورا فيها بأعراضها وعلى غير التداخل منها، يقول: هذه الأجزاء في حال تآلفها متجاورة لا متداخلة غذ لو جاز تداخلها لوجب أن يكون المدخول فيه داخلا في الداخل فيه منها، ذلك محال أن يكون الفاعل مفعول مفعوله، والمفعول فاعل فاعله.
مسألة: اختلف الناس في المجاورة والمداخلة على قولين ، فقال إبراهيم النظام (1)، وهشام بن الحكم (2): بالمداخلة وهو يكون الجسمان في مكان واحد.
الذليل على ذلك: أنهم لما نظروا إلى التفاحة طويلة عريضة، واللون منها طويل عريض، فمن حيث وجدت اللون وجدت الطعم، ووجدت الرائحة كانا في مكان واحد، ولو كانا ليس خبرهما واحدا كنت من حيث وحدت اللون لا تجد الطعم.
قال المتأمل: ذا السؤال ظاهر الفساد. الدليل على ذلك: ما ذكرناه عن الشيخ أبي المنذر-رحمه الله- وهو كاف إن شاء الله.
পৃষ্ঠা ৩১