من كلام الشيخ أبي المنذر بشير بن محمد بن محبوب قال المتأمل: وأما قوله واختياله يعنى العالم، وقوله وأجزاؤه يعنى جواهره التي تركب منها على اختلاف أجناسه لاختلاف تركيبه، وقوله لها يعنى لأجل الحوادث التي هي الأعراض، يقول إن العالم وأجزاؤه يختال لأجل الأعراض التي تعتوره أي تتغير من حال إلى حال.
مسألة: فأول الجواهر: الجوهر الواحد ن وهو عند العلماء بمنزلة النقطة التي لا طول لها ولا عرض ولا عمق، فإذا انضاف إليه جوهر ثان حدث لهما طول وسمى خطا، من هاهنا أول رتبة الاجتماع فإن الاجتماع محال أن يكون في أقل من اثنين، الواحد فلا يقال له مجتمع ولا مفترق وسيأتي بيان ذلك أن شاء الله. فإذا انضاف إلى الجوهرين جوهران صار على قول بعضهم خطين، والخطان إذا اتصلا فهما سطح لهما طول وعرض ولا عمق لهما. فإذا اتصل بالسطح سطح من أعلاه صار طويلا للخط الأول عريضا للخط الثاني عميقا لاتصال سطح بسطح، وهذا هو الجسم ، سيأتي زيادة بيانه فيما بعد غن شاء الله عز وجل. ثم تتفرع الجسام إلى فروع كثيرة قد بينا طرفا منها في الشجرة التي مثلناها في كتاب ((لذخيرة)) وإنما تفرعت للأعراض التي تحدث فيها، وتغيرها من حال إلى حال والله أعلم وبه التوفيق.
مسألة: ثم إن الأعراض وأن تضادت واختلفت فلا يتصف (1) كل محدث من الجواهر بجميعها بل منازل كثيرة ومعان دقيقة غزيرة وسنقتصر منها على أربع رتب:
الرتبة الأولى: رتبة الحركة وهى مختصة بالجوهر الواحد فصاعدا لتحيزه، إن حد الحركة الانتقال من مكان، والجوهر فلا يخلو قط من مكان ولزوم الحركة الطافته.
مسألة: وأما السكون فحده الليث في مكان ما وشرطه الكثافة التي توجب الرسو، ولا كثافة غلا في الأجسام، أما الجواهر والخطوط والبسائط فلا كثافة فيها والله أعلم.
الرتبة الثانية: في الأعراض [21] المختصة بالجوهرين فصاعدا ونقتصر منها على الاجتماع والافتراق، فهذان العرضان لا يتصف بهما إلا الجوهران فصاعدا.
পৃষ্ঠা ২৯