متى تفللت القيود الاجتماعية التي ترد الجموع عن الاسترسال مع شهواتها، هوت على عجل إلى درك الهمجية الأولى.
قد يستفيد السياسي من نسبة الحكمة وسداد الرأي والاعتدال للجماعات. لكن اعتقاد هذه الصفات فيها، يجعله غير أهل لتولي زمامها.
الاستسلام مرة للجماعة، اعتراف بقوتها، وقضاء على النفس بالرضوخ لحكمها على الدوام.
تحل قوة العدد شيئا فشيئا محل العقل. غير أن العدد، وإن قهر العقل، فإنه لا يقوم مقامه.
قلما تدرك الجماعات حقيقة ما يأتي على يدها من الحوادث. (3) روح الجمعيات
للجمعيات الكبيرة، ما للجماعات من المميزات الأولية: كضعف المعقول، وسرعة التهيج، وفجائية الغضب، وعدم التسامح المطلق، والخنوع للقواد.
ليس للجماعة إلا روح عرضية، إن تألفت من عناصر مختلفة، اجتمعت على غير موعد. لكن إذا اتحدت العناصر، كما في الجمعيات السياسية أو الصناعية أو الطوائف، تولد لها روح عام يستقر بوحدة المنافع.
لا تسير الجمعية السياسية غالبا سير الجماعة، وإن كانت خاضعة مثلها لمقتضيات الاجتماع النفسية. وذلك لاختلاف منافع الأحزاب التي تتألف منها، ولأن لكل فريق قوادا.
الرجل العاطل يزداد قوة بانضمامه إلى فريق، والرجل الكبير يصغر بذلك.
قد يتمكن بعض القواد ذوي الحدة والنفوذ، من ضم جميع الفرق في الجمعية إلى جماعة خاضعة لإرادتهم. وفي الجمعيات الثورية الكبيرة أمثلة كثيرة لذلك.
অজানা পৃষ্ঠা