জওহর ইনসানিয়া

জায়নাব কাতিফ d. 1450 AH
141

জওহর ইনসানিয়া

جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف

জনগুলি

كان مركز تبجيلهم إله الخلق، فيراكوتشا. ومثل السومريين وبني إسرائيل وبعض شعوب جنوب شرق آسيا، كانوا يؤمنون بأنهم أحفاد الذين نجوا من طوفان عظيم. لا يتضح بالضبط أين حدث هذا الطوفان؛ فيقال إن الماء غطى الدولة بأكملها، من أعلى قمة حتى المحيط، ومات الجميع عدا رجل واحد وامرأة واحدة. كان فيراكوتشا صانع هذا الطوفان والمنجي منه. وكان يأتي من بعده إله الشمس. فيبدو أن الإنكا ربطوا قوة الشمس بنمو محاصيلهم؛ لذلك لا عجب في بنائهم، مثل الموتشي والشيمو من قبلهم، معابد في كل مكان لواهب الحياة. وفي احتفال كاباك رايمي، الذي يقام سنويا في أول شهر من السنة، يوزع الكهنة كعكات على الناس ويقولون: «إن ما تحصلون عليه هذا هو طعام من الشمس، وسيظل باقيا في أجسامكم شاهدا ...»

16 (هل أرى الأب كوبو الصالح يستخدم دون قصد كلمات العشاء الأخير؟) بطبيعة الحال كان كسوف الشمس نذير شؤم، وكان يتطلب التضحية بكثير من الأطفال كوسيلة للاسترضاء. يحتل المرتبة الثالثة إله الرعد، ولأنه كان يجلب البرق معه كان الخوف منه شديدا، لكن لأنه كان مسئولا أيضا عن تأثير النماء الذي يحدثه المطر - ومياه البحر، التي يحصل منها سكان الساحل على مصدر غذاء مهم - كان يبجل للغاية. ولذلك في أوقات الجفاف كانت تقدم قرابين بشرية أكثر. اعتقد الإنكا في الخلود؛ فتصعد أرواح الذين عاشوا حياة صالحة إلى السماء وتتحول إلى نجوم؛ وهذا هو أصل النقاط البراقة التي تظهر في السماء ليلا. ولمساعدتهم في طريقهم كانت توضع ممتلكاتهم مع مخزون من الطعام والشراب معهم في قبورهم، كما كان الحال لدى المصريين. أما الذين لم يلتزموا بتعاليم نقد الكهنة والمعلمين فيحكم عليهم بالذهاب إلى عالم الموتى السفلي. (2) المعتقدات المعاصرة

إذا كانت الأحداث في العالم الفيزيائي من حولنا، سواء كانت مخيفة أو لا، فسرت بالمبادئ العلمية التي لا يمكن لأحد مناقشتها، لماذا يمارس الدين حتى يومنا هذا؟ ما الذي نبحث عنه؟ نبحث عن ثلاثة أشياء بالأساس؛ أولا: عن مجموعة من القيم نعيش وفقا لها، فمن الأسهل لكثيرين تقبل أسلوب حياة أخلاقي إذا كان جزءا من إيمانهم وليس مجرد أمر تفرضه عليهم الحكومة. فالحياة باستقامة هي أحد المعتقدات الأساسية لكافة الأديان، من الهندوسية والبوذية، حتى اليهودية والمسيحية والإسلام. والالتزام بها يبدو منطقيا؛ فزواج المحارم يؤدي في النهاية إلى تشوه جسدي وتخلف عقلي؛ بينما توجد فوائد صحية للقواعد الموجودة في أديان مثل اليهودية والإسلام، المتمثلة في ختان الذكور وتجنب أكل لحم الخنزير والمحار، في المناخ الحار للشرق الأدنى. أما الشيء الثاني الذي نبحث عنه فيتمثل في الراحة النفسية في حياتنا اليومية، فالتجربة الدينية تقدم لكثيرين هذا الأمر؛ سواء من خلال ممارسة العبادة العامة في معبد أو كنيس أو كنيسة أو مسجد، أو الصلاة الخاصة في المنزل.

17

ماذا عن الشيء الثالث؟ ما زالت قضية الخلود تؤرقنا جميعا؛ فلم يستطع الإنسان المعاصر التخلص من الخوف الذي سيطر على أسلافه، فيجد من الصعب تقبل الحقيقة العلمية بأنه عند وفاته كل جزيء في جسمه، حمل كل لحظة في نشاطه وكل فكرة في ذهنه، سيبدأ ببساطة بالتحلل، وأن عواقب الموت لا تزيد عن نتائج تعفن اللحم؛ لذلك يستمر كل دين في الحديث عن مشكلة الحياة بعد الموت. وسواء أكان هذا في صورة تناسخ الأرواح أم الخلود، فإن الاعتقاد في استمرار وجود روح المرء يوفر الطمأنينة. لماذا أستفيض في هذا الموضوع؟ هل لأني خائف من شيء وأبحث عن إجابة له؟ (2-1) الهندوسية

إن أقدم الأديان التي تمارس في عصرنا الحالي هي الهندوسية؛ فترجع إلى 5 آلاف سنة، إلى عصر نشأة الحضارة الهندية في وادي نهر السند، ولذلك وصفت بالفعل تعاليمها الأساسية. لم تكن أبدا ديانة رسمية، ولم تنجح حتى الآن المحاولات الحالية من الوطنيين المتعصبين وحزب بهاراتيا جاناتا الهندي لجعلها كذلك. لكن بالطبع لم تكن الهند دولة موحدة حتى أسس تشاندراجبت موريا إمبراطوريته في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. ربما كان من الممكن اعتماد الهندوسية بوصفها الديانة الرسمية في هذه الفترة لولا حقيقة إصابة أكبر وثالث زعمائها، أشوكا، الذي رسخ القوة الهائلة للإمبراطورية في القرن الثالث قبل الميلاد؛ بخيبة أمل بسبب الحرب والدين الرسمي وتحول إلى البوذية بدلا من ذلك. ومع ذلك، أدت غزوات المسلمين في القرن الثالث عشر إلى الزوال الفعلي للبوذية في الهند. ومنذ هذا الوقت حتى العصر الحاضر، أصبح أغلب الشعب يدين بالهندوسية وبعضهم بالإسلام، وقلة منهم بالبوذية.

تعتبر الهندوسية أكثر تسامحا بكثير من أي من الثلاثي: اليهودية والمسيحية والإسلام؛ فهي لا تضع معتقدات صارمة في طبيعة الإله. في الواقع، هي لا تحدد إلها واحدا على الإطلاق، بل تجمع بين تعدد الآلهة والتوحيد؛ فيعبد فيشنو (كلي الانتشار) وزوجته لاكشمي (إله الثروة والجمال) مع براهما (الخالق) وشيفا (المدمر). وكما ذكرنا مسبقا، يهتم هذا الدين أكثر بالإنسان وتناسخ روحه وطبيعة الكون. ومع خلوه في الأصل من المعتقدات، لم يكن الذبح العنيف للمسلمين الذي تفاقم مع تقسيم الهند في عام 1948 جزءا من الديانة الهندوسية. فقد ذكرت مسبقا المكانة المحورية «للدارما» في الهندوسية، وفي الواقع يوجد نوعان للدارما، وهما في صراع من نوع ما مع بعضهما - «السانتانا دارما» أو المبدأ الأخلاقي المطلق، ودارما الطبقات الاجتماعية والقانون الكنسي. يشكل التوتر الموجود بين النوعين جزءا لا يتجزأ من ملحمة «مهابهاراتا»؛ وهي «ملحمة كبرى» في الهند، وتحتوي على السرد الكامل للهندوسية الكلاسيكية. وفي القرن الماضي عارض المهاتما غاندي بشدة انعدام المساواة الموجود في النظام الطبقي ونوعي الدارما (بالإضافة بالطبع لمعارضته للحكم البريطاني، وسوء معاملة المسلمين). كان مضمون حملته الدينية هذه مفهوما جيدا، وقد تعرض للاغتيال في يناير عام 1948.

واليوم، يتبع أكثر من 800 مليون شخص - أغلبهم يعيش فى الهند - صورة من صور الهندوسية. (2-2) اليهودية والمسيحية والإسلام

بالنسبة لليهود الأرثوذكس بدأ دينهم في عام 3760 قبل الميلاد، في يوم الخلق، وهي السنة التي يبدأ منها التقويم اليهودي. يعرف معظم القراء قصة الخلق وبقية أجزاء العهد القديم؛ لذا لا حاجة بنا إلى تكرارها هنا، فيما عدا من أجل الإشارة إلى أنها تقدم - مثل تعاليم الهندوسية - إجابات عن الأسئلة الثلاثة المذكورة في بداية هذا الجزء؛ تقديم قواعد أخلاقية محددة بدقة، متمثلة في الوصايا العشر؛ ووجود محور للعبادة، متمثلا في الله (يهوه)، والاعتراف بوجود حياة آخرة، متمثلة في الجنة والنار (جهنم)، رغم أن الثانية ليست مطمئنة للآثمين في هذا العالم. تشكل الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم التوراة (تعاليم اليهود) التي أوحاها الله إلى موسى عند جبل سيناء. وتشرح التوراة أصول البشر واليهود - «الشعب المختار» - على وجه الخصوص. خلق الله الكون في 6 أيام (واستراح في اليوم السابع)؛ وبما أن مجموعتنا الشمسية عمرها نحو 6 مليارات سنة، على المرء فقط أن يستبدل كل مليار سنة بيوم، وهكذا لا تكون قصة الخلق تخمينا يختلف كثيرا في غرابته عن التطور؛ فعلى الأقل ترتيب الأحداث صحيح إلى حد ما.

توجد أشياء كثيرة مشتركة بين المعتقدات اليهودية ومعتقدات السومريين؛ فيقال إن إبراهيم - النبي الذي يؤمن به المسيحيون والمسلمون واليهود أيضا - ولد في مدينة أور. تظهر أول شخصية يمكن التعرف عليها في العهد القديم، وهي شخصية موسى في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، الذي كان على الأرجح رسول اليهود الذي قاد بني إسرائيل للخروج من العبودية في مصر. ولا يظهر أول تسجيل لممارسة فعلية للديانة اليهودية قبل عام 600 قبل الميلاد.

অজানা পৃষ্ঠা