জওহর ইনসানিয়া
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
জনগুলি
58
ولا توجد إلا بعض النباتات التي تنمو بسرعة كافية حتى يمكن حصادها في خلال الفصل، كما يوجد عدد محدود من الطرق لصيد سمكة. وبالمثل لا يوجد إلا عدد محدود من الطرق يمكن من خلاله الحفاظ على النظام داخل المجتمع - النظام الاستبدادي أو الديمقراطي، الإقطاعي أو البيروقراطي - أو يمكن للرعايا إظهار احترامهم لحكامهم؛ بالانحناء أو الكياسة أو السير للخلف، أو بالسير على الركبتين، أو بالسجود على الأرض.
59
ومع ذلك، يستمر التشابه بين الأهرامات في مصر وفي الأمريكتين - رغم أن الأولى بنيت لتخليد ذكرى حكامها، والثانية من أجل استرضاء الآلهة - في جذب انتباه المفكرين الثقافيين.
كرر ثور هايردال رحلته الاستكشافية «كونتيكي» التي قام بها من بيرو حتى تاهيتي، ومن شواطئ أفريقيا حتى أمريكا؛ حتى يثبت أن القارب المصنوع من عيدان القصب - الذي يستخدمه الصيادون حاليا في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، ووفقا لوجهة نظره كان شائعا لدى المصريين والإنكا والآزتيك - كان بإمكانه الصمود في الرحلة عبر المحيط الأطلنطي. وقد درس هايردال القوارب المصنوعة من عيدان القصب في بحيرات موجودة في أفريقيا
60
وفي بحيرة تيتيكاكا، التي تقع بين بوليفيا وبيرو، واستنتج وجود تشابه ليس فقط بين النسخ المستخدمة حاليا، بل أيضا بين المصورة على الصور الجدارية والنقوش البارزة لمصر القديمة. وإذا نجح في مهمته، فإن هذا سيكون دليلا قويا في صالح نظرية إمكانية وصول المستكشفين من العالم القديم إلى العالم الجديد منذ آلاف السنين، وبذلك أدخلوا مفهوم الأهرامات عبر المحيط الأطلنطي. في عام 1969 بنى هيردال بنفسه قاربا من ورق البردي على غرار القوارب التي كان المصريون يستخدمونها منذ أكثر من 4 آلاف سنة؛ أطلق عليه اسم «رع»
61
وانطلق مع طاقم دولي من ستة أفراد (وقرد) من مدينة آسفي في المغرب. أبحروا في جهة الجنوب الغربي على طول الساحل الأفريقي حتى وصلوا إلى جزر الرأس الأخضر، ثم تحولوا إجبارا نحو الغرب للاستفادة من التيار السائد. تمكنوا من الوصول إلى البحر الكاريبي قرابة ساحل باربادوس بعد قضاء 8 أسابيع في البحر،
62
অজানা পৃষ্ঠা