জাওয়াহির আল-হাসান ফি তাফসির আল-কোরআন
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
জনগুলি
... وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزى النفس عنه بالتأسي والقرح القتل والجراح قاله مجاهد وغيره وقوله تعالى وتلك الأيام نداولها بين الناس أخبر سبحانه على جهة التسليه أن الأيام على قديم الدهر وغابره أيضا إنما جعلها دولا بين البشر أي فلا تنكروا أن يدال عليكم الكفار وقوله تعالى وليعلم الله الذين ءامنوا تقديره وليعلم الله الذين ءامنوا فعل ذلك والمعنى ليظهر في الوجود إيمان الذين قد علم الله ازلا أنهم يؤمنون وإلا فقد علمهم في الأزل ويتخذ منكم شهداء معناه أهل فوز في سبيله حسبما ورد في فضائل الشهداء وذهب كثير من العلماء إلى التعبير عن أدالة المؤمنين بالنصر وعن أدالة الكفار بالأدالة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك حديث أنهم يدالون كما تنصرون والتمحيص التنقية قال الخليل التمحيص التخليص من العيب فتمحيص المؤمنين هو تنقيتهم من الذنوب والمحق الأذهاب شيئا فشيئا ومنه محاق القمر وقوله سبحانه أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين الآية حسبتم معناه ظننتم وهذه الآية وما بعدها عتب وتقريع لطوائف من المؤمنين الذين وقعت منهم الهنوات المشهورة في يوم أحد ثم خاطب الله سبحانه المؤمنين بقوله ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه والسبب في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة بدر يريد عير قريش مبادرا فلم يوعب الناس معه إذ كان الظن أنه لا يلقى حربا فلما قضى الله ببدر ما قضى وفاز حاضروها بالمنزلة الرفيعة كان المتخلفون من المؤمنين عنها يتمنون حضور قتال الكفار ليكون منهم في ذلك غناء يلحقهم عند ربهم ونبيهم بمنزلة أهل بدر فلما جاء أمر أحد لم يصدق كل المؤمنين فعاتبهم الله بهذه الآية والزمهم تمنى الموت من حيث تمنوا أسبابه وهو لقاء العدو مضاربتهم وإلا فنفس قتل المشرك للمسلم لا يجوز أن يتمنى من حيث هو قتل وإنما تمنى لو أحقه من الشهادة والتنعيم قلت وفي كلام ع بعض أجمال وقد ترجم البخاري تمنى الشهادة ثم أسند عن أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل وخرجه أيضا مسلم وخرج البخاري ومسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يموت له عند الله عز وجل خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن الدنيا له وما فيها إلا الشهيد لما يرى رى من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة اه فقد تبين لك تمنى القتل في سبيل الله بهذه النصوص لما فيه من الكرامة وصواب كلام ع أن يقول وإنما يتمنى القتل للواحقة من الشهادة والتنعيم وقوله سبحانه فقد رأيتموه يريد رأيتم أسبابه وقوله وأنتم تنظرون تأكيد للرؤية وإخراجها من الإشتراك الذي بين رؤية القلب ورؤية العين وقوله تعالى وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية هذا استمرار في عتبهم وإقامة الحجة عليهم المعنى أن محمد عليه السلام رسول كسائر الرسل قد بلغ كما بلغوا ولزمكم أيها المؤمنون العمل بمضمن الرسالة وليست حايته وبقاؤه بين أظهركم شرطا في ذلك لأنه يموت كما ماتت الرسل قبله ثم توعد سبحانه المنقلب على عقيبه بقوله فلن يضر الله شيئا لأن المعنى فإنما يضر نفسه وأياها يوبق ثم وعد الشاكرين وهم الذين صدقوا وصبروا ومضوا في دينهم ووفوالله بعهدهم كسعد بن الربيع ووصيته يومئذ للأنصار وأنسن بن النضر وغيرهما ثم يدخل في الآية الشاكرون إلى يوم القيامة وقال علي رضي الله عنه في تفسير هذه الاية الشاكرون الثابتون على دينهم أبو بكر وأصحابه وكان يقول أبو بكر أمير الشاكرين إشارة منه إلى صدع أبي بكر بهذه الآية يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم وثبوته في ذلك الموطن وثبوته في أمر الردة وسائر المواطن الني ظهر فيها شكره وشكر الناس بسببه ثم اخبر عز وجل عن النفوس أنها إنما تموت بأجل مكتوب محتوم عند الله تعالى أي فالجبن والخور لا يزيد في الأجل والشجاعة والإقدام لا ينقص منه وفي هذه الآية تقوية للنفوس في الجهاد وفيها رد على المعتزلة في قولهم بالآجلين وقوله سبحانه ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها الآية أي نؤت من شئنا منها ما قدر له يبين ذلك قوله تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد وقرينة الكلام تقتضي أنه لا يؤتى شيئا من الآخرة لأن من كانت نيته من عمله مقصورة على طلب الدنيا فلا نصيب له في الآخرة والأعمال بالنيات وقرينة الكلام من قوله ومن يرد ثواب الآخرة ونؤته منها لا تمنع أن يؤتى نصيبا من الدنيا قال ابن فورك في قوله تعالى وسنجزي الشاكرين إشارة إلى أنه ينعمهم بنعم الدنيا لا إنهم يقصرون على الآخرة ثم ضرب سبحانه المثل للمؤمنين بمن سلف من صالح الأمم الذين لم يثنهم عن دينهم قتل الكفار لأنبيائهم فقال وكاين من نبيء قتل معه ربيون كثير الآية وفي كأين لغات فهذه اللغة أصلها لأنها كاف التشبيه دخلت على أي وكأين في هذه الآية في موضع رفع بالابتداء وهي بمنزلة كم وبمعناها تعطي في الاغلب التكثير وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو قتل مبني لما لم يسم فاعله وقرأ الباقون قاتل فقوله قتل قال فيه جماعة من المفسرين منهم الطبري أنه مستند إلى ضمير نبيء والمعنى عدهم أن النبي قتل ونحا إليه ابن عباس وإذا كان هذا فربيون مرتفع بالظرف بلا خلاف وهو متعلق بمحذوف وليس متعلقا بقتل وقال الحسن بن أبي الحسن وجماعة أن قتل إنما هو مستند إلى قوله ربيون وهم المقتولون قال الحسن وابن جبير لم يقتل نبي في حرب قط قال ع فعلى هذا القول يتعلق قوله معه بقتل ورحج الطبري القول الأول بدلالة نازلة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن المؤمنين إنما تخاذلوا يوم أحد لما قيل قتل محمد فضرب المثل بنبي قتل وترجيح الطبري حسن ويؤيد ذلك ما تقدم من قوله افأين مات أو قتل وحجة من قرأ قاتل أنها أعم في المدح لأنه يدخل فيها من قتل ومن بقي قال ع ويحسن عندي على هذه القراءة استناد الفعل إلى الربيين وقوله ربيون قال ابن عباس وغيره معناه جموع كثيرة وهو من الربة بكسر الراء وهي الجماعة الكثيرة وروي عن ابن عباس والحسن بن أبي المسن وغيرهما أنهم قالوا ربيون معناه علماء ويقوى هذا القول قراءة من قرأ ربيون بفتح الراء منسوبون إلى الرب أما لأنهم مطيعون له أو من حيث أنهم علماء بما شرع وقوله سبحانه وما استكانوا ذهبت طائفة من النحاة إلى أنه من السكون وذهبت طائفة إلى أنه مأخوذ من كان يكون واصلة استكونوا والمعنى أنهم لم يضعفوا ولا كانوا قريبا من ذلك قلت وأعلم رحمك الله أن أصل الوهن والضعف عن الجهاد ومكافحة العدو هو حب الدنيا وكراهية بذل النفوس لله وبذل مهجها للقتل في سبيل الله إلا ترى إلى حال الصحابة رضي الله عنهم وقلتهم في صدر الإسلام وكيف فتح الله بهم البلاد ودان لدينهم العباد لما بذلو لله أنفسهم في الجهاد وحالنا اليوم كما ترى عدد أهل الإسلام كثير ونكايتهم في الكفار نزر يسير وقد روى أبو داود في سننه عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت ا ه فانظر رحمك الله فهل هذا الزمان إلا زماننا بعينه وتأمل حال ملوكنا إنما همتهم جمع المال من حرام وحلال واعراضهم عن أمر الجهاد فإنا لله وإنا اليه راجعون على مصاب الإسلام قوله تعالى وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا أغفر لنا ذنوبنا الآية هذه الآية في ذكر الربيين أي هذا كان قولهم لا ما قاله بعضكم يا أصحاب محمد لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا إلى غير ذلك مما اقتضته تلك الحال من الأقوال قلت وهذه المقالة ترجح القول الثاني في تفسير الربيين إذ هذه المقالة إنما تصدر من علماء عارفين بالله قال ع واستغفار هؤلاء القوم الممدوحين في هذا الموطن ينحو إلى أنهم رأوا أن ما نزل من مصائب الدنيا إنما هو بذنوب من البشر كما نزلت قصة أحد بعصيان من عصى وقولهم ذنوبنا وأسرافنا في أمرنا عبارتان عن معنى قريب بعضه من بعض جاء للتأكيد ولتعم مناحي الذنوب وكذلك فسره ابن عباس وغيره وقال الضحاك الذنوب عام والإسراف في الأمر اريد به الكبائر خاصة فأتاهم الله ثواب الدنيا بأن اظهرهم على عدوهم وحسن ثواب الآخرة الجنة بلا خلاف قال الفخر ولاشك أن ثواب الآخرة هي الجنة وذلك غير حاصل في الحال فيكون المراد أنه سبحانه لما حكم لهم بحصولها في الآخرة قام حكمه لهم بذلك مقام الحصول في الحال ومحمل قوله آتاهم أنه سيؤتيهم قيل ولا يمتنع أن تكون هذه الآية خاصة بالشهداء وأنه تعالى في حال نزول هذه الآية كان قد آتاهم حسن ثواب الآخرة انتهى وقوله سبحانه يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يعني المنافقين الذين خيبوا المسلمين وقالوا في أمر أحد لو كان محمد نبيا لم ينهزم وقوله سبحانه بل الله مولاكم وهو خير الناصرين هذا تثبيت لهم وقوله سبحانه سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب سبب هذه الآية أنه لما ارتحل أبو سفيان بالكفار رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فتجهز وأتبع المشركين وكان معبد بن أبي معبد الخزاعي قد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له والله يا محمد لقد ساءنا ما أصابك وكانت خزاعة تميل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ركب معبد حتى لحق بأبي سفيان فلما رأى أبو سفيان معبدا قال ما وراءك يا معبد قال محمد في اصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله يتحرقون عليكم قد أجتمع معه من كان تخلف عنه وندموا على ما صنعوا قال ويلك ما تقول قال والله ما اراك أن ترحل حتى ترى نواصي الخيل قال فوالله لقد اجمعنا الكرة اليهم قال فإني انهاك عن ذلك ووالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيهم شعرا قال وما قلت قال قلت ... كادت تهد من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد إلا بابيل ...
... تردى بأسد كرام لا تنابلة ... عند اللقاء ولا ميل معازيل ...
... فظلت عدوا أظن الأرض مائلة ... لما سموا برءيس غير مخذول ...
পৃষ্ঠা ৩২০